حكومات مصر من "الأيادي المرتعشة" لـ"النفسيات التعبانة"

حكومات مصر من "الأيادي المرتعشة" لـ"النفسيات التعبانة"

05 نوفمبر 2014
+ الخط -

"الحوادث في مصر ليس لها علاقة بالمسؤولين".. هكذا كانت وبقيت، ويبدو أنها ستظل، القاعدة الحاكمة في مصر.. فالمسؤولون، حالهم كحال المواطنين، يتضايقون ويحزنون لما يحدث في البلاد التي يحكمونها وتتأثر نفسياتهم، وهم يعانون أكثر من البيروقراطية والفساد المتفشيان في جهاز الدولة الذي يصعب إصلاحه.. فلماذا يلامون عليها؟!


في مدارس مصر، ومنذ بدأ العام الدراسي الجديد، وقعت ستة حوادث متتالية راح ضحيتها أطفال في مدارسهم، وكان تعليق رئيس الوزراء المصري، أنه كلم الوزير ووجد حالته النفسية "تعبانة جداً، وما كانش ينفع أزوّدها عليه".





وقد قطع الوزير نفسه الطريق على الشائعات المغرضة التي تداولها البعض وقتها عن استقالته، وأصدر تصريحاً ينفي فيه ما تردد عن نيته تقديم استقالته بسبب تكرار تلك الحوادث.

في أعقاب حادث الكوامل، الذي راحت ضحيته 14 طالبة جامعية، قال اللواء الدكتور سعد الجيوشي، رئيس هيئة الطرق والكباري المصرية، إن "إصلاح الطرق سيتسبب في زيادة الحوادث"!

وحوادث الطرق التي تقع في شوارع مصر بمعدلات عالمية، علّق عليها أحد المسؤولين بقوله إن ضحايا حوادث الطرق فاقت أضعاف أعداد ضحايا حرب أكتوبر.

ولم يكن حادث الكوامل، الذي وقع يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني، هو الحادث الأول بالتأكيد، فقد سبقته قائمة طويلة من الحوادث التي لا يكاد يمر يوم دون وقوع العديد منها. انتبه المصريون لعدد قليل منها بسبب أعداد الضحايا التي أوقعتها، ففي 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قتل 30 شخصاً في حادث تصادم بين ثلاث حافلات ركاب صغيرة قرب مدينة ادفو في محافظة أسوان، وفي أغسطس/ آب وقع حادثان كبيران تسبّبا معاً في وفاة أكثر من خمسين مصرياً.

كما أن حادث الكوامل لم يكن الأخير، فقد تلاه خلال ثلاثة أيام فقط، مصرع وإصابة 7 من أسرة واحدة في حادث تصادم على طريق مطروح الإسكندرية يوم 2 نوفمبر، ومصرع وإصابة 9 أشخاص في حادث سير بأسيوط، واليوم تفحّم 18 شخصاً بينهم 13 تلميذاً، في حادث بمحافظة البحيرة.

الرسالة التي تؤكد عليها الدولة المصرية دائماً، هي أن المصريين عليهم أن يكتفوا باجترار أحزانهم، ومتابعة موجة الولولة والعويل التي يطلقها إعلامهم مع كل حادثة جديدة، وأن يكفّوا عن إعادة الحديث عن استقالة أو إقالة المسؤولين، فيكفي على المسؤولين أحزانهم.

لتنتقل معاناة المصريين ومآسيهم من مرحلة حكومات "الأيادي المرتعشة"، إلى مرحلة حكومات "النفسيات التعبانة".