التخاطر بين دماغين اليوم وغداً

14 مارس 2015
ما زال الطريق طويلاً (ذا كونفيرزايشن)
+ الخط -
يثير التقدم الملحوظ المسجل أخيراً، على صعيد التواصل بين دماغين من خلال الكمبيوتر، الخيال في إمكانية تحقيق التواصل من دون أيّ واسطة، والوصول إلى ما يطلق عليه علمياً مصطلح "التخاطر".

فقد كشفت الدراسات، في العامين الأخيرين، عن نشاط تخاطري، ومنها بين حيوانين، وكذلك بين إنسانين، وحتى بين إنسان وجرذ. وسمحت هذه الرسائل بنقل مباشر للنشاط الدماغي في وقت واحد، من خلال الربط بين دماغين، بحسب تقرير للأستاذة المساعدة في علم الأعصاب بجامعة غرب أستراليا، كريستين بايتس، نشره موقع "ذا كونفيرزايشن" الأكاديمي المتخصص.

فالتفاعل بين دماغين بات ممكناً، بسبب طريقة تواصل الخلايا الدماغية بين بعضها البعض. فالتواصل بين خلية وخلية يحدث من خلال عملية تعرف بأنّها "انتقال متشابك"، حيث تمر الإشارات الكيميائية بين الخلايا، وتؤدي إلى تموجات كهربائية في الخلية المستقبلة.

ويؤلف الانتقال المتشابك أسس مجمل النشاط الدماغي، بما في ذلك التحكم بالحركة، ونشاط الذاكرة، والإدراك، والانفعال. ولانّ الخلايا ترتبط ببعضها البعض في شبكة، ينتج النشاط الدماغي نبضاً مشابهاً للنشاط الكهربائي، يطلق عليه اسم "الموجة الدماغية".

وبالإمكان الكشف عن الموجات الدماغية تلك عن طريق استخدام تقنية كهربائية تختصر باسم "إي إي جي"، وفيها توضع حول الرأس بالكامل، قبعة خاصة شبيهة بقبعة السباحة، ليسجَّل النشاط الكهربائي بعدها، ويفسَّر باستخدام برنامج كمبيوتر مخصص.

تلك هي البداية فحسب. فالطبيعة الكهربائية للدماغ لا تسمح فقط بإرسال الإشارات، لكن أيضاً بتلقي النبضات. ويمكن استلامها عن طريق تقنية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (تي أم إس). وباستخدام القبعة ينشأ تيار كهربائي في الدماغ، يحفز القشرة الحركية فتشتغل بذلك الممرات الحركية بدورها، وتؤدي إلى تحريك طرف من الأطراف كاليد أو الساق أو حتى إبهام اليد أو القدم.

ويعمل العلماء اليوم على طرق لالتقاط إشارات دماغية محددة وسط كلّ الصخب المرافق. وهي إشارات يمكن استخدامها في خلق قناة تواصل اصطناعي بين الحيوانات.

كانت تلك نظرة خاطفة على التقدم الحاصل على صعيد التخاطر بين دماغين، والتقنيات والأدوات المستخدمة في ذلك. ما زال الطريق طويلاً، لا شك، لكنّ العلماء يسيرون في اتجاه الهدف المنشود.