في اليوم العالمي للإيدز: دعوات أممية للمساواة والإنصاف

في اليوم العالمي للإيدز: دعوات أممية للمساواة والإنصاف

01 ديسمبر 2022
نشطاء اجتماعيون بالهند في فعالية للتوعية بالإيدز (ديبيانغشو ساركار /فرانس برس)
+ الخط -

مازال فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" يُشكّل أحد أبرز مشاكل الصحة العامة التي تؤثر على ملايين الأشخاص في العالم، لما يطرحه من تحديات متعلقة بتحسين صحة الأفراد المتعايشين مع الفيروس، وضمان إتاحة الموارد، وتحقيق المساواة، ودحر كافة أشكال الوصم والتمييز.

وبمناسبة اليوم العالمي للإيدز 2022، الذي يوافق 1 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، دعت منظمة الصحة العالمية، قادة ومواطني العالم إلى الاعتراف الجريء بأوجه عدم الإنصاف التي تعيق التقدم في القضاء على الإيدز ومعالجتها؛ وتحقيق المساواة في إتاحة الخدمات الأساسية المتعلقة بهذا المرض.

وقالت إنّ هناك خطراً يُهدّد جهود الاستجابة العالمية لفيروس الإيدز. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تعثّر التقدم نحو أهداف الفيروس، واضمحلت الموارد، وباتت أرواح ملايين الأشخاص عرضة للخطر نتيجة لذلك.

أوضحت المنظمة الأممية التي اختارت شعار "الإنصاف"، أن أوجه القصور التي سمحت لفيروس الإيدز بأن يصبح ويظل أزمة صحية عالمية، تشمل مظاهر الانقسام والتفاوت وتجاهل حقوق الإنسان.

"لسنا على المسار الصحيح"

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالة بالمناسبة، "لسنا على المسار الصحيح لتحقيق وعد التخلص من الإيدز بحلول عام 2030، 1.5 مليون شخص أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية العام الماضي".

وتابع "لكي نتخلص من الإيدز، لا بد من أن نتخلص أولاً من أوجه اللامساواة التي تعوق التقدم. ولا نعرف اليوم كيف نتقي ملايين الإصابات الجديدة وملايين الوفيات الأخرى. لذلك، فإننا في هذا اليوم العالمي لمكافحة الإيدز ننادي بصوت واحد حققوا المساواة!".

واعتبر غوتيريس شعار "حققوا المساواة" دعوة للعمل، وإلى اتخاذ الإجراءات العملية الثابتة الجدوى التي ستساعد في التخلص من الإيدز، إلى جانب زيادة توافر خدمات علاج فيروس نقص المناعة البشرية وفحصه والوقاية منه وتحسين نوعية تلك الخدمات وملاءمتها.

ودعا إلى توفير المزيد من الموارد المالية، وتطبيق قوانين وسياسات وممارسات أفضل لمعالجة الوصم والاستبعاد اللذين يواجههما الأشخاص المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية، خاصة الفئات المهمشة من السكان.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتلقى 52 في المائة فقط من الأطفال المصابين بفيروس الإيدز علاجا منقذا للأرواح. وإذا تمكنا من إحراز تقدم في إنهاء الإصابات الجديدة في أوساط الأطفال وتسنّى لنا ضمان حصول الجميع على مضادات الفيروسات القهقرية ذات الجودة العالية، فسيكون لدينا أمل أكبر ويمكننا ضمان التزام سياسي أكبر للقضاء على الإيدز عند جميع الفئات السكانية بحلول عام 2030.

وعلى الصعيد العالمي، تسجل نسبة 70 بالمائة من الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز في أوساط أشخاص يواجهون التهميش، بل حتى التجريم في كثير من الأحيان، وفقاً للمنظمة.

وتابعت "لا تزال أوجه عدم المساواة سائدة على صعيد الحصول على أبسط الخدمات مثل الاختبار والعلاج، ويجب علينا أن نكفل المساواة في حصول كل فرد، في كل مكان، على الوقاية من فيروس الإيدز واختباره وعلاجه والرعاية عند الإصابة به".

كما دعت إلى تكييف الخدمات الصحية حتى تصل إلى السكان الأكثر عرضة للخطر والأكثر تضررا وتلبي احتياجاتهم، ويشمل ذلك تنفيذ سياسة "عدم التسامح مطلقا" مع الوصم والتمييز في جميع الخدمات الصحية.

تحالف عالمي 

يذكر أن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية، أعلنوا مؤخرا عن إنشاء تحالف جديد يهدف إلى تقويم أحد أكثر أوجه التفاوت الفاضحة في الاستجابة للإيدز، والقضاء على المرض لدى الأطفال بحلول عام 2030. 

وجاء حينها على لسان المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، ويني بيانيما، "أن الفجوة الواسعة في تغطية العلاج بين الأطفال والبالغين تبعث على الغضب. ومن خلال هذا التحالف، سنحول هذا الغضب إلى عمل. ومن خلال الجمع بين الأدوية المحسّنة الجديدة، والالتزام السياسي الجديد، والنشاط الحازم للمجتمعات، يمكننا أن نكون الجيل الذي ينهي الإيدز لدى الأطفال. ويمكننا الفوز في هذه المعركة - لكن فوزنا لن يتأتى إلا بعملنا الجماعي".

المساهمون