هيومن رايتس ووتش: اضطهاد البهائيين في إيران جريمة ضد الإنسانية

هيومن رايتس ووتش: اضطهاد البهائيين في إيران جريمة ضد الإنسانية

01 ابريل 2024
بهائيون يحيون عيد النوروز في بريطانيا، في 20 مارس 2024 (أولي سكارف/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منذ الثورة الإسلامية في 1979، تعرض البهائيون في إيران لاضطهاد مستمر، حيث واجهوا اعتقالات تعسفية، مصادرة لممتلكاتهم، وقيود على التعليم والعمل، مما يعتبره "هيومن رايتس ووتش" جريمة ضد الإنسانية.
- السلطات الإيرانية تنفذ حملات كراهية ضد البهائيين، تشمل تداهم منازلهم، مصادرة ممتلكاتهم، والتدخل في مراسم الدفن، مما يؤكد على الحاجة لزيادة الضغوط الدولية لإنهاء هذا القمع.
- البهائية، ديانة توحيدية تأسست في القرن 19 في إيران، تواجه اتهامات بالعمالة لإسرائيل ولا تُعترف بها رسمياً، مع استمرار الاضطهاد رغم الإدانات الدولية، مما يطالب المجتمع الدولي بإيلاء اهتمام خاص لوضعهم.

أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اضطهاد سلطات إيران الأقلية البهائية في البلاد، منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، بأنّه يمثّل "جريمة ضدّ الإنسانية". ورأت المنظمة، التي تتّخذ في مدينة نيويورك الأميركية مقرّاً لها، أنّ البهائيين الذين يُعَدّون أكبر أقلية غير مسلمة في إيران تعرّضوا لعمليات اعتقال تعسّفية ولمصادرة ممتلكاتهم، كذلك وُضعت قيود على وصولهم إلى المدارس وأماكن العمل، وحُرموا من الحقّ في الحصول على جنازات لائقة.

وأوضحت "هيومن رايتس ووتش"، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، أنّ "التأثير التراكمي لعقود عدّة من القمع المنهجي يمثّل حرماناً منهجياً ومتعمّداً من الحقوق الأساسية للبهائيين" في إيران، و"يرقى إلى مستوى الاضطهاد الذي يمثّل جريمة ضدّ الإنسانية". وأشارت إلى أنّ هذه الأفعال تقع من ضمن اختصاص محكمة العدل الدولية، مبيّنةً أنّه على الرغم من "تباين" حدّة انتهاكات حقوق البهائيين مع مرور الوقت، ما ظلّ اضطهادهم مستمرّاً "ويمسّ تقريباً كلّ مناحي حياتهم العامة والخاصة". وأما المنظمة، فإنّ إيران تكنّ "عداءً شديداً" للديانة البهائية، لافتةً إلى أنّ قمع هذه الطائفة يندرج في إطار القانون الإيراني كما لو أنّه سياسة رسمية.

في سياق متصل، أكّد نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش مايكل بيج أنّ "سلطات إيران تحرم البهائيين من حقوقهم الأساسية في كلّ مناحي حياتهم، ليس بسبب أفعالهم، بل لمجرّد انتمائهم إلى جماعة دينية (محدّدة)". وشدّد على أنّ "من المهمّ جداً زيادة الضغوط الدولية على إيران من أجل إنهاء هذه الجريمة ضدّ الإنسانية".

والبهائية ديانة توحيدية تأسّست في بداية القرن التاسع عشر في إيران، أمّا مركزها الروحي ففي مدينة حيفا الواقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948، الأمر الذي يسبّب لأتباعها اتهامات بأنّهم عملاء لإسرائيل. وخلافاً للأقليات الأخرى، فإنّ الديانة البهائية غير معترف بها في دستور إيران وليست ممثّلة في برلمانها، كذلك عدد أتباعها المحدّد غير معروف، وقد يصل إلى عدّة مئات آلاف. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإنّ 70 بهائياً على أقلّ تقدير وُضعوا رهن التوقيف في إيران أو يقضون أحكاماً بالسجن فيها، في حين يواجه 1200 آخرون إجراءات قانونية أو أنّهم أُدينوا.

وكان أكثر من 200 بهائي في إيران قد أُعدموا بعد ثورة عام 1979، لكنّ إدانات دولية وتحرّكات احتجاجية في هذا السياق نجحت في وقف الإعدامات، لكنّ اضطهاد أتباع البهائية متواصل. وعلى سبيل المثال، اعتقلت السلطات الإيرانية الشاعرة المشهورة مهوش ثابت (71 عاماً) والشخصية البهائية المعروفة فاريبا كمالابادي (61 عاماً)، في تموز/ يوليو من عام 2022، وهما تقضيان حكمَين بالسجن لمدّة عشر سنوات، علماً أنّ هذه هي المرّة الثانية التي تُسجنان فيها خلال العقدَين الماضيَين.

وفي هذا الإطار، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنّ البهائيين يتعرّضون لـ"حملات كراهية مدعومة من الدولة"، فيما تداهم السلطات الاستخبارية والقضائية في إيران منازلهم بانتظام وتصادر ممتلكاتهم وتُخضعهم للاستجواب. وأشارت المنظمة إلى أنّ "السلطات المحلية تتدخّل في مراسم الدفن وترفض السماح للبهائيين بدفن أقاربهم في المقابر البهائية".

من جهته، كان المسؤول عن ملف حقوق الإنسان في الجالية البهائية في ألمانيا ياشا نولتينيوس قد أكد أنّ البهائين في إيران يتعرّضون لاضطهاد ممنهج، داعياً المجتمع الدولي إلى إيلاء اهتمام خاص بهم وسط الانتهاكات التي يتعرّضون لها، بحسب ما أفاد في تصريح لموقع "دويتشيه فيليه" الألماني، في يونيو/ حزيران الماضي، وذلك بمناسبة الذكرى الأربعين لواحدة من الجرائم البشعة التي ارتكبتها إيران في حقّ أتباع البهائيين.

ففي تلك الجريمة التي وقعت في 18 يونيو من عام 1983، أُعدمت شنقاً عشر نساء بهائيات كانت أعمارهنّ تتراوح ما بين 17 عاماً و57، وذلك في ساحة مدينة شيراز الواقعة جنوبي إيران. أمّا جرمهنّ فهو انتماؤهنّ إلى البهائية ورفضهنّ التخلّي عنها. يُذكر أنّ عائلات البهائيات العشر لم تتسلّم جثثهنّ، ولم يُدفنّ بحسب تقاليدهنّ. وقد أتى ذلك، بحسب "دويتشيه فيليه" بعد يومَين من إعدام ستّة رجال بهائيين في ساحة مدينة شيراز نفسها.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون