نازحو ديالى ممنوعون من العودة لمنازلهم

مضت عدّة شهور على تحرير مناطق محافظة ديالى من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، فيما لا يزال نازحو المناطق "المحرّرة" يستوطنون المخيمات، بسبب منعهم من العودة إلى منازلهم في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة.

ويقول عضو مجلس عشائر محافظة ديالى الشيخ هذّال النداوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "مئات الآلاف من النازحين من مناطق المقداديّة وجلولاء والسعدية وبروانة، لم يسمح لهم بالعودة إلى مناطقهم حتى الآن".

وأوضح أنّ "اللجنة الأمنية لم تمنحهم التراخيص والموافقات التي اشترطتها، الأمر الذي حال دون إمكانيّة رجوعهم"، مؤكّداً أنّ "اللجنة الأمنيّة تطبق قراراً بمنع عودة النازحين بحجة تلك الموافقة الأمنيّة".

وطالب الشيخ بـ"حلّ هذه اللجنة، واستبدالها بلجنة حيادية غير مرتبطة بمليشيات أو أجندات خارجيّة"، مشيراً إلى أنّه "حتى الآن لا توجد أيّة ضمانات أمنيّة تتوفر لحماية النازحين في حال عادوا إلى مناطقهم، فمن يوفر الحماية لهم في ظل هذا التصاعد الخطير في أعمال الخطف والابتزاز في المحافظة؟".

وأشار النداوي إلى أنّ "النازحين استوطنوا المخيمات، وهم ينظرون إلى مناطقهم الخالية من داعش ولا يستطيعون دخولها".

من جهتها، أكّدت النائبة عن محافظة ديالى، ناهدة الدايني أنّ "مناشداتنا للحكومة والجهات المختصّة بمتابعة ملف عودة النازحين ذهبت أدراج الرياح، ولا توجد حتى الآن أي عودة حقيقيّة للنازحين بالمحافظة".

وأوضحت الدايني، خلال حديثها لـ"العربي الجديد" أنّ "الإجراءات الأمنيّة وصدور مذكرات الاعتقال بحق الأبرياء وإهمال ملف الخدمات في المناطق المحررّة من داعش، كلّها معوقات تعترض طريق عودة النازحين، فضلاً عن عمليات الخطف والابتزاز التي يتعرّض لها المدنيون في تلك المناطق".

وأكّدت الدايني أنّ "هناك إهمال واضح من قبل الحكومة في تلك المناطق لأسباب مجهولة"، داعية الجهات المسؤولة إلى "تحمّل مسؤوليتها تجاه هذه الأزمة".

يذكر أنّ محافظة ديالى شهدت تحرير مناطقها من قبضة داعش بشكل كامل منذ شهور عدّة، فيما لم تشهد حتى الآن عودة النازحين سوى بعض العوائل القليلة، بسبب الإجراءات المتشددة وإصدار أوامر اعتقال ومنع بحق البعض منهم.

اقرأ أيضاً:
المليشيات تحوّل المدن العراقية المحرّرة لمناطق خالية من السكان
من داعش إلى المليشيات.. "السعدية" مدينة عراقية منكوبة