"بسرعة.. ولادي ماتوا"، بهذه الكلمات المتقطعة، وجهت أم فلسطينية مكلومة نداء استغاثة من تحت الأنقاض إلى جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، تطالب بإنقاذ عائلتها بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلهم.
فور اتصال الفلسطينية بجهاز الدفاع المدني (الحماية المدنية) عبر الهاتف المحمول، قامت بتبليغهم بالإسراع لإنقاذ أطفالها من تحت أنقاض منزلهم الذي قصفته إسرائيل في منطقة الصبرة، بمدينة غزة.
ولم يتوانَ طاقم الدفاع المدني في الاستجابة لندائها، وتحركوا سريعاً نحو المنزل المنكوب، الذي يعود لعائلة "كالي"، بهدف إنقاذ الأرواح والحد من الخسائر البشرية، بحسب فيديو نشره الجهاز.
وبدأت طواقم الإنقاذ مستعينين بالموارد المتاحة في عملية إجلاء العائلة المحاصرة والمواطنين الذين تعرّضوا للإصابات والقتل جراء القصف.
وبحذر شديد، تعاملت الطواقم الطبية والدفاع المدني لإنقاذ الفلسطينيين، مع التركيز على عدم حدوث أي انهيار يسبب مزيدًا من الأذى للعائلة المتضررة.
وبعد جهود حثيثة، تمكن أفراد الدفاع المدني من إنقاذ أفراد من العائلة، بما في ذلك أطفال كانوا تحت أنقاض المنزل المدمر. لكن القصف تسبب بالفعل في استشهاد 3 أشخاص وإصابة العشرات من العائلة والمنازل المجاورة لعائلة "كالي".
وجراء القصف الإسرائيلي، تحول منزل العائلة مع ما فيه من ذكريات إلى كومة من الركام، اختلط بدماء الشهداء والجرحى.
وخلال اتصالها بعد منتصف الليلة الماضية (السبت)، ناشدت الفلسطينية كالي، بكلمات مثقلة بالحزن والألم، جهاز الدفاع المدني، حيث قالت: "بسرعة، أمانة.. ولادي ماتوا".
ولم يكن يهم السيدة الفلسطينية التي يحيطها الخطر من جميع الجهات سوى الاستغاثة من تحت الأنقاض لإنقاذ أطفالها.
وليلة السبت، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزل عائلة "كالي"، ما أسفر عن مقتل 3 أفراد وإصابة العشرات.
وأفاد شهود عيان، بأن القصف تسبب في دمار واسع في المنزل والمنازل المجاورة، وأن طواقم الدفاع المدني أنقذت العديد من الأفراد من تحت الأنقاض.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".
(الأناضول)