تسعى بريطانيا، إلى اعتماد نموذج تنبئي تمّ تطويره من قبل خبراء في جامعة أوكسفورد، لحماية أكثر من مليوني شخص من الإصابة بفيروس كورونا. ويعتمد النموذج على تحليل السجلات الطبية لأكثر من 8 ملايين شخص وخصائص المرضى الذين ماتوا أو عانوا من التهابات شديدة خلال الموجة الأولى من الوباء، العام الماضي، من أجل حماية الأشخاص المعرّضين لخطر أكبر من فيروس كورونا، وبالتالي حمايتهم في المنازل.
وبحسب صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، فقد تمّ التحقّق من صحة هذا النموذج، الذي أعطي اسم، QCovid، من قبل مكتب الإحصاء الوطني، ووكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، وسيتم نشر البحث لتطوير النموذج، في المجلة الطبية البريطانية، مع تخطيط الجامعة لإتاحة النموذج في غضون شهر.
وجاء النموذج التنبئي الجديد، بناء على طلب كبير المسؤولين الطبيين، كريس ويتي، ومن قد اعتمدته وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، ويُعتقد أنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النموذج في العالم.
وبحسب النموذج، من المرجح أن يتم إخبار ما يقرب من مليوني شخص، في جميع أنحاء إنكلترا، من أنّهم معرّضون لخطر فيروس كورونا، ويجب عليهم التفكير في الحماية في المنزل، كما سيتم منح 1.7 مليون شخص الفرصة للانضمام إلى قائمة المرضى المعرّضين للخطر سريرياً، وتوفير الحماية لهم في المنزل، ما يضاعف القائمة تقريباً من 2.3 مليون إلى 4 ملايين.
وتقول الدكتورة جيني هاريز، نائبة كبير المسؤولين الطبيين في إنكلترا: "لأول مرة، يمكننا المضي قدماً في حماية الفئات الأكثر ضعفاً في مجتمعاتنا"، وتضيف: "سيساعد نهج النموذج القائم على البيانات، لتقييم المخاطر الطبية في تحديد المزيد من الأفراد الذين قد يكونون معرّضين لخطر كبير من فيروس كورونا، بسبب مجموعة من العوامل الشخصية والصحية".
وبحسب هاريز، "يضمن هذا الإجراء أن يستفيد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بـفيروس كورونا، من الحماية التي توفّرها اللقاحات، ومن النصائح المعزّزة، بما في ذلك الحماية والدعم إذا اختاروا ذلك".
ويقوم النموذج، الذي تمّ تطويره بسبب ارتفاع حدّة المخاوف من عدم تحديد جميع المرضى المعرّضين لخطر الفيروس، على وضع صورة واضحة لتقييم المخاطر التراكمية. ويجمع النموذج الجديد بين عدّة عوامل، بما في ذلك الظروف الأساسية والعمر والجنس والعرق ومؤشّر كتلة الجسم.
ومن العوامل الأخرى المدرجة في النموذج، هي ما إذا كان الأشخاص يعيشون في بيئة رعاية سكنية تنطبق على بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى الظروف الصحية الجسدية الأساسية التي يمكن أن تؤثر على ذوي الإعاقة.
وبموجب النموذج، سيتلقى المرضى رسائل تقدم لهم المشورة بشأن وضعهم الصحي، خاصة إن لم يكونوا قد تلقوا اللقاحات.
من جهتها، تؤكد الباحثة الرئيسية في تطوير البرنامج، جوليا هيبيسلي كوكس، وهي طبيبة عامة وأستاذة في علم الأوبئة السريرية في أوكسفورد، أنّ: "نموذج QCovid، الذي تم تطويره باستخدام بيانات مجهولة المصدر من أكثر من 8 ملايين بالغ، يوفر تقييماً دقيقاً للمخاطر، من خلال مراعاة عدد من العوامل المختلفة التي يتم استخدامها بشكل تراكمي لتقدير المخاطر، بما في ذلك العرق". وتقول: "يسعدني أنه بعد أقل من عام على تمويله من قبل المعهد الوطني للبحوث الصحية، أنه يتم الآن استخدامه للمساعدة في حماية الأشخاص الأكثر عرضة لخطر فيروس كورونا".
يمكن استخدام النموذج، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و100 عام، وقد يساعد في إعطاء الأولوية لبعض المرضى، والذين يُعتقد أنهم عرضة للوفاة بثلاث مرات أكثر، بسبب الفيروس، كما تمّت إضافة البالغين المصابين بمتلازمة داون إلى قائمة الحماية بسبب ارتفاع المخاطر.