مهاجرون تونسيون يواجهون تضييقاً على حق السكن في إيطاليا

مهاجرون تونسيون يواجهون تضييقاً على حق السكن في إيطاليا

12 يناير 2024
مهاجرون يخضعون لفحص الشرطة خلال صعود حافلة في ساليرنو الإيطالية (Getty)
+ الخط -

يُواجه مهاجرون تونسيون في إيطاليا، ومن بينهم طلاب الجامعات، صعوبات في الحصول على السكن بسبب رفض الإيطاليين تسليمهم شققاً، في إطار سياسات التضييق التي تعتمدها حكومة جورجيا ميلوني اليمينية.

ويُسجّل نشطاء مدنيون في إيطاليا زيادة في أعداد المهاجرين التونسيين بلا مأوى في مدن عديدة بعد تسريحهم من مراكز الإيواء، ما يدفعهم إلى اللجوء إلى المباني المهجورة أو النوم في الشوارع في ظروف محفوفة بالمخاطر.

مهاجرون تونسيون بلا مأوى

وأخيراً لقي في مدينة بادوفا شمالي إيطاليا، ثلاثة مهاجرين تونسيين غير نظاميين مصرعهم اختناقاً بعد لجوئهم إلى مبنى مهجور احتموا به بسبب عدم حصولهم على سكن.

وقال الناشط المدني والبرلماني السابق مجدي الكرباعي، إنّ "المهاجرين الثلاثة وهم شباب قضوا بسبب الاختناق بعد أن أشعلوا ناراً للتدفئة داخل مأوى مهجور كانوا يقضون فيه ليلتهم".

وأكد الكرباعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ أزمة السكن تواجه مختلف شرائح المهاجرين التونسيين، بمن فيهم المقيمون في وضعية نظامية وطلبة الجامعات، إذ يرفض أصحاب الشقق تأجيرهم المساكن مع تنامي موجات العنصرية ضدهم".

وأشار المتحدث إلى أن "ذلك يدفع بهم إلى الشوارع أو حتى النوم داخل عربات، بينما يضطر آخرون لطلب المساعدة على العودة الطوعية إلى بلادهم لتجنّب المخاطر التي تلحقهم نتيجة البقاء لمدة طويلة دون سكن والنوم على الأرصفة أحياناً".

وشرح الكرباعي أن "خفض المساعدات الاجتماعية لفائدة المهاجرين والمخصصات لرعايتهم في مراكز الإيواء يدفع بهم نحو الشوارع في ظروف إقامة غير إنسانية".

وتابع "عدد كبير من المهاجرين التونسيين بمن فيهم المقيمون بصفة قانونية والطلبة والعاملون بعقود قانونية دون مأوى بسبب رفض أصحاب العقارات منحهم الشقق".

وأشار المتحدث في سياق متصل إلى أن "هؤلاء موجودون أساساً في روما وبولونيا وميلانو، وبدرجة أقل في نابولي والجنوب الإيطالي في سيسيليا وصقلية".

ولفت الكرباعي إلى أنّ "أشكال التضييق على المهاجرين باتت متنوعة ومتصاعدة"، محذراً من "تداعيات ذلك على المستقبل الدراسي لمئات الطلبة المسجلين في الجامعات الإيطالية ممن تعترضهم مشاكل إيجاد سكن".

ووجّه الدعوة "للديبلوماسية التونسية والملحقين الاجتماعيين بالبعثات القنصلية التونسية في إيطاليا من أجل التباحث مع المسؤولين الإيطاليين حول مسألة السكن وأوضاع المهاجرين النظاميين عموماً".

وسجّل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي ينشر بصفة دورية رصداً لحركة الهجرة من تونس نحو إيطاليا، تراجعاً في تدفقات الهجرة من قبل التونسيين.

وأشار إلى أنّ المهاجرين الذين يقدمون طلبات للعودة الطوعية لا يستجاب لهم بشكل سريع حيث تتأخر عموماً إجراءات الترحيل رغم أنها تنفذ سريعاً بشكل قسري في حق مهاجرين آخرين من المودعين في مراكز الإيواء ممن لا يرغبون في العودة أو يرفضونها.

وكشف المنتدى عن تراجع بنسبة 16,3% في أعداد المهاجرين التونسيين الذين عبروا نحو إيطاليا في قوارب هجرة غير نظامية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022.

وبيّنت أحدث الأرقام التي نشرها المنتدى، أول أمس الأربعاء، أنّ عدد التونسيين الذين وصلوا إلى إيطاليا في شهر أكتوبر بلغ 1672 مهاجراً وأن العدد الإجمالي للواصلين خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2023 بلغ 15769 مسجلاً تراجعاً بنسبة 5,5% مقارنة بسنة 2022.

وفسّر المنتدى تراجع تدفقات المهاجرين بتأثير التضييق الأمني الذي تعتمده السلطات التونسية على مناطق ساحلية، إذ سجلت المنظمة صد 75923 مهاجراً حاولوا الوصول إلى إيطاليا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي.

المساهمون