ثائر زعطوط... عالق في مخيم عين الحلوة

ثائر زعطوط... عالق في مخيم عين الحلوة

05 يناير 2017
حالنا يزداد سوءاً يوماً بعد يوم (العربي الجديد)
+ الخط -
يستفيد من بقايا الدهان لتجسيد رسومات ثلاثية الأبعاد على جدران مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان

خسائر كبيرة حلّت بفلسطينيي سورية بسبب الحرب، فبعد اللجوء الأول من الوطن بسبب الاحتلال الصهيوني لفلسطين، جاء اللجوء الثاني من سورية إلى لبنان. هكذا خسر اللاجئ الفلسطيني في مخيم اليرموك ثائر زعطوط كل ما كان يمتلكه من منزل وعمل وأمن واستقرار، ونزح مع عائلته إلى لبنان هرباً من الحرب والموت، ليستقرّ في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.

يقول زعطوط: "كنت أعيش في مخيم اليرموك حيث أعمل دهّاناً ومختصّاً بالديكورات الداخلية، وكنت أمتلك محلاً في المخيم. كذلك عملت في فرقة رقص فولكلوري في الشام، وكان وضعي مستقراً. لكن عندما وقعت الحرب هربنا من سورية، وكان ذلك في العام 2012، فجئت إلى مخيم عين الحلوة حيث استأجرت منزلاً صغيراً يبلغ إيجاره نحو 135 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن أجرة مولد الكهرباء التي تبلغ نحو خمسين دولاراً". يتابع :"لا أستطيع العمل بسبب عدم قدرتي على الحصول على إقامة، ولا أستطيع الخروج من المخيم بسبب انتهاء صلاحية إقامتي. تجديد الإقامة لي ولعائلتي سيكلفني ما يعادل الـ 750 دولاراً ليس باستطاعتي الاستحصال عليها. وإن حصلت على عمل يكون ذلك داخل المخيم وفي أعمال بسيطة. كما يكون بدل ذلك زهيداً وبالكاد يكفي مصاريفنا، فما تقدمه الأونروا من مساعدات أدفعه لإيجار البيت، وما أعمل به يكون لاحتياجات البيت".

أما ممارسة هواية الرسم على جدران المخيم فقد أتت فكرتها من أوقات الفراغ التي يقضيها. وبدأ برسم جداريات فنية، إذ كان يستفيد من بقايا الدهان لتجسيد رسومات ثلاثية الأبعاد. يقول: "تشاركني ابنتي الصغرى التي تبلغ أربع سنوات الرسم على جدران المخيم. جدران المخيم في معظمها مهملة وهي مساحات للشعارات. الفكرة من العمل هي الخروج عن المألوف. أردت أن يتعرّف الأولاد على الأشكال الهندسية".

يتابع زعطوط: "صحيح أننا نتعذب كثيراً في عملية تأمين معيشتنا وحياتنا اليومية، إلا أننا لا نستطيع العودة إلى سورية، إذ لم يعد لدينا شيء هناك، فالبيوت هدّمت، ولم يتبق أحد من الأهل. كلهم تركوا المخيم وغادروه. كما أنني لا أستطيع المخاطرة بعائلتي عبر السفر بحراً إلى أي دولة أوروبية، لأن ما يحصل في هذه الرحلة هو بمثابة الانتحار".

يختم زعطوط: "نحن نعيش على ما أعمل به داخل المخيم. قد أعمل ليوم واحد في الشهر وقد لا أعمل أبداً. منذ أربع سنوات وأنا موجود في المخيم ولا حلّ لنا. حالنا يزداد سوءاً يوماً بعد يوم".

المساهمون