الفلسطينية أم ناصر... لا فرح بالعيد وأبناؤها الستة أسرى

18 يونيو 2018
الفلسطينية أم ناصر مع أربعة من أبنائها الأسرى(فيسبوك)
+ الخط -
جدد اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي للشاب الفلسطيني إسلام يوسف أبو حميد (32 عاماً) قبل أيام من عيد الفطر المبارك، خلال دهم منزل عائلته في مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، الألم والحسرة في قلب أمه المسنة لطيفة أبو حميد، أم ناصر(70 عاماً). وما زاد ذلك الألم أن إسلاماً هو صغير العائلة والوحيد الذي يعيش مع والدته، بعد استشهاد شقيقه عبد المنعم وأسر خمسة آخرين من أشقائه داخل سجون الاحتلال.

إسلام يعيش مصيراً مجهولاً، بعد اتهامه من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" بإلقاء قطعة من حجر رخام على رأس جندي من الوحدات الخاصة الإسرائيلية، خلال اقتحام مخيم الأمعري في 24 مايو/ أيار الماضي، أدت لمقتله لاحقا. واعتقلت قوات الاحتلال إسلاما مرتين؛ الأولى في 28 مايو الماضي وأفرجت عنه لاحقاً، ثم أعيد أسره في 6 يونيو/ حزيران الجاري على خلفية مقتل ذلك الجندي.

فجر 13 يونيو/حزيران، دهمت قوات الاحتلال منزل أم ناصر، وحققت معها ومع بعض أحفادها ميدانيا، بعد رفع السلاح في وجهها، وتوجيه الشتائم لها ولأبنائها الأسرى، وقالوا لها إنها تنجب "مخربين". كما حاولوا اعتقالها. وخرّب الجنود منزل أم ناصر، وأحدثوا ثقوبا بجدرانه. وكذلك منزل إسلام الذي يشيده منذ فترة بانتظار اختيار شريكة لحياته والزواج منها.

لكن اعتقال إسلام ترك مصيره مجهولا، ولم تخبر قوات الاحتلال العائلة إن كانت هناك نية لديها بهدم المنزلين أم لا، كما جرت العادة بعد كل عملية يقوم بها أي فلسطيني خلال السنوات الأخيرة. لكن بعد يومين على المداهمة أخبرت مؤسسة الشكاوى الإسرائيلية "هموكيد" العاملة في القدس، عائلة أبو حميد عن نية قوات الاحتلال بهدم المنزل، ولم تتضح بعد طبيعة الإخطار أو توقيته، كما توضح أم ناصر لـ"العربي الجديد".

قوات الاحتلال اقتادت إسلاماً يوم الاقتحام، ولم تعرف أم ناصر السبب. سألوها إن كانت تحب أن تراه، فأكدت لهم ذلك، وتفاجأت بأن إسلاماً كان معتقلاً. وتقول أم ناصر: "هذه محاولة من قوات الاحتلال للضغط علي وقهري وحرق قلبي خصوصاً قبل العيد، لكنني معتادة على ذلك منذ نحو ثلاثين عاما. لن يستطيعوا قهري، لكن اعتقال إسلام الذي كان يخفف من ألمي على أبنائي جعلني أعيش حالة من الحزن، الله يعلم ما أمر به من حال، أنا أفتقد إسلاماً في غرفته ومكان نومه".


الاحتلال اقتحم مخيم الأمعري عقب الإعلان عن مقتل الجندي مرات عدة، لمحاولة كشف منفذ إلقاء حجر الرخام على رأس الجندي. ونفذ حملات اعتقالات ودهم، تخللها مواجهات مع الشبان أدت لإصابة العديد منهم. وصادرت تلك القوات كاميرات مراقبة إلى أن أعلنت يوم 13 من الشهر الجاري كشف هوية المنفذ وهو الأسير إسلام أبو حميد.

لكن والدة إسلام رفضت ادعاءات قوات الاحتلال، في حديثها مع "العربي الجديد"، وقالت: "كان إسلام عندي ليلتها، أنا على قناعة أنهم يكذبون ويحاولون تلفيق التهمة له، من أجل إرضاء أهل الجندي القتيل بأي وسيلة، هذه مسرحية، خاصة أن إسلاما لم يعترف بما وجه له من تهم".

إسلام تعرض لتحقيقٍ قاسٍ في معتقل المسكوبية عقب اعتقاله، وحقق معه ثمانية محققين لستة أيام متواصلة، وحرم خلالها من النوم تماماً وكان مقيد اليدين والقدمين، واستخدموا معه أسلوب الهز في التحقيق، وتعرض للتهديد والشتم، وما زال قيد التحقيق بعد تمديد اعتقاله ثمانية أيام.

أم ناصر تعيش ألم البعد والحزن منذ استشهاد ابنها عبد المنعم عام 1994، واعتقال أربعة من أبنائها هم ناصر، ونصر، وشريف، ومحمد خلال انتفاضة الأقصى الثانية في عام 2002، وهم محكومون بالسّجن المؤبد. وتلا ذلك هدم منزلها مرتين الأولى بعد استشهاد عبد المنعم، والثانية عام 2003 بعد اعتقال أبنائها الأربعة. كذلك اعتقل ابنها جهاد ويقبع حاليا رهن الاعتقال الإداري، واعتقل أخيراً ابنها السادس إسلام. وتفرق شمل العائلة المكونة من عشرة أبناء وابنتين، لكن أم ناصر صابرة على ظلم الاحتلال.

واستشهد عبد المنعم أبو حميد وهو أحد كوادر حركة "حماس"، الذي اغتالته قوات الاحتلال في بلدة الرام شمال القدس المحتلة عام 1994، بينما يقضي أربعة من أبناء "أم ناصر" منذ اعتقالهم عام 2002 أحكاما مختلفة بالسجن المؤبد، بتهمة مقاومة الاحتلال، ضمن مجموعات كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح. ويقضي ناصر حكماً بالسجن 7 مؤبدات و50 سنة، وابنها شريف 4 مؤبدات، ومحمد مؤبدين و30 سنة، ونصر 5 مؤبدات.