مخطط إسرائيلي للاستيلاء على كنيسة الموارنة في عكا القديمة
تخطط شركة استثمار إسرائيلية الاستيلاء على كنيسة الموارنة، من خلال تحويل المبنى السكني الملاصق للكنيسة إلى مكان ترفيه يشمل ملهى ومسرحاً ومقهى ومتنزهاً وحانات.
تقع كنيسة الموارنة داخل الأسوار في مدينة عكا القديمة، في حي الكنائس. وبنيت في القرن الثاني عشر، وجرى بناء القسم الجديد منها سنة 1742، وهي ملك لوقف الطائفة المارونية، وتم تكريسها في الأول من أبريل/ نيسان سنة 1751 ميلادي.
يهدف المخطط إلى تحويل العقود التابعة للكنيسة في الطوابق السفلية منها إلى خمارات
ويهدف المخطط التابع لشركة الاستثمار الإسرائيلية لمستثمر يدعى توماس فايدن إلى بناء مبنى ترفيهي يضم مسرحاً وملهى، على جدار ملاصق للكنيسة، إضافة إلى تحويل العقود التابعة للكنيسة في الطوابق السفلية منها إلى حانات.
ويأتي المخطط ضمن المشروع العام لسلطات الاحتلال الإسرائيلية وبلدية عكا بتفريغ السكان العرب الأصليين من عكا القديمة، والتضييق عليهم في إعطاء رخص ترميمات، إذ هدمت عشرات البيوت، لمحو الإرث العمراني والعربي الفلسطيني منها، تمهيداً لتنفيذ مخطط الاحتلال بتحويل عكا القديمة إلى بلدة سياحية وترفيهية، كما حدث في مدينة يافا سابقاً.
يذكر أن اليونسكو تعترف بعكا القديمة الواقعة داخل الأسوار كبلدة أثرية قديمة يجب الحفاظ على موروثها العمراني.
ويرى النائب العام لأبرشية الموارنة في الأراضي المقدسة الأب عفيف مخول أن "المخطط الإسرائيلي يشكل خطراً كبيراً على الكنيسة، ويمهد للاستيلاء عليها"، موضحاً: "يريدون استغلال العقود القديمة الفارغة في أسفل المبنى وتحويلها إلى خمارات. هذا سيكون مصدر إزعاج كبير لنا، فهذه أماكن عبادة، حيث تحيطنا أيضاً كنيسة الكاثوليك ودير الفرنسيسكان التابع لمدرسة التراسنطة".
وأضاف الأب مخول، لـ"العربي الجديد": "الكنيسة تخدم الرعية المارونية في عكا وضواحيها ممثلة في 71 عائلة، نحن نقيم الصلاة والقداس في الكنيسة كل يوم أحد، وكذلك كل فترة الأعياد والعماد وإكليل الزواج والأفراح والأتراح"، واصفاً مخطط الاحتلال بـ"الجهنمي" الذي يهدف إلى "إفراغ سكان عكا العرب، وتحويلها إلى بلدة فنية كما فعلوا في مدينة يافا القديمة".
وأكد أن "المستثمر لم يضع ملصقاً لتقديم الاعتراض في محيط الكنيسة، بل وضعه على جدار حي آخر بهدف التمويه، وكي لا ننتبه ونقدم أي اعتراض"، مشيراً إلى أن الكنيسة ستقدم عن طريق محاميها اعتراضها على المخطط بتاريخ 18 فبراير/ شباط المقبل.
وأوضح مخول أن الموارنة العرب موجودون في الأراضي المقدسة منذ القرن السادس ميلادي، وأصولهم من لبنان، وهناك عشرة آلاف ماروني تابعون للطائفة في البلاد، وهي من الطوائف الصغيرة التابعة للروم الكاثوليك.
من جانبه، قال المحامي قيس ناصر، المرافع عن ملف الكنيسة المارونية في عكا: "تحويل كنيسة إلى خمارة يناقض كل القيم الأخلاقية المحيطة، والمخطط خطير ويستهدف الوجود العربي والمسيحي، أضف إلى أن بلدية عكا ناقشت الملف، وكذلك لجنة المحافظة على المباني والآثار صادقتا على هذا المخطط".
وأضاف ناصر: "سنقدم اعتراضاً ضد المخطط، الذي يهدف إلى محو الوجود المسيحي والعربي في عكا القديمة. نتحدث عن كنيسة ومبنى ذوي قيمة أثرية. وسندوّل القضية مع الأب مخول، وسنتوجه إلى السلك الدبلوماسي، لأنها قضية دولية".
