غسّان أبو ستة يروي لـ"العربي الجديد" تفاصيل منعه من دخول ألمانيا

غسّان أبو ستة يروي لـ"العربي الجديد" تفاصيل منعه من دخول ألمانيا للمشاركة في مؤتمر فلسطين

12 ابريل 2024
الطبيب الفلسطيني غسّان أبو ستة في فيكتوريا بارك شرق لندن، في 7 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- السلطات الألمانية منعت الطبيب الفلسطيني البريطاني غسّان أبو ستة من دخول برلين للمشاركة في مؤتمر يدعم القضية الفلسطينية، بحجة عدم ضمان سلامته الشخصية.
- أبو ستة، رئيس جامعة غلاسكو وشاهد على جرائم الإبادة في غزة، يعتبر المضايقات التي يتعرض لها مرتبطة بدوره في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية.
- يؤكد أبو ستة على أن العدوان الإسرائيلي على غزة جزء من سياسة التطهير الديمغرافي، محذرًا من تهديده للقضية الفلسطينية ومستمرًا في نقل الواقع المروع في غزة عالميًا.

منعت السلطات الألمانية، الجمعة، الطبيب الفلسطيني البريطاني غسّان أبو ستة من دخول برلين، بعد تحقيقات دامت لأكثر من ثلاث ساعات، وذلك للمشاركة في مؤتمر فلسطيني ينطلق في برلين اليوم لدعم القضية الفلسطينيّة تحت عنوان "مؤتمر فلسطين. سنحاكمكم"، الذي تُنظّمه مجموعة من الناشطين والحركات السياسيّة في ألمانيا، من ضمنهم ألمان وفلسطينيون ويهود معادون للصهيونيّة

وفي اتصال لـ"العربي الجديد"، أوضح أبو ستة أنه كان مدعوّاً إلى "مؤتمر فلسطين" في برلين، والذي تنظمه مجموعة جمعيات ألمانية مؤيدة لفلسطين من 12 إلى 14 نيسان/إبريل الجاري. وقال: "كان من المفترض أن أتحدث اليوم الجمعة عن تجربتي في غزة، غير أنه ولدى وصولي إلى مطار برلين عند الساعة العاشرة صباح اليوم، جرى توقيفي عند نقطة الجوازات، والتحقيق معي لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة، حول سبب زيارتي برلين، مع العلم أنهم يعرفون السبب وفسرته لهم بكل وضوح، وبأنني مدعو للمشاركة والإدلاء بشهادتي في مؤتمر بشأن فلسطين، كوني شاهدا في محكمة الجنايات الدولية وفي المحكمة الجنائية الدولية. وفي النهاية، أبلغوني بقرار منع دخولي إلى غاية نهاية الشهر الجاري، وفق قولهم. وطلبوا مني حجز تذكرة عودة إلى لندن، وإنني أنتظر إقلاع الطائرة".

وعن سبب المنع، كشف أبو ستة عن أنهم أبلغوه "عدم القدرة على ضمان سلامته الشخصية". وأضاف: "كان من المفترض أن تكون لي محاضرة عن مشاهداتي في غزة وعن القطاع الطبي والصحي. كما كانت هناك محاضرة اليوم لعمي الدكتور سلمان أبو ستة، عبر تطبيق "زووم" عن النكبة والنكبة المستمرة، كونه مؤرّخاً، غير أن الشرطة الألمانية اخترقت التطبيق وقطعت البث". وتابع: "كاد المريب أن يقول خذوني، فمع القضية التي رفعتها نيكاراغوا، والتي تتهم فيها ألمانيا بالتواطؤ في جريمة الإبادة، فإنه من المعروف أن وظيفة المتواطئين في الجرائم هي إخفاء الأدلة وإسكات الشهود، وهذا ما تفعله ألمانيا".

وعن مدى ارتباط ما يتعرض له من مضايقات بتعيينه أخيراً رئيساً لجامعة غلاسكو في اسكتلندا، قال: "طبعاً كله يرتبط بعضه ببعض، إذ تصبح أهمية وضرورة إسكاتك ملحة أكثر، وهذا تزامن مع الهجمات التي تنفذها صحيفة "جويش كرونيكل" التي تصدر تقريباً كل أسبوع مقالاً عني، والهجمات التي تشنها الجمعيات الصهيونية والشكاوى التي تقدمها ضدي. كلما كان صوتك أعلى كانت ضرورة إسكاتك ملحة أكثر". وختم الطبيب بالقول: "تواصل معي المحامي الخاص بمنظمي المؤتمر، لكن المشكلة أنني خلال ساعات التحقيق كنت في غرفة بالأسفل، حيث ينعدم إرسال الهاتف، فلم يتمكنوا من التواصل معي إلا بعد خروجي من تلك الغرفة. ولكنهم لم يتمكنوا من إزالة قرار المنع".

وتُمثل تجربة الطبيب الفلسطيني غسّان أبو ستة شهادة تاريخية على جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزّة، حيث وثّق، خلال تنقُّلاته بين مستشفيات القطاع، مشاهد النضال اليومي الذي تُقدِّمه الكوادر الطبّية في وجه آلة القتل الإسرائيلية، منذ الأيام الأولى للعُدوان وحتى مغادرته غزّة في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وكان أبو ستة قد توجه إلى قطاع غزّة في الثامن من أكتوبر مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة وقبل إغلاق معبر رفح، ليشارك كطبيب متطوع لمدة 42 يومًا في مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي المعمداني، حيث نقل من هناك إلى العالم صورة وقائع هجوم جيش الاحتلال على القطاع الصحي وتفاصيل حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وهو مستمر بذلك منذ خروجه من غزّة من خلال مشاركاته الإعلاميّة وفي محافل دولية عديدة.

وخلال مقابلة خاصة مع "العربي الجديد" في وقت سابق، أكد الطبيب أبو ستة أن العدوان على قطاع غزة ليس مجرد انتقام من شعب غزة رداً على عملية "طوفان الأقصى"، وإنما جزء من سياسة ممنهجة يتعمد فيها الاحتلال الإسرائيلي محاولة تنفيذ تطهير ديمغرافي، وأن تلك المحاولة إذا نجحت، فإنها ستتمدد إلى الضفة الغربية والمثلث، وصولاً إلى إنهاء القضية الفلسطينية.

المساهمون