لنتعانق

لنتعانق

20 يناير 2016
... نحرّمها على أنفسنا تحت وصمة "العيب" (Getty)
+ الخط -

الدعوة عامة. المكان: المعمورة. الزمان: غداً الخميس الموافق 21 يناير.

الدعوة عامة.. للعناق. إنه يومه العالميّ، فلا تتردّد في منح حضن ولا في طلب آخر. لا تخجل من ضمّ أحدهم إلى صدرك أو جعل آخر في حضنك، فالعناق حسن. هو مفيد ناجع على الصعيدَين، الصحيّ والمعنويّ. سبع دقائق من العناق يومياً، كافية لتمنحك السعادة. هذا ما خلصت إليه دراسات علميّة عديدة. أما إذا حصلت على أكثر أو منحت أكثر من تلك الدقائق السبع، فإن "زيادة الخير خير".

قبل 30 عاماً، في 21 يناير/كانون الثاني 1986، كان الاحتفال الأوّل بالعناق في إحدى مدن ولاية ميتشغان الأميركيّة. حينها، كان كيفن زابورني قد خلص إلى أنّ في مثل هذه الأيّام، غالباً ما يبدو الناس بائسين ومحبطين بشكل من الأشكال. وشرح أنّ في مثل هذه الفترة الزمنيّة، نكون في منتصف فصل الشتاء، وقد مرّ بعض الوقت على احتفالات نهاية العام، لذا يجد الناس أنفسهم وحيدين بعض الشيء ويفتقدون الاهتمام. هكذا، أتت فكرة "العناق المجّانيّ"، التي سرعان ما تخطّت الحدود الأميركيّة، لتبلغ شعوباً وبلداناً كثيرة حول العالم.

الشعور الجيّد والإحساس بالأمان والحبّ، هذا ما يمنحه العناق. تلك الحركة غير المتكلّفة تحفّز على إفراز هرمون "أوسيتوسين" في جسم الإنسان، وهذه أيضاً خلاصة علميّة. أكثر من ذلك، فإنّ الأحضان ولو لبضع ثوانٍ، تسمح في انتظام ضربات القلب وخفض ضغط الدم وتراجع احتمالات الإصابة بأمراض قلبيّة، لا سيّما عند النساء. وهي أيضاً تخفّض من مستويات هرمون التوتّر "كورتيزول" لدى هؤلاء الأخيرات.

وتتعدّد الدراسات التي تقول إنّ الأحضان تحسّن صحّتنا النفسيّة وتلك الجسديّة، فهي من أفضل وسائل محاربة الاكتئاب والضغوط النفسيّة في حين تعزّز نظامنا المناعيّ.

في روزنامة الأمم المتحدة، أيّام عالميّة كثيرة، ليس اليوم العالميّ للعناق واحداً منها. نحن اعتدنا الاحتفال بأيّام تؤرّخ لمآسٍ وبأخرى تسلّط الضوء على أمراض وآفات، وغيرها من المواضيع المرهقة. نحيط بها عند حلولها، ونهمل أيّاماً أخرى غير مدرجة على هذه القائمة، أيّاماً تحمل أملاً أو آمالاً نحتاجها بشدّة وسط كلّ ما نعيشه ونخبره من كرب وويلات في كلّ أنحاء المعمورة.

عندما أطلق زابورني حركة "العناق المجّانيّ" التي تحوّلت لاحقاً إلى يوم عالميّ، انطلق من واقع أنّ التعبير عن المشاعر لدى الأميركيّين أمر مخجل. وأراد كسر ذلك. لو كان في العالم العربيّ، من المؤكّد أنّه كان ليشعر بضرورة أكبر لإطلاق حركته تلك، في ذلك الزمن أو في يومنا هذا. في بلادنا، لا نتردّد فقط ونخجل من التعبير عن أحاسيس إيجابيّة، لا بل نحرّمها على أنفسنا تحت وصمة "العيب" في أحيان كثيرة.. في أغلب الأحيان.

اقرأ أيضاً: سعادات صغيرة  

المساهمون