غزيات يعملنَ في التسويق عن بُعد

غزيات يعملنَ في التسويق عن بُعد

15 سبتمبر 2021
زهرة شيخة: المستقبل يكمن في الأفكار التسويقية المميزة (محمد الحجار)
+ الخط -

نتيجة نموّ قطاع المهن التكنولوجية عن بُعد في قطاع غزة، لا سيّما مع شركات عربية وأجنبية، صار العمل عن بُعد يجذب الخرّيجين بشكل ملحوظ، ذلك وسط انتشار حاضنات للأعمال التكنولوجية ومكاتب للعمل الحرّ. ومن بين هؤلاء الذين وجدوا في مجال العمل هذا ملاذاً لهم في ظلّ البطالة، شابات غزيات يعملنَ في مجال التسويق عن بُعد.
وقد اتّجهت شابات سئمنَ البحث عن فرص عمل في تخصصاتهنّ المختلفة، إلى توظيف مهاراتهنّ في الإقناع والتسويق مع شركات في خارج غزة، وقد برزنَ وحقّقنَ نجاحات. يُذكر أنّ مجال التسويق الإلكتروني في القطاع لم يحقّق نجاحاً، نظراً إلى اعتبارات عدّة، منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

المرأة
التحديثات الحية

شروق المقادمة البالغة من العمر 26 عاماً من بين هؤلاء الغزيات، وهي تعمل عن بُعد في مجالات عدّة في آنٍ واحد، منها إعداد محتوى تسويقي لمصلحة شركات خليجية، إلى جانب عملها كمترجمة ومدقّقة لغوية، وكذلك كمستشارة دعم مؤتمرات كبار شخصيات الأمم المتحدة، علماً أنّها عملت لمدّة من الزمن كمديرة موارد بشرية في إحدى الشركات الخليجية. وفي عملها، تقتبس المقادمة الجمل والكلمات الفضلى التي تنشرها على موقعها الإلكتروني وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل جذب الاهتمام إلى المنتجات التي تسوّقها. والمقادمة تحمل شهادة باللغة الإنكليزية، وقد بدأت رحلتها في العمل في مراكز التعليم، لكنّها فضّلت توظيف قدراتها باللغة الإنكليزية في العمل الحرّ. ثمّ خاضت في تخصصات مختلفة، وانطلقت للعمل مع شركات في الدول الغربية والخليجية، وتعمّقت في عمل التسويق والكتابة التسويقية وتحليل السوق والوصول وتحديد المستهدف وزيادة عدد الزائرين أو المستهلكين لسلعة أو خدمة ما.

الصورة
شروق المقادمة في غزة 2 (محمد الحجار)
أزمة كورونا والتطوّر التكنولوجي شجّعا العمل عن بُعد (محمد الحجار)

تقول المقادمة لـ"العربي الجديد": "اختارتني شركة رائدة في مجال التسويق الإلكتروني في إحدى الدول الخليجية، وأنا أعمل معها منذ أكثر من سنتَين، ككاتبة تسويقية ومترجمة لمشاريع عدّة ارتبطت بأسماء منتجات رائدة. كذلك حاولت التركيز في العمل عن بُعد، خصوصاً مع التوجّه السائد الذي جعل العالم أكثر رقميّة في هذه الفترة وسوف يبقى كذلك في الفترات المقبلة خصوصاً مع أزمة كورونا العالمية".
وتعمل المقادمة عن بُعد "ككاتبة تسويقية، وقد بدأت بمقالات عن منتجات للعناية بالبشرة، ثم وصف منتجات للمتاجر الإلكترونية، ومنها الى كتابة منشورات صفحات التواصل الاجتماعي، ثمّ كتابة خطط تسويقية لمنشورات التواصل الاجتماعي عبر اختيار الهاشتاغ المناسب الرائج وربطه بتسويق المنتج أو الخدمة. وبعد ذلك اتّجهت إلى تحليل غوغل ودراسة السوق العربي والوصول إلى الإعلانات المدفوعة". وترى المقادمة أنّ "السوق الغزي يزخر بنساء عاملات في مجال التسويق وغيره من المجالات"، مشيرة إلى أنّ "شركات كبرى في مختلف العالم تضمّ عدداً من الغزيات اللواتي يعملنَ عن بُعد، ويرأسنَ أقساماً ومناصب مثل أقسام تسويق وإدارة مشاريع، وهنّ يمتلكنَ من الإبداع والمهارة والتنافسية والقوة ما يميّزهنّ عن غيرهنّ باعتراف الشركات الأمّ والمشغّلين".

الصورة
شروق المقادمة في غزة 1 (محمد الحجار)
شروق المقادمة: التوجّه السائد جعل العالم أكثر رقميّة (محمد الحجار)

بدورها تعمل دارين طافش البالغة من العمر 28 عاماً في مجال التسويق وإنتاج المحتوى البصري التسويقي، على الرغم من أنّها تحمل شهادة في التعليم. تقول طافش لـ"العربي الجديد": "سئمت الانتظار خمسة أعوام حتى يحين دوري في تعيينات وزارة التربية والتعليم في غزة كمدرّسة للمرحلة الابتدائية. وقد قادتني الصدفة إلى دورات في التسويق الإلكتروني وبناء خطط تسويقية، في هذا المجال المفتوح الذي لا يقيّد العمل في بيئة جغرافية محددة".

الصورة
شروق المقادمة في غزة 3 (محمد الحجار)
التسويق يجري عبر كلّ المنصّات الإلكترونية المتوفرة (محمد الحجار)

بالنسبة إلى طافش، فإنّ "عمل الشابة الغزية عن بُعد يزيد تطوّرها في أساليب التسويق الناجح وكذلك الاطلاع المتواصل على المنتجات ورغبات النساء العربيات. وأنا أعمل في إنتاج محتوى بصري تسويقي لمصلحة شركات من أكثر من بلد خليجي تستهدف الرجال والنساء، ويشمل ذلك منتجات تجميل وعناية بالجسم والبشرة والشعر. وأقوم بالبحث عن مصادر المنتجات وبناء خطة لإنتاج المحتوى البصري والكتابي ثمّ يستكمله زميل لي في قسم المونتاج". وتشير طافش إلى أنّ "السوق العربي توجّه إلى نقل عمله من الميدان إلى شبكة الإنترنت"، مضيفة "أقرأ المزيد عن توجّه السوق واحتياجاته، وتنمية هذه الجوانب المطلوبة في شخصيتي العملية. كذلك أنا أستمتع بتعلّم أمور ومهارات جديدة عبر الدورات الإلكترونية أو الدورات التي تقدّمها الشركات لموظفيها في إطار معيّن يخدم التوجّه المستقبلي".

الصورة
زهرة شيخة في غزة 2 (محمد الحجار)
كتابة المحتوى من الأعمال الممارسة عن بُعد (محمد الحجار)

أمّا زهرة شيخة البالغة من العمر 24 عاماً، فيتشابه عملها مع ما تقوم به المقادمة. هي حصلت على شهادة جامعية في الآداب واللغة الإنكليزية من الجامعة الإسلامية في غزة، وتعمل ككاتبة محتوى ومترجمة ومدقّقة لغوية للغتَين العربية والإنكليزية. وهي بدأت في مجال الكتابة مذ كانت في عامها الجامعي الأوّل في 2015، ليتطوّر أداؤها في عام 2019 عندما انضّمت إلى أكاديمية العمل الحرّ. وتقول شيخة لـ"العربي الجديد": "أخيراً اكتسبت خبرة كبيرة في مجال التسويق الإلكتروني، وأنا أجد متعة في إيجاد أفكار مميزة للمشاريع المُراد الترويج لها. بالنسبة إليّ فإنّ المستقبل يكمن في الأفكار التسويقية المميزة نظراً إلى وعي الشركات بضرورة التفرّد والتميّز والحاجة إلى المسوّقين أمر قائم على أساسيات الشركات المنوّعة".

المرأة
التحديثات الحية

تضيف شيخة أنّ "العمل الحر حرّرنا من عبودية الشركات الخاصة في غزة والدوام الكامل والأجر الزهيد. كذلك أرى أنّ المستقبل سوف يكون موجّهاً إلى العمل الحرّ. ففي ظل التطوّر التكنولوجي لم تعد ثمّة حاجة لوجود الشخص في نفس مكان العمل (الشركة)". وتؤكد أنّ "ثمّة كفاءات عالية في غزة، على الرغم من ظروف الصعبة في القطاع المحاصر".

المساهمون