"بائع الورد".. مشروع فرح يتغلب على البطالة في غزة

"بائع الورد".. مشروع فرح يتغلب على البطالة في غزة

27 يونيو 2016
المشروع لمحاربة البطالة وزرع البسمة (العربي الجديد)
+ الخط -
يستيقظ الشاب ياسر الترك (22 عاماً) رفقة أخويه وابن عمه، في ساعات الصباح الباكرة، ويزينون دراجتيهم الهوائيتين بالورود الجورية وأخرى من القرنفل، ويجوبون شوارع غزة بغرض بيعها، كمشروع يُحاولون من خلاله توفير مصدر دخل، والتغلب على عُقدة البطالة التي يعاني منها سكان القطاع.

ويُحاول التُرك التغلب على البطالة، بعد أن حصل على دبلوم المحاسبة، وحظي بفرص عمل متقطعة بمقابل مادي ضعيف، الأمر الذي جعله يفكر في مشروع "بائع الورد" إذ يتنقل من خلاله على دراجة هوائية ليبيع الورود للناس في شوارع المدينة وطُرقاتها.

ويوضح لـ"العربي الجديد" أنه تخرج في عام 2013 وعانى من قلة فرص العمل وعدم ثباتها، الأمر الذي لم يُقنعه بانتظار وظيفة محددة في مجاله، إذ دفعه اطلاعه على وظيفة بائع الورد المتجول في دولة ألمانيا، إلى التفكير في تطبيقها في غزة، مستغلًا حُب غالبية الغزّيين للورد بأنواعه.

ويقول التُرك: "عرضت الفكرة على أهلي وأصدقائي ووجدت ترحيبًا منهم، وبالتالي تشجعت على خوض التجربة، بمساعدة اثنين من إخوتي وابن عمي، تجولنا في غزة نبيع الورد على دراجاتنا الهوائية كتجربة أولية، ووجدنا ترحيبًا من عامة الناس".

ويضيف الشاب العشريني أنه لاقى ردود فعل إيجابية حول الفكرة، كونها الأولى في القطاع، الأمر الذي شجعه على مواصلة المشروع، موضحًا أنه لاقى ترحيبًا آخر من محلات الأزهار كونه يشتري الورود منهم، ويتعامل معهم في عمليات حفظ الورود من التلف، في ظل الأجواء الحارة.


ويقوم مشروع "بائع الورد" على دراجتين هوائيتين محملتين بالورود الجورية والقرنفل وأخرى من الصناعية، تتجولان في طُرقات المدينة المحاصرة إسرائيليًا، لبيعها لعامة الناس، كفرصة عمل يتغلب بها على هاجس البطالة في القطاع، في سبيل توفير مصدر دخل محدود.

ويستهدف التُرك المناطق المكتظة بالناس في شهر رمضان المبارك، كميدان الجندي المجهول في وسط غزة، وميناء غزة البحري غربها، مشيرًا إلى أنه يذهب، مساءً بعد ساعات الإفطار، كونه يبحث عن حركة بشرية واسعة وأجواء جوية معتدلة تعمل على حِفظ الورد لأطول فترة ممكنة.

ويبين أنه يهدف إلى استغلال طاقاته الشبابية في مشروع يعمل من خلاله على توفير مصدر دخل بسيط، ويزرع المحبة بين الناس عبر بيع الورود، منوهًا إلى أن البطالة والأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة كانت الدافع وراء مشروع "بائع الورد".

من جانبه، يوضح ابن عمه علي الترك (15 عاماً)، أنه تشجع على الدخول في المشروع بعد أن عُرضت عليه الفكرة، كونه يرغب في استغلال الإجازة المدرسية في شيء يساعده مستقبلًا على تطوير ذاته في سبيل تحدي الظروف الاقتصادية الصعبة في القطاع.

ويتخذ الترك المشروع كوسيلة للترفيه والعمل في نفس الوقت، كونه يقود دراجة هوائية مزينة بالورود في شوارع غزة، متمنيًا أن يكون المشروع هدفًا في رسم البسمة والفرح بين نفوس الغزّيين، إذ يُعتبر الورد وسيلةً في التعبير عن الحب لدى حامليه.



دلالات

المساهمون