محتجون في جامعة دركسل الأميركية يخلون مخيم نصرة غزة بعد قرار تفكيكه

23 مايو 2024
من مخيّم جامعة دركسل الأميركية لنصرة غزة، فيلادلفيا، 18 مايو 2024 (ماثيو هاتشر/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- محتجون يفككون مخيم احتجاجي بجامعة دركسل في فيلادلفيا استجابةً لإعلان الجامعة عن نيتها بتفكيكه، معبرين عن التضامن مع الفلسطينيين واحتجاجًا على الإبادة في غزة.
- رئيس الجامعة يؤكد على حق التجمع السلمي لكن يعتبر إقامة المخيم تعديًا غير قانوني، مشددًا على تفكيكه بطريقة سلمية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.
- الاحتجاجات تعكس موجة عالمية من التضامن مع الفلسطينيين، انطلاقًا من جامعة كولومبيا وامتدادًا عالميًا، مع اعتقال أكثر من ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة، مؤكدة على تأثيرها الواسع.

حزم محتجون أمتعتهم وأخلوا مخيماً كانوا قد أقاموه في حرم جامعة دركسل بمدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الأميركية، تأييداً للفلسطينيين وتنديداً بالحرب على قطاع غزة، بعدما أعلنت إدارة الجامعة أنّ الأجهزة الأمنية سوف تفكّك هذا المخيم. ويأتي هذا المخيم في سياق سلسلة مخيمات يقيمها طلاب وشبان في الولايات المتحدة الأميركية والعالم احتجاجاً على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة ومطالبةً بسحب الجامعات استثماراتها المرتبطة بإسرائيل.

وأوضح رئيس الجامعة جون فراي، في بيان أصدره اليوم الخميس، أنّ تفكيك المخيم الطالبي تقرّر أن يكون بأكبر قدر من السلمية، بالتعاون ما بين شرطة الحرم الجامعي وضباط السلامة العامة وشرطة فيلادلفيا بتفكيك المخيم بأكبر قدر ممكن من السلام. وذكرت أنباء تداولتها وسائل إعلامية أنّ الشرطة وجّهت إنذاراً إلى طلاب جامعة دركسل تطالبهم من خلاله بإخلاء المخيم الاحتجاجي، وقد امتثل هؤلاء للأمر. ولم يعلّق المحتجوّن على ما حدث في ساعات الصباح الأولى (بالتوقيت المحلي) من اليوم الخميس، بحسب ما أفادت وكالة أسوشييتد برس. 

وفي بيانه، شدّد رئيس جامعة دركسل على أنّ مؤسسته الأكاديمية "ملتزمة بحماية حقّ الطلاب في التجمّع السلمي والتعبير عن آرائهم، لكنّني مسؤول وأملك سلطة تنظيم التجمّعات في الحرم الجامعي لضمان السلامة والوفاء بمهمّة تثقيف الطلاب". أضاف فراي أنّ "إقامة مخيم غير مصرّح به يضمّ عدداً كبيراً من الأشخاص غير المنتمين إلى جامعة دركسل للتعدّي على الحرم الجامعي لدينا، أمرٌ غير قانوني". وتابع أنّ "الهتافات الصادرة عن هذا الاحتجاج، والتي شدّدت عليها مطالب المحتجين البغيضة، لا بدّ من أن تتوقّف الآن".

وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة فيلادلفيا إنكوايرر الأميركية المحلية أنّ المحتجّين في حرم جامعة دركسل عمدوا إلى جمع أمتعتهم مع وصول عشرات من ضباط الشرطة على دراجات، عند الساعة 5:20 تقريباً من صباح اليوم، وفي أقلّ من نصف ساعة لم يتبقّ سوى عدد قليل من الأفراد في الفناء المستطيل للجامعة حيث أُقيم المخيم المؤلّف من 35 خيمة. وقال إريك غريب من شرطة فيلادلفيا: "لقد التقط المخيمون معظم أمتعتهم وغادروا بملء إرادتهم".

يُذكر أنّ المحتجين لازموا مخيمهم الذي أقاموه في حرم جامعة دركسل في الأيام الماضية، على الرغم من تهديد رئيس الجامعة بتفكيكه في وقت سابق من هذا الأسبوع. وكان فراي قد أفاد، أوّل من أمس الثلاثاء، بأنّ الفصول الدراسية سوف تُعقَد افتراضياً لليوم الثالث الأربعاء بعدما حاول المسؤولون فتح خط اتصال مع المحتجين لكنّهم رفضوه.

وذكرت وسائل إعلام أنّ جامعة دركسل أعلنت، مساء الأربعاء، أنّ النشاط الطبيعي سوف يُستأنف في الحرم الجامعي اليوم الخميس. وفي بيانه الذي أصدره في وقت مبكر من اليوم الخميس، قال فراي إنّ الطلبات السابقة التي وُجّهت إلى المحتجين بالتفرّق تمّ تجاهلها، لكنّه كان يطلب من الاشخاص المنتسبين إلى جامعة دركسل مغادرة المخيم حتى تتمكّن الشرطة من "مرافقة المتعدّين المتبقّين من خارج حرم جامعتنا".

تجدر الإشارة إلى أنّ موجة من الاعتصامات المؤيدة للفلسطينيين والمندّدة بحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة في الجامعات الأميركية قد أدّت إلى اعتقال أكثر من ثلاثة آلاف شخص في كلّ أنحاء الولايات المتحدة الأميركية. وكانت التحرّكات الاحتجاجية قد انطلقت من جامعة كولومبيا في نيويورك في 18 إبريل/ نيسان الماضي، لتتوسّع في البلاد وتمتدّ إلى خارج حدودها، فينتفض طلاب في جامعات أوروبية وأخرى في كندا وأستراليا والهند على سبيل المثال لا الحصر، وكذلك في عدد من الدول العربية.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون