مهاجرون في "معسكرات اعتقال مكشوفة" بصحراء أميركا

مهاجرون في "معسكرات اعتقال مكشوفة" بصحراء أميركا

08 ديسمبر 2023
صحراء كاليفورنيا مكان انتظار المهاجرين لبت ملفاتهم (ماريو تاما/ Getty)
+ الخط -

يعيش مهاجرون عبروا الحدود مع المكسيك، منذ أشهر، في مخيمات وسط صحراء كاليفورنيا من دون مياه وطعام ورعاية صحية، ما يدفع ناشطين في منظمات حقوقية غير حكومية إلى التنديد بظروفهم المزرية، ووصف أماكن إقامتهم بأنها أشبه "بمعسكرات اعتقال مكشوفة ينتظرون فيها أياماً كي تنظر دوائر الهجرة في ملفاتهم".

تقول مديرة منظمة "أل أوترو لادو"، إريكا بينييرو، أمام مخيّم يقع في بلدة جاكومبا الحدودية: "أبلغنا حرس الحدود أن الوضع الجديد السائد هو الطبيعي، وقد أنشئت 7 مخيمات من هذا النوع منذ سبتمبر/ أيلول الماضي في كاليفورنيا".

تضيف: "لا يقدم حرس الحدود أي طعام أو ماء أو مأوى أو مساعدة طبية"، ونحاول مع منظمات أخرى سد هذه الثغرات من خلال توفير المواد الأساسية والرعاية الطبية".

ويواجه المهاجرون في صحراء جاكومبا مخاطر لدغات الثعابين والعقارب، ودرجات الحرارة المرتفعة جداً نهاراً والمنخفضة إلى ما دون الصفر ليلاً. وفي الأرض القاحلة لا يوجد سوى مرحاضىين متهالكين، وينام البالغون والأطفال في خيام مدمّرة، ويدفئون أنفسهم بنيران يشعلونها من فروع أشجار يجمعونها.

ويجبر مهاجرون كثيرون على قضاء ليالٍ عدة في هذه المخيمات، في حين يقدّم حرس الحدود لهم أساور ملونة تشير إلى يوم وصولهم، وتساعد في تحديد من يجب أن يغادروا أولاً. وقد توفي فتى في الـ13 من العمر في المخيم نتيجة حادث، بحسب ما تقول المنظمات. 

ومنذ أيار/ مايو الماضي، يتعين على غالبية المهاجرين تقديم طلبات لجوء عبر تطبيق "سي بي بي وان،" لكن استخدامه يعني انتظار أشهر للحصول على موعد. وتقول بينييرو: "يتوفر التطبيق فقط باللغات الإنكليزية والإسبانية والكريولية الهايتية، لكن كثيرين يأتون من دول لا تنطق بهذه اللغات، وبينهم من الصين وتركيا وأوزبكستان وأفغانستان وكولومبيا والإكوادور وبيرو.

ومن بين هؤلاء جيمي (اسم مستعار) الذي أنفق 12 ألف دولار لعبور عشر دول خلال 35 يوماً للهرب من الصين. ويقول لوكالة فرانس برس: "ليس الوضع جيداً في الصين، وأنا لا أريد أن أعيش هناك".

وسيكون ملف الهجرة أحد محاور المواجهة خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024. وتتهم المعارضة الجمهورية بانتظام الرئيس الديمقراطي جو بايدن بالتراخي، علماً أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب كانت أنفقت مليارات الدولارات لبناء جدار فاصل على الحدود مع المكسيك من أجل منع المهاجرين من دخول الولايات المتحدة.

وعلى الأرض يستمر المهاجرون بالتوافد، على غرار كارلا موروتشو الحامل في شهرها الثامن التي هربت من الإكوادور بأمل أن تلد طفلها في بلد أقلّ عنفاً وأكثر ازدهاراً، وتقول: "أعلم أنني سأعاني هنا لكن الأمر يستحق ذلك".

(فرانس برس)