مؤسّسات سورية تنظّم معارض فنية لمساندة ضحايا العنف الجنسي

مؤسّسات سورية تنظّم معارض فنية لمساندة ضحايا العنف الجنسي

11 فبراير 2021
التشجيع على التحدث لتوثيق الجرائم (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت ثلاث منظمات مجتمع مدني سورية بتنظيم معارض فنية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سورية، موجهة لضحايا العنف الجنسي من الإناث والذكور، الذين تعرّضوا لانتهاكات في سجون ومعتقلات النظام السوري والقوى الأخرى الموجودة على الأراضي السورية.

وافتتحت منظمة "نقطة بداية" و"رابطة المحامين السوريين الأحرار" و"المبادرة السورية"، فعالياتها في مدينة أعزاز، شمال غربي مدينة حلب، يومي الإثنين والثلاثاء، عبر تنظيم معرض رسومات تجسّد حالات الأذى الذي تتعرّض له المعتقلات والمعتقلون في السجون ومراكز الاحتجاز.

وقالت مديرة مركز نقطة بداية في مدينة سرمدا إسلام عليان، لـ"العربي الجديد"، إنّ الفعاليات التي دشنتها المنظمات هي نتاج لثمانية تدريبات على فن الرسم شاركت فيها عشرات الناجيات والناجين، وهي موجهة لضحايا العنف الجنسي، بهدف تعزيز وصولهم إلى العدالة.

الصورة
دعم ضحايا العنف (العربي الجديد)

 

وأوضحت أن اللوحات التي تمّ عرضها سلّطت الضوء على أنواع مختلفة من الاعتداءات الجنسية، كما كانت هناك لوحات توضّح أنواع التحرش الجنسي بصرياً ولفظياً وأثناء العمل ومن مزودي الخدمة وبالأطفال وفي السجون، وأشارت إلى أن من بين المشاركين ناجون من العنف الجنسي في سجون النظام، وأن اللوحات ركّزت على الانتهاكات في السجون النظام خاصة، كالتعرية القسرية والحرق بالشمع.

ولفتت إلى أن الهدف من ذلك هو العلاج بالفن، كونه آلية من آليات الدعم النفسي، وأشارت إلى أن النتائج انعكست فورياً على المشاركين، إذ كان هناك أشخاص حاولوا الانتحار، وبعد التدريب والخضوع لآليات الدعم النفسي، تغيرت حياتهم ووصلوا إلى التعافي النفسي.

كما أكّدت عليان أن النشاط لاقى تفاعلاً كبيراً من الحاضرين، كون اللوحات مستمدة من الواقع وقد تلامس آلامهم أو آلام أقارب لهم، كما بيّنت أنه سيتم تنظيم معرضين آخرين خلال الأيام القادمة، أحدهما في مدينة إدلب والآخر في مدينة سلقين، شمال غربي إدلب.

الصورة
دعم ضحايا العنف (العربي الجديد)

بدورها، قالت زينب، وهي ناجية وإحدى المشاركات في دورة الرسم، لـ"العربي الجديد"، إن "السبب الذي دعاني للمشاركة هو ما تعرَضت له من ألم، ولا يكاد يغادرني، فهو معي في كل لحظة في المنزل وخارجه، لذا أردت أن أتخلص منه، وأتقبل الماضي، وهذا انعكس عليّ بعد مشاركتي".

وتضيف "فرّغت كل ما بداخلي من خوف وحزن، وأصبح الرسم بالنسبة لي وسيلة للتخلص من الضغوط الحياتية اليومية، وبتّ ألجأ إليه كلما شعرت بالضيق".

بدوره، يقول خالد الناصيف، عضو رابطة المحامين السوريين الأحرار، لـ"العربي الجديد"، إن الرابطة كانت مسانداً قانونياً للناجين المشاركين في الفعالية، بهدف تشجيعهم على التحدث حتى يتم توثيق الجرائم التي تعرّضوا لها، وبخاصة أن الجرائم الجنسية تكثر في زمن الحروب، وفي المجتمع السوري هناك خجل من الإفصاح عنها.

الصورة
دعم ضحايا العنف (العربي الجديد)

وأضاف أن الرابطة وجّهت دعوة لجميع الناجين بألا يصمتوا على هذه الجرائم، وأن يلجأؤا للجهات القانونية من أجل توثيقها وإيصالها للجهات الدولية والقانونية، حتى تتم محاسبة المجرمين.

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في 2020 تقريراً خاصاً بالانتهاكات التي تتعرّض لها الإناث، أشار إلى توثيق ما لا يقل عن 11523 حادثة عنف جنسي بحق الإناث السوريات، ارتكب النظام 8013 منها، بينها 871 حصلت داخل مراكز الاحتجاز، وارتكب تنظيم "داعش" 3487 انتهاكا، في حين أن ما لا يقل عن 11 حادثة عنف جنسي ارتكبتها فصائل في المعارضة المسلحة، و12 على يد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

المساهمون