واشنطن تسعى إلى توسيع برنامج لمّ شمل أسر المهاجرين

27 ابريل 2023
مهاجرون عند الحدود بين المكسيك وأميركا (كريستيان توريس/ الأناضول)
+ الخط -

أفاد مسؤولون في الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الخميس، بأنّ واشنطن سوف توسّع برنامجاً خاصاً بلمّ شمل أسر المهاجرين المتاح حالياً لمواطني كوبا وهايتي، ليشمل جنسيات أخرى في إطار مجموعة من الإجراءات تهدف إلى الحدّ من حالات العبور القياسية للحدود.

وأوضح هؤلاء في تصريح صحافي أنّ توسيع البرنامج سوف يشمل كولومبيا وغواتيمالا والسلفادور وهندوراس في محاولة لفتح طرقات قانونية جديدة أمام المهاجرين.

لكنّ الولايات المتحدة أكّدت على تمسّكها بالتشدّد في التعامل مع المهاجرين الذين يحاولون دخول أراضيها بطريقة غير نظامية، وذلك في تعديل لسياسة الهجرة يحاول من خلاله الرئيس جو بايدن إيجاد توازن في ملف حساس.

ويأتي توسيع البرنامج من ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتّخذتها إدارة بايدن، اليوم الخميس، لمعالجة الزيادة المحتملة في الهجرة غير النظامية عند رفع القيود المتعلقة بأزمة كورونا الوبائية عند الحدود والمطبّقة منذ عام 2020، علماً أنّه من المتوقّع رفعها في 11 مايو/ أيار المقبل.

ويتعرّض بايدن لـ"مصاعب سياسية" بسبب الأعداد القياسية للمهاجرين الذين يُلقى القبض عليهم وهم يعبرون الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة الأميركية بطريقة غير نظامية. 

يُذكر أنّ بايدن، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، يسعى إلى خوض الانتخابات الرئاسية مجدداً في عام 2024 المقبل.

ويرى الجمهوريون أنّه كان يتوجّب على بايدن الإبقاء على السياسات التقييدية التي وضعها الرئيس السابق دونالد ترامب، الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة.

وأوضح المسؤولون الأميركيون أنّ إدارة بايدن سوف تنشئ مراكز في غواتيمالا وكولومبيا للتعامل مع طلبات اللاجئين، الأمر الذي قد يساعد في زيادة أعداد اللاجئين من أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي الذين يُقبلون حالياً بأعداد قليلة.

وفي هذا الإطار، قالت مسؤولة أميركية: "نتوقّع أن نزيد بصورة لافتة عدد اللاجئين الذين نستضيفهم من النصف الغربي للكرة الأرضية من خلال مراكز دراسة الطلبات الإقليمية". وأشارت إلى أنّ بلادها تتواصل مع دول أخرى في أميركا اللاتينية بشأن إنشاء مراكز إضافية.

وكانت وكالة "رويترز" قد ذكرت، أمس الأربعاء، أنّ الولايات المتحدة الأميركية تناقش كذلك زيادة التعامل مع طلبات اللاجئين في الإكوادور وكوستاريكا.

تجدر الإشارة إلى أنّ برامج لمّ شمل الأسر المفتوحة حالياً أمام مواطني كوبا وهايتي للأميركيين أو المقيمين الدائمين في الولايات المتحدة الأميركية تسمح بالتقدّم بطلب لجلب أفراد الأسرة الذين يحملون تأشيرات هجرة مُعتمدة، في وقت ينتظرون فيه إصدار تأشيرات إقامة لهم.

ويختلف برنامج لمّ شمل الأسر عن البرنامج الذي كان قد أطلقه بايدن في يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي يسمح لما يصل إلى 30 ألف مهاجر شهرياً من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا بدخول بلاده جواً برعاية أميركية.

في سياق متصل، لفتت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ كندا وإسبانيا وافقتا كذلك على استضافة بعض الذين تتمّ الموافقة على طلباتهم، في إجراء تأمل واشنطن من خلاله بأن يقدّم الراغبون في الهجرة طلبات رسمية من خلاله وانتظار دراستها، بدلاً من محاولة التسلّل عبر حدودها.

وأكّدت وزارة الخارجية في بيان أنّه "يجدر بالمهاجرين الذين يعبرون الحدود الأميركية من دون إذن وممّن هم غير مؤهلين للحماية، توقُّع إعادتهم سريعاً ومنعهم من العودة (إلى الولايات المتحدة الأميركية) لفترة أقلّها خمسة أعوام".

وشدّد مسؤول آخر في الوزارة على أنّ الهدف من الخطة الجديدة هو مساعدة المهاجرين على "دخول الولايات المتحدة الأميركية بطريقة آمنة وقانونية، بدلاً من دفع المال للحصول على مساعدة مريبة من مهرّبي المهاجرين والمنظمات الإجرامية".

يُذكر أنّ الولايات المتحدة الأميركية سجّلت زيادة في عدد المهاجرين من غواتيمالا وهندوراس والسلفادور الهاربين من العنف والفقر وضعف المحاصيل الزراعية الذي يفاقمه التغيّر المناخي. كذلك، عمد الملايين إلى مغادرة فنزويلا بسبب تردّي الأوضاع الاقتصادية فيها.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون