مدير "الشبكة السورية" يحصل على جائزة دولية لحقوق الإنسان

مدير "الشبكة السورية" يحصل على الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان

12 ديسمبر 2023
مدير الشبكة السورية فضل عبد الغني خلال حفل تكريمه (العربي الجديد)
+ الخط -

حصل مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني على الجائزة الفرنسية - الألمانية لحقوق الإنسان لهذا العام، لجهوده في عمله الحقوقي الإنساني على مدار 13 عاما من عمر الحراك في سورية، وهو مؤسس الشبكة التي يديرها، والتي تهتم بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين السوريين من قبل الأطراف المتصارعة، لا سيما النظام السوري.

الشبكة السورية.. تكريم مستحق لجهود 13 عاماً

وفي حفل احتضنته السفارة الفرنسية في الدوحة، الاثنين، سلمت المبعوثة الفرنسية إلى سورية بريجيت كومي الجائزة لمدير الشبكة السورية، وسط حضور لشخصيات سياسية سورية معارضة، ودبلوماسية أوروبية، وذلك بالتزامن مع مشاركتهم في منتدى الدوحة 2023 الذي أنهى أشغاله مساء أمس.

وسلّمت كومي الجائزة لعبد الغني بالنيابة عن الحكومتين الفرنسية والألمانية، وذلك على هامش يوم حقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وهو اليوم الذي تمَّ فيه اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وتهدف الجائزة الفرنسية - الألمانية لحقوق الإنسان وسيادة القانون، إلى تكريم المنظمات والأفراد الذين قدموا مساهمةً بارزةً في حماية وتعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون في بلادهم وعلى المستوى الدولي، وعادةً ما يتم ترشيح المرشحين من قبل البعثات الدبلوماسية الألمانية والفرنسية في جميع أنحاء العالم، ويعود القرار النهائي للجنة خاصة.

وخلال الكلمة التي ألقاها عبد الغني خلال تسلمه الجائزة ضمن الحفل، قال إن الحصول على الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان ليس مجرد شرف لي شخصياً، بل هو اعتراف بالجهود الحثيثة التي يبذلها فريقنا بأكمله في الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

الشبكة السورية.. قاعدة بيانات مركزية ومصدر للهيئات الأممية

وأضاف: "مع بدايات الحراك الشعبي في مارس/آذار 2011 وبدء سقوط القتلى واعتقال مئات المواطنين، تولد لدي خوف من ضياع بيانات الضحايا والمختفين قسرياً، وهذا ما دفعني إلى تأسيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان في يونيو/ حزيران 2011، وهو ما عملنا عليه بشكل يومي وعلى مدى ثلاثة عشر عاماً، قمنا استناداً إلى منهجية عمل جدية، ببناء قاعدة بيانات مركزية، وأصدرنا إحصائيات وتقارير بناءً عليها".

وأكد أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أصبحت مصدراً أساسياً للعديد من هيئات الأمم المتحدة، مثل: لجنة التحقيق الدولية، المفوضية السامية لحقوق الإنسان، آلية التحقيق المستقلة، اليونيسف، وفي محكمة العدل الدولية، والمحاكم الأوروبية، ومرجعاً وشريكاً مع العديد من المنظمات الدولية، وكذلك في المجلات المحكمة والأبحاث الأكاديمية، وأخيراً للعديد من دول العالم، ولوسائل الإعلام المحلية والدولية.

مشيرا إلى أنه "يجب أن نتذكر في هذه اللحظات 12 مليون مشرد قسرياً، و152 ألف معتقل تعسفي أو مختفٍ قسرياً، وأكثر من ربع مليون مدني قتيل، كل هؤلاء وأهلهم ينتظرون منا جهوداً متواصلةً لمحاسبة كافة مرتكبي الانتهاكات وفي مقدمتهم النظام السوري، نحن نعمل مع الضحايا ومن أجلهم"، وأضاف أنه "لا يمكن إيجاد حل للكارثة السورية دون جهد جماعي من المجتمع الدولي، وتعد الشراكة الفرنسية الألمانية التي تجسدها هذه الجائزة مثالاً ساطعاً على هذا التعاون".

وشدد على أن "هذه الجائزة ترمز إلى أكثر من مجرد تقدير؛ إنها تؤكد على أولوية الاهتمام بحقوق الإنسان، والتي أتمنى أن تكون متساوية في جميع البلدان والنزاعات، بغض النظر عن الأجندة السياسية".

وخلال الحفل، ألقى كل من السفير الألماني في الدوحة لوتار فرايشلادر ونظيره الفرنسي جان-باتيست فيفر فافر بالإضافة إلى السفيرة كومي كلمات عبروا فيها عن تقديرهم للجهود التي قام بها مدير الشبكة السورية عبد الغني في توثيق الجرائم والدفاع عن حقوق الإنسان في سورية، مشيرين إلى الوضع الكارثي الذي تشهده البلاد نتيجة الإجرام المستمر للنظام السوري، كما حضرت حفل تسليم الجائزة آن سنو، المبعوثة البريطانية إلى سورية.

ويُعدّ فضل عبد الغني من أبرز الوجوه السورية المدافعة عن حقوق الإنسان من خلال الشبكة التي يديرها، وشارك خلال سنوات الثورة السورية في العديد من المحافل الدولية، قدّم خلالها شروحات بالأرقام والتفاصيل عن المأساة السورية المستمرة حتى اليوم.

وتعد الشبكة السورية لحقوق الإنسان منصة ذات مصداقية لدى الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية، وقاعدة بيانات من خلال التوثيق لمعظم الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين في سورية، سواء حالات القتل أو الاعتقال أو الاختفاء القسري أو التهجير، بالإضافة إلى توثيق التدمير الممنهج وحالات النهب والسلب العامة، وكذلك مصادرة الأموال والاستيلاء على الأموال الخاصة والعامة. 

المساهمون