سكان جرف الصخر... 3 أعوام من الموت نزوحاً

سكان جرف الصخر... 3 أعوام من الموت نزوحاً

19 أكتوبر 2017
غير مسموح لهم بالعودة إلى مناطقهم (مارتن إيم/Getty)
+ الخط -



على الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على نزوحهم، إلا أن سكان بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد) غير مسموح لهم بالعودة إلى مناطقهم التي تحولت إلى معسكرات ومعتقلات لمليشيا "الحشد الشعبي".

ولم تكتف الحكومة المحلية في بابل بمنع عودتهم، بل أصدرت قراراً يهدد بمقاضاة أية جهة تطالب بعودة الأهالي، وهو ما رفضته الحكومة العراقية بحسب مصادر سياسية.

وكشف مصدر حكومي عراقي مطلع، اليوم، عن عدم رضا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن الإجراءات التي اتخذها مجلس محافظة بابل بحق الجهات التي تطالب بعودة النازحين إلى مناطقهم في شمال المحافظة، والذين هجروا قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

وأشار إلى أن الحكومة العراقية لم ترحب بقرار مجلس محافظة بابل الذي اتخذه في سبتمبر/ أيلول الماضي، والذي دعا إلى مقاضاة أية جهة تطالب بإعادة النازحين إلى مناطقهم في بلدة جرف الصخر شمال بابل، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن هذا القرار تسبب بحرمان آلاف المدنيين من العودة إلى منازلهم.

ولفت إلى أن "تحالف القوى" العراقية سبق أن وجّه رسالة إلى رئيس البرلمان، سليم الجبوري، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، يدعو فيها إلى إنقاذ سكان جرف الصخر، مؤكدا أن الرسالة وجّهت انتقادات لاذعة لمحاولة الحكومة المحلية في بابل إسكات جميع الأصوات المطالبة بعودة النازحين.

وأشارت الرسالة إلى أن هذه التصرفات خطيرة ومنافية للقيم الوطنية، مطالبة بإبعاد الجانب الإنساني عن الصراعات السياسية التي ساهمت في زيادة المشاكل والأزمات.


وتداولت وسائل إعلام عراقية، اليوم الخميس، كتاباً رسمياً صدر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، يرفض فيه قرار مجلس محافظة بابل القاضي بمحاكمة كل من يطالب بإعادة نازحي جرف الصخر إلى مناطقهم.

من جهته، عبر عبود الجنابي، وهو أحد شيوخ جرف الصخر، عن أمله بأن تؤتي الضغوط السياسية والحكومية أكلها للحدّ من الإجراءات التعسفية المتبعة بحق نازحي البلدة، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أنه على الحكومة أن تتبع رفضها لقرار مجلس محافظة بابل بخطوات سريعة تضمن عودة آمنة للنازحين.

وأشار إلى أن النازحين من مناطق شمال بابل يعانون أوضاعا إنسانية صعبة بسبب مرور أكثر من ثلاث سنوات على نزوحهم، لافتا إلى وفاة عدد منهم وإصابة آخرين بأمراض خطيرة نتيجة لنقص الغذاء والدواء في مناطق النزوح.

وأضاف "لم تكتف الجهات الأمنية في بابل بمنع النازحين من العودة إلى مناطقهم، بل تقوم بين الحين والآخر بحملات مداهمة واعتقال في القرى والمناطق التي نزحوا إليها كالمسيب شمال بابل واليوسفية واللطيفية جنوب بغداد"، موضحا أن مئات المنازل في جرف الصخر تحولت إلى معسكر كبير يضم مقرات ومعتقلات مليشيا "الحشد الشعبي"، التي ترفض وبشكل قاطع عودة النازحين.

وبحسب سياسيين ونواب عراقيين، فإن جرف الصخر تحوّلت إلى سجن كبير للمليشيات، يضمّ أكثر من ثلاثة آلاف نازح تم اختطافهم من محافظة الأنبار، أثناء عمليات التحرير عام 2015.