قصف تركي يقطع مياه الشرب عن عشرات آلاف السوريين في الحسكة

قصف تركي يقطع مياه الشرب عن عشرات آلاف السوريين في الحسكة

15 يناير 2024
محطة طاقة في القامشلي بعدما استهدفتها القوات التركية اليوم (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

حُرم عشرات الآلاف من سكان الحسكة السورية من مياه الشرب، نتيجة قصف الطيران الحربي للجيش التركي لمحطات الطاقة، ولا سيّما الكهرباء والنفط والغاز والمياه والسدود المائية.

وقد تسبّب القصف الجوي والمدفعي بتعطيلها بمعظمها وخروج من الخدمة، بما في ذلك محطة كهرباء القحطانية ومحطة غاز وكهرباء سويدية في منطقة المالكية، ومحطة كهرباء القامشلي الشمالية، ومحطة كهرباء عامودا، ومحطة كهرباء الدرباسية، ومحطة حقل عودة النفطية، ومحطة حقل السعيدة في القحطانية، ومحطة كهرباء عين عيسى في محافظة الرقة.

وكانت تركيا قد بدأت تشنّ ضرباتها الجوية على مناطق في الحسكة السورية، في أعقاب عمليات نفّذها حزب العمال الكردستاني ضدّ قواعد لها في جبال إقليم كردستان العراق، قُتل فيها تسعة جنود أتراك.

يقول مسؤول دائرة المياه في بلدية القامشلي واصل أسعد لـ"العربي الجديد" إنّ "الأضرار لم تلحق بمراكز محطات المياه التي تغذّي مدن الحسكة بصورة مباشرة إنّما لحقت بمراكز الكهرباء التي تغذّي المحطات، لذلك توقّفت محطات المياه مثل محطتَي عويجة وجقجق للمياه عن الخدمة. وقد انقطعت مياه خط بحيرة سفان كلياً، وهي المحطة المغذية الرئيسية للمنطقة، نتيجة خروج محطة السويدية الكهربائية عن الخدمة التي تمدّ محطتَي التحلية والضخّ في بحيرة سفان".

يضيف أسعد: "اضطررنا إلى التوجّه نحو المولدات التي تعمل على الديزل لتشغيل المحطات من أجل تغذية القامشلي، وهي غير كافية إذ تعاني من مشكلات عديدة".

في الإطار نفسه، تقول آية محمد من سكان حي جرنك في القامشلي لـ"العربي الجديد": "منذ اليوم الأول للقصف التركي على المنطقة، انقطعت المياه عن حيّنا ، وبالتالي نضطر إلى شراء المياه من الصهاريج التي تبيعها بأسعار مرتفعة". وتشير إلى أنّ "مصدر هذه المياه غير معروف وهي بطبيعة الحال غير معقّمة وملوّثة، لذلك نستخدمها لغسل الثياب وأدوات المطبخ وتنظيف المنزل، فيما نشتري مياهاً آمنة معبّأة حرصاً على صحة أطفالنا".

من جهته، يقول رامان محمد المقيم في عامودا لـ"العربي الجديد" إنّ "استهداف الجيش التركي للمنشآت الحيوية والبنية التحتية غير مقبول إنسانياً، ولا بدّ من تحييد المدنيين عن الصراعات العسكرية"، متسائلاً "ما ذنبنا أن نُحرم من المياه والكهرباء؟". يضيف محمد: "أنا أعمل في صيانة الأدوات الكهربائية المنزلية ومدخولي لا يسمح لي بشراء المياه يومياً، وهذا ما يجعلني ألجأ إلى مياه الصهاريج غير المعقّمة والملوّثة، وأعتمدها للاستخدامات المنزلية وللشرب. لكنّنا نغلي تلك المياه ونتركها تبرد قبل أن نتناولها، مع العلم أنّ هذا لا يكفي وغير مضمون صحياً".

أمّا سعاد عيسى من ريف القامشلي فتشكو لـ"العربي الجديد" من أنّ "سبل العيش لم تعد متوفّرة لنا في بلدنا. لم نعد نستطيع تأمين الحدّ الأدنى، نتيجة غلاء الأسعار، خصوصاً أسعار المواد الغذائية، وفوق ذلك يتوجّب علينا شراء المياه". وتدعو عيسى "العقلاء والمجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الحرب"، مشددةً "نريد أن نعيش بسلام. وأدعو كذلك المنظمات الدولية والمحلية على تقديم المساعدة والمياه الآمنة فأطفالنا وصحتهم في خطر حقيقي".

وفي هذا السياق، يحذّر المتخصص في طب الأطفال وسيم الأحمد من مخاطر المياه الملوّثة على صحة الأطفال. ويشرح لـ"العربي الجديد" أنّ "المياه الملوّثة تتسبّب في أمراض عديدة (...) من خلال شرب المياه غير المعالجة أو الاستحمام بها أو من من خلال استهلاك الخضروات المروية بمياه ملوّثة". ويدعو إلى "استبعاد المدنيين وعدم استهداف سبل عيشهم في أيّ نزاع عسكري، لأنّ من شأن ذلك التسبّب في كارثة إنسانية كبيرة".

المساهمون