مكتبة قطر الوطنية... جهوزية كاملة للتعليم عبر "ميتافيرس"

مكتبة قطر الوطنية... جهوزية كاملة للتعليم عبر "ميتافيرس"

05 ابريل 2022
مكتبة قطر الوطنية بين خيارات توفير مصادر "عالم ميتافيرس" (مكتبة قطر الوطنية)
+ الخط -

وفّرت مكتبة قطر الوطنية لروادها أخيراً تجربة لا تنسى من خلال "التعليم عبر ميتافيرس"، إذ ناقشت عبر ندوة افتراضية مواضيع مرتبطة بتقنية "ميتافيرس" للواقع الافتراضي التي أحدثت ثورة في فضاء الإنترنت، عبر خلق عالم افتراضي متكامل يستطيع الناس فيه العمل والتسوق والتواصل واللعب والإبداع ضمن مساحات ثلاثية الأبعاد. ويقود هذا التوجه مؤسس شركة "فيسبوك" ورئيسها مارك زوكربيرغ الذي غيّر أخيراً العلامة التجارية للشركة إلى "ميتا"، ما أثار موجة اهتمام بعالم "ميتافيرس" الافتراضي الجديد. يقول منسق الاتصال ومسؤول خدمة معلومات الشباب في مكتبة قطر الوطنية أحمد محمد لـ "العربي الجديد" إن "خيارات انضمام المكتبة إلى عالم ميتافيرس مطروحة، لكن اتخاذ القرار رهن متغيرات عدة، منها مدى انتشار عالم ميتافيرس بين أعضاء المكتبة في قطر، ومدى حاجتهم إلى مصادر المكتبة أثناء وجودهم في هذا العالم. والمكتبة ستتخذ القرار الذي يخدم مصالح روادها". ويوضح أحمد أن "جولات ميتافيرس التفاعلية ستساعد الطلاب في تحسين رحلات التعلم الخاصة بهم، فهم سيستطيعون الانغماس بالكامل في تخيل محاكاة قد تتطابق مع رؤية تاج محل أو الهرم الأكبر في الجيزة شخصياً، أو زيارة المواقع التاريخية أو الغوص داخل جسم الإنسان. وهذه التفاعلات لا يستطيع أي شخص اكتشافها إلا عبر عالم ميتافيرس الذي يجعل التعلم تجربة ممتعة وشيقة". ويرد أحمد على سؤال لـ"العربي الجديد" عن احتمال توديع التعليم الوجاهي مع "ميتافيرس" بالقول: "ربما يحدث ذلك. أدخلت مكتبة قطر الوطنية تدريجاً وطبقت جميع التقنيات المبتكرة في أنظمة التعليم، ويحتمل أن يكون هذا الحال مع عالم ميتافيرس قريباً. قبل سنوات، لم نتخيل التعلم بعيداً عن المعلمين والفصول الدراسية، ولكننا نفعل ذلك الآن، واستناداً إلى تقرير نقاط التحول في التقنيات والتأثير المجتمعي، يحتمل حدوث 21 نقطة تحوّل بحلول عام 2025، وأعتقد بأننا نتجه إلى ذلك، ولا أعتقد بأن عقارب الساعة ستعود إلى الوراء".

التعليم للأغنياء والفقراء
وفي شأن توفر البنية التحتية في العالم العربي لمواكبة هذا النوع من التعليم، لا يخفي أحمد وجود صعوبات حالياً تتعلق بجودة شبكات الإنترنت التي سيعتمد عليها هذا النوع من التعليم، وكذلك بتأهيل المعلمين لمواكبة التكنولوجيا الحديثة المستخدمة، وتجهيز مؤسسات التعليم بشرياً وتكنولوجياً وتصميم المناهج لمواكبة المرحلة الجديدة. ويرى أن "شبكة الإنترنت في المستقبل ستعمل عن طريق الأقمار الصناعية من الفضاء، وستنتشر في كل مكان على الأرض بلا استثناء. وقد بدأ فعلاً مشروع الإنترنت الفضائي ستارلنك الذي تصممه شركة سبايس إكس" التي يملكها رجل الأعمال إيلون ماسك، والذي يمهد لتحويل خدمات الإنترنت إلى سلعة أساسية لكل إنسان على وجه الأرض، وفتح آفاق واسعة لأي محب للتعليم بأن يكمل تعليمه، ما سيجعل التعليم في المستقبل متاحاً للجميع أكانوا أغنياء أو فقراء".
ويستفيض أحمد في شرح "ميتافيرس" بأنه "أشبه بعالم موازٍ للعالم الذي نعيشه. وعندما ستصبح ميتافيرس ظاهرة قوية يستخدمها عدد كبير من الناس يتوقع أن تنضم المكتبات إلى هذا العالم الافتراضي. وكما تسمح المكتبات بوصول المستخدمين إلى المصادر الإلكترونية، وتنظم الفعاليات التعليمية والتثقيفية والمعارض، ستواصل دورها ورسالتها في الفضاء الافتراضي كي تسهّل مهمة إفادة روادها وأعضائها في العالم الاستفادة من خدمات المعرفة والاطلاع على مصادر المعلومات". 

الصورة
تضم مكتبة قطر الوطنية قاعدة بيانات معرفية رائدة عالمياً (مكتبة قطر الوطنية)
تضم مكتبة قطر الوطنية قاعدة بيانات معرفية رائدة عالمياً (مكتبة قطر الوطنية)

جهوزية كاملة لأي تطور
وعن استعداد مكتبة قطر الوطنية للانضمام إلى "ميتافيرس"، وهل يعتبر ذلك جزءاً من خططها، يقول أحمد: "تتميز مكتبة قطر الوطنية باستخدامها أحدث التقنيات الرقمية والمعلوماتية في كل خدماتها، سواء في إدارة توزيع الكتب وفرزها وإعارتها واستعادتها، ونظم المعلومات المتطورة في فهرسة الكتب ورقمنتها وصيانة المواد التراثية وحفظها. وفي إطار هذه الرسالة، فإن كل الخيارات المتعلقة بالانضمام إلى عالم ميتافيرس مطروحة، لكن اتخاذ هذا القرار رهن متغيرات عدة، منها مدى انتشار عالم ميتافيرس بين أعضاء المكتبة في قطر، ومدى حاجتهم إلى مصادر المكتبة أثناء تواجدهم في هذا العالم. وبالتأكيد ستتخذ المكتبة القرار الذي يخدم مصالح روادها". 
ويؤكد أحمد أن المكتبة تحرص على استخدام أحدث تقنيات علوم وتكنولوجيا المكتبات في تقديم خدماتها وإتاحة مصادر المعرفة لروادها وجمهورها، وتتيح أكثر من 200 قاعدة بيانات معرفية رائدة عالمياً تحتوي على آلاف الكتب الإلكترونية والمسموعة والصحف والمجلات الرقمية والدوريات المتخصصة في مختلف التخصصات العلمية، كما تستخدم نظماً متطورة لإدارة معلومات المكتبات، والذي يتجلى في فهرس المكتبة المتاح عبر موقعها والذي يوفر لمستخدميها خيار البحث ليس فقط عن الكتب الورقية المتاحة ومعرفة مكانها والرف الذي توجد عليه في مبنى المكتبة، بل أيضاً عن المقالات والدوريات والمجلات والكتب الإلكترونية والصوتية ذات الصلة المتاحة في قواعد البيانات الإلكترونية، كما يعرض الكتب والمراجع ذات الصلة الموجودة في المكتبات الأخرى في دولة قطر. وإضافة إلى محطات آلية ذاتية الخدمة تتيح للرواد استعارة الكتب وإعادتها من دون مساعدة، تدير المكتبة إعارة وإعادة نحو مليون كتاب ورقي باستخدام نظام متطور لفرز الكتب وتصنيفها تلقائياً يوظف تكنولوجيا الهوية الرقمية اللاسلكية، فكل كتاب مزوّد برقاقة إلكترونية تتيح لنظام الفرز الآلي توجيه الكتاب المعاد إلى أقرب محطة في الرفوف المخصصة له. وتولي المكتبة اهتماماً وعناية خاصة بفئة ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة وتحرص على تحقيق التكافؤ في إتاحة خدمات الوصول الجميع إلى المعرفة. 

الصورة
تتمتع مكتبة قطر الوطنية بجاهزية مواكبة المستقبل والتطور التكنولوجي (مكتبة قطر الوطنية)
تتمتع مكتبة قطر الوطنية بجهوزية مواكبة المستقبل والتطور التكنولوجي (مكتبة قطر الوطنية)

مساعدة ذوي الإعاقة
ومن خدمات المكتبة قاعة التكنولوجيا المساعدة لذوي الإعاقة التي تحتوي على 16 حاسوباً مع مناضد ذات ارتفاع قابل للتعديل. والقاعة مُجهزة بتقنيات وبرامج وأجهزة ومعدات متطورة صُمّمت خصيصاً لمساعدتهم. وتقدم المكتبة لروادها 26 شاشة تفاعلية كبيرة و465 حاسوباً إضافة إلى 4 محطات للإبداع تحتوي على أحدث تقنيات التصميم الرقمي والتصوير وتحرير الفيديو والطباعة الثلاثية الأبعاد. وأنشأت مكتبة قطر الوطنية قسماً متخصصاً في الرقمنة ومعالجة النصوص مجهز بتكنولوجيا متقدمة يمكنها تنفيذ أي مشروع لرقمنة الوثائق والمخطوطات وتوفير خدمات رقمنة عالية الجودة لحفظ التراث دولة قطر والخليج ومقتنيات المكتبة التراثية من الوثائق والمخطوطات والكتب القديمة والصور الفوتوغرافية النادرة.

وبعد إتمام عملية الرقمنة ومعالجة النصوص بدقة عالية، تنشر المكتبة تنشر النسخة الرقمية من الوثائق والمخطوطات التاريخية والصور والكتب القديمة على بوابة قطر الرقمية والمستودع الرقمي. وكل ذلك يعتبر بمثابة حجر أساس لاستعداد لمكتبة الوطنية لمواكبة المستقبل والتطور التكنولوجي الذي سيسمح بتحولها إلى عصر "ميتافرس" بسهولة إذا دعت الحاجة الى ذلك.

المساهمون