لطف الله وفا: بالصدق نواجه "حبوب القضاء على الحياة"

07 يوليو 2018
الحبوب المخدّرة تنتشر بين التلاميذ (العربي الجديد)
+ الخط -

في الآونة الأخيرة، أثيرت قضية الحبوب المخدّرة في أفغانستان وانتشارها في أوساط التلاميذ، وبلوغ الأمر حداً أخطر، إذ إنّ هؤلاء يشترون تلك الحبوب بالمبالغ التي يحصلون عليها من آبائهم لتأمين احتياجاتهم المدرسية. وأحياناً، يُقدم هؤلاء على سرقة أشياء من المنزل للحصول على تلك الحبوب. يأتي ذلك في غياب أيّ خطة أو آلية للتصدي للمعضلة، بالتزامن مع فشل بعض جهود التصدي للمخدرات عموماً. وبهدف تسليط الضوء على القضية، التقت "العربي الجديد" الناشط الأفغاني لطف الله وفا.

- بداية، ما تعليقكم على انتشار المخدرات عموماً والحبوب المخدرة خصوصاً بين التلاميذ والتلميذات؟

بالتأكيد، الأمر مقلق للغاية. بعدما رأينا مئات الأشخاص في شوارع العاصمة كابول ومدن أخرى، يدمنون الهيروين وأنواعاً أخرى من المخدرات، فإنّ المخدرات طاولت اليوم المدارس وصار التلاميذ والتلميذات مدمني تلك الحبوب المخدرة المسماة "حبوب الحياة". في الحقيقة، هي حبوب القضاء على الحياة. والأمر مؤسف للغاية ويتطلب من الشعب كله مواجهته، في حين يتوجّب على أصحاب السلطة أن يقوموا بكل ما في وسعهم من أجل هذه القضية.

- برأيكم، من يتحمّل المسؤولية؟

بكل تأكيد، المسؤولية تتحمّلها بالدرجة الأولى الحكومة الأفغانية والسلطات المعنية، لا سيّما إدارة التعليم. فانتشار المخدرات في أوساط التلاميذ والتلميذات وبهذه الدرجة ليس أمراً يحصل بين ليلة وضحاها. وهو ما يعني أنّ للمشكلة جذوراً، وكان لدى السلطات الوقت الكافي للتصدي لها قبل أن يبلغ الأمر هذا الحدّ. ولا شك في أنّ ذوي التلاميذ يتحملون مسؤولية كبيرة، إذ تتوجّب عليهم مراقبة وضع أبنائهم وبناتهم. وتلك الحبوب تتسبب في تغيّرات كبيرة في سلوك الشخص المدمن.

- الحكومة تدّعي أنّها أطلقت حملات ناجحة ضد الترويج للمخدرات...

صحيح، ثمّة جهود لا يمكن إنكارها ولا بأيّ حال، لكنّه لا يمكن التحدّث عن حملات ناجحة. لو كانت كذلك، لما كنّا رأينا شبابنا في حال مماثلة في الشوارع. في الواقع، لا تملك الحكومة خطة كاملة للقضاء على الداء المستفحل، مع الشكّ في نيّة صادقة للعمل في هذا المجال.




- وما هو الحل؟

الحل بالنسبة إليّ، هو في الجهود الصادقة من قبل كل الجهات المعنية، وعلى رأسها الحكومة. ولا بدّ من أن يكون ذلك وفق آلية وخطة ممنهجتَين ومدروستَين. أمّا الآباء وأولياء الأمور، فيجب عليهم أن يساعدوا الجهات المعنية في هذا الخصوص وأن يراقبوا أوضاع أولادهم قبل أن يصيروا مدمني مخدرات.