"الوباء الأبيض" يهدّد الملايين

"الوباء الأبيض" يهدّد الملايين

18 مارس 2014
+ الخط -

فيما تحشد منظمة الصحة العالمية، من خلال "اليوم العالمي للسل" الذي يصادف 24 مارس/ آذار الحالي، لمواجهة الأخطار التي تسببها السلالات الجديدة من المرض، حذر خبراء صحة أوروبيون، اليوم الثلاثاء، من أن حلم السيطرة على هذا المرض المعدي ما زال بعيد المنال رغم تراجع عدد حالات الإصابة به في أوروبا، وذلك بسبب الفشل في اكتشاف وعلاج سلالات خطيرة منه مقاومة للعقاقير، ما يشكل عائقاً أمام تحقيق أوروبا لهدف القضاء على المرض بحلول عام 2050.

وقال الخبراء إن نحو ألف شخص من الاتحاد الاوروبي يصابون بالسل، فيما تفيد البيانات بأن سلالات السل المقاومة للعقاقير تؤثر على نحو 76 ألف شخص على الأقل في المنطقة، لكن أكثر من نصفهم لا يتم تشخيص إصاباتهم بالمرض بشكل ملائم، بينما يشفى واحد فقط من بين كل ثلاثة مرضى.

ويحتاج علاج السلالة العادية من السل إلى عملية طويلة يتناول خلالها المريض مزيجاً من المضادات الحيوية على مدار ستة أشهر، ويفشل الكثيرون من المرضى في استكمال العلاج، ما يزيد من مخاطر مقاومة المرض للعقاقير.

وقالت سوزانا جاكب، مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "علينا أن نصل إلى كل المرضى، وليس فقط نصفهم، ولا يصح أن نتوقف في منتصف الطريق". وأضافت أن مكافحة المرض تحتاج، على وجه السرعة، إلى عقاقير جديدة أكثر فعالية وتعمل في برامج قصيرة المدى بحيث يمكن للمرضى الالتزام بتناولها.

وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت السل تهديداً طارئاً عالمياً في عام 1993 ، إلى أن عدد حالات السل المقاوم للعقاقير بلغ 630 ألف حالة عام 2011، وأنه يمكن أن يصيب ما يربو على مليوني شخص على مستوى العالم بحلول 2015. وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن الإصابة بالسل انخفضت بنسبة خمسة بالمئة على مدار العقد الأخير، حيث تم إنقاذ 20 مليون حياة في الفترة ما بين 1995 و2011.

والسل هو مرض معدٍ ينتشر عبر الهواء، شأنه شأن الأنفلونزا العادية، ولا ينقله إلاّ الأشخاص الذين يصيبهم المرض في الرئتين، فحينما يسعل هؤلاء الأشخاص أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون في الهواء الجراثيم المسبّبة للسل والمعروفة باسم "العصيّات"، ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيّات ليُصاب بالعدوى.

ويمكن للشخص المُصاب بالسل النشط، إذا تُرك من دون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً في العام، غير أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل مَن يُصاب بتلك العصيّات، فالنظام المناعي يقاوم تلك العصيّات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام بفضل احتمائها داخل رداء شمعي، وعندما يضعف النظام المناعي لدى المصاب بتلك العصيّات تتزايد احتمالات إصابته بالمرض.

ومن أعراض الإصابة بالسل العرق خلال الليل والسعال المستمر وفقدان الوزن وظهور دم في البصاق.
ويعتبر البعض مرض السل من الماضي، لكنه تطور على مدار السنوات العشر الماضية ليصبح واحداً من أكبر مصادر التهديد للصحة العامة عالمياً مع ظهور سلالات جديدة مقاومة للعقاقير.

وكان يطلق على المرض في الماضي اسم "الوباء الأبيض"، لقدرته على إصابة ضحاياه بالنحافة والشحوب.

 10 حقائق عن السل

المساهمون