عودة 93 عائلة من مخيم الهول للرقة السورية: تحديات الاندماج تبدأ

عودة 93 عائلة من مخيم الهول للرقة السورية: تحديات الاندماج تبدأ

05 سبتمبر 2023
يضم مخيم الهول نحو 55 ألف شخص (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

وصلت 93 عائلة تضم 360 فردا إلى مدينة الرقة شمال سورية، مساء الاثنين، قادمين من مخيم الهول في الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة، وذلك بعد تحضيرات بدأت في الثاني من سبتمبر/ أيلول الجاري، بين إدارة المخيم ومجلس أعيان الرقة، وهو جهة تعرف بأنها تعمل على الصلح وحلّ النزاع.

وتعتبر هذه الدفعة الثانية للقاطنين السوريين الذين يخرجون من مخيم الهول خلال عام 2023، بعدما أعادت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) دفعة من القاطنين المنحدرين من مدينة منبج بمحافظة حلب، في نهاية العام الجاري، وضمت 61 عائلة بعدد أفراد 225.

وأوضح الناشط الإعلامي أسامة أبو عدي، من أبناء مدينة الرقة، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المشكلة التي تواجهها العوائل الخارجة من مخيم الهول هي رفض المجتمع، وخاصة النساء، اللواتي لا يجدن معيلا لهن، وهذه المشكلة تعد تحديا على المدى البعيد، مضيفا: "هناك مبادرات الهدف منها دمج النساء في المجتمع ضمن مدينة الرقة، إلا أن هذه المبادرات حتى الوقت الحالي ضعيفة وبحاجة إلى تركيز وتكثيف للجهود، بينما يواجه الأطفال العائدين مشاكل، منها ما يتعلق بإضافتهم للسجلات المدنية ودمجهم في التعليم والمجتمع".

وأوضح علي سليمان المبروك، من شيوخ ووجهاء مدينة الرقة، ورئيس لجنة حل النزاع سابقا، لـ"العربي الجديد"، أن "العوائل التي غادرت مخيم الهول هي من النساء والأطفال ذوي السجلات الأمنية الخالية تماما من الانتهاكات، وسبب وجودهم في المخيم وجود صلة قرابة بينهم وبين عناصر في تنظيم "داعش" الإرهابي، سواء كن زوجات أو أمهات أو بنات، وهنّ لم يشاركن بأي عمل عسكري في صفوف التنظيم". 

وأشار المبروك إلى أن الدفعة الحالية هي الدفعة الرابعة التي تغادر مخيم الهول من سكان مدينة الرقة، وذلك منذ سيطرة "قسد" على المدينة، ليبلغ عدد الخارجين من المخيم 3254 طفلا وامرأة غادروا المخيم بكفالات عشائرية.

بدوره، أوضح الناشط الإعلامي مدين عليّان لـ"العربي الجديد" أنه منذ عام 2021 كان هناك مبادرات، منها مبادرة "تمكين"، والهدف منها دمج العوائل المغادرة لمخيم الهول في المجتمع في مدينة الرقة، ثم مبادرة "خيمة نحن أهل"، وساهمت إلى حد ما في دمج هذه العوائل ضمن المجتمع، مضيفا: "نرجو من منظمات المجتمع المدني والجهات المعنية في الرقة وضع برامج لدمج الأطفال في العملية التعليمية، وأيضا دمج النساء في المجتمع، كون فترة بقائهن في المخيم كانت فترة عصيبة، وتسببت بشرخ بينهن وبين المجتمع". 

المسؤولة الإدارية في مخيم الهول، جيهان حنان، أوضحت لـ"العربي الجديد" أنّ "هذه القائمة هي الحصيلة النهائية لأعداد المزمع إخراجهم"، مستدركة أنّ "عملية المغادرة تعوقها أحياناً الظروف الأمنية من جهة، ورفض بعض القاطنين الخروج في اللحظة الأخيرة، لأسباب تتعلق بهم".

وأشارت حنان إلى أنّ "عملية الخروج هي بمبادرة وتنسيق بين "الإدارة الذاتية" ومجلس الرقة المدني، الذي سيعمل على استلامهم بعد عودتهم".

ويضم مخيم الهول نحو 55 ألف شخص، بينهم 2.423 من عائلات عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي المنحدرين من نحو 60 دولة، غالبيتهم من السوريين والعراقيين، وفق إحصائيات رسمية لإدارة المخيم.

المساهمون