عشرات الضحايا ودمار واسع في فيضانات أفغانستان

عشرات الضحايا ودمار واسع في فيضانات أفغانستان

20 مايو 2024
خلفت الفيضانات دماراً هائلا في إقليم غور الأفغاني (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شمالي أفغانستان يشهد هطول أمطار غزيرة مما يزيد من خطر الفيضانات الجارفة في مناطق تفتقر لإمكانات الإنقاذ، مع تأثر مدينة فيروز كوه ومديريات أخرى بغمر آلاف المنازل والمتاجر.
- وزارة مواجهة الكوارث والأزمات الطبيعية تؤكد خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بولاية غور، مع تسجيل أكثر من 50 قتيلاً وتدمير نحو ألفي منزل كلياً وأربعة آلاف جزئياً.
- الفقر وقلة الوعي بين المواطنين يعقدان جهود الإنقاذ، مع تدمير الطرق وانقطاع الاتصالات، مما يصعب حصر الخسائر بدقة في ولايات بغلان وتخار وبادغيس، التي شهدت أضراراً جسيمة وخسائر بشرية كبيرة.

يتواصل هطول الأمطار الغزيرة على شمالي أفغانستان، وسط توقعات للأرصاد الجوية بتزايد الفيضانات الجارفة في المنطقة التي تعاني نقصاً كبيراً في إمكانات الإنقاذ، في ظل تزايد الخسائر في الأرواح والممتلكات، ورغم أن الحكومة تبذل جهوداً حثيثة لإنقاذ الناس، إلا أن تدمير الطرق يعيق ذلك.
وتؤكد مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، أن مياه الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة غمرت آلاف المنازل والمتاجر في مدينة فيروز كوه، مركز إقليم غور، وفي مديريات تولك، ومرغاب، وسرجنكل، كما خلفت خسائر في الأرواح بعدد من القرى النائية، لكن حتى الآن لا يمكن تقدير حجم الخسائر بشكل كامل.
يقول ريحان محمد، من مدينة فيروز كوه، لـ"العربي الجديد": "بعد هطول الأمطار دخلت المياه إلى المنازل والأسواق. المطر لم يكن غزيراً إلى هذه الدرجة، لكن كانت الفيضانات قوية، وكان الناس منتبهين في فيروز كوه، لذا كانت الخسائر في الأرواح محدودة، لكن الخسائر البشرية أكبر في المناطق النائية، خاصة الواقعة على ضفاف نهر هاريرود، حيث لم يجد الناس فرصة للهرب في بعض المناطق".
ويقول الناطق باسم وزارة مواجهة الكوارث والأزمات الطبيعية، الملا جانان سابق لـ"العربي الجديد": "هناك خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات من جراء الفيضانات في ولاية غور، والحكومة بصدد جمع المعلومات والأرقام الدقيقة حول الخسائر البشرية والمادية، لكن التقارير الأولية تشير إلى أن هناك أكثر من 50 قتيلاً، والحكومة تسعى بكامل إمكاناتها إلى إنقاذ الناس في المناطق التي جرفتها الفيضانات".
وأكدت وزارة المهاجرين والنازحين، في بيان، أنه إضافة إلى القتلى الذين تم العثور على جثامينهم، ثمة عشرات المفقودين في مختلف مناطق غور، وعمليات البحث مستمرة للعثور عليهم، والأرقام الأولية تشير إلى أن "الفيضانات دمرت نحو ألفي منزل بشكل كلي، ونحو أربعة آلاف منزل بشكل جزئي، كما تضرر نحو 2500 محل تجاري، علاوة على تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، كما أن معظم الطرق المؤدية إلى المناطق المتضررة دمرت، وانهارت الجسور المقامة عليها، وهذا يؤدي إلى تعثر عمليات الإنقاذ".

الصورة
دمرت الفيضانات مئات المنازل في ولاية بغلان (حفيظ الله حبيب/الأناضول)
دمرت الفيضانات مئات المنازل في ولاية بغلان (حفيظ الله حبيب/الأناضول)

ويقول الناشط الأفغاني في ولاية غور، كريم الله، لـ"العربي الجديد": "المشكلة الأساسية التي تسببت في الأضرار الكبيرة هي قلة الوعي لدى المواطنين. المنطقي في ظل الفيضانات أن يغادر الناس للنجاة بأنفسهم وأولادهم، لكن البعض، خاصة المقيمين على ضفاف النهر، يرفضون المغادرة، أو يغادرون في اللحظة الأخيرة، وعادة ما يتضررون. فضلاً عن ضعف الوعي، يتسبب الفقر في تفضيل الناس البقاء في منازلهم، إذ ليست هناك أماكن عامة تؤويهم، والتنقل من منطقة إلى أخرى يحتاج كلفة مالية لا يملكونها. الخسائر كبيرة، لكننا لا نملك حصرها لأن الطرق وعرة أو مقطوعة، وشبكات الهواتف لا تعمل بشكل جيد، وقد تتضح الأمور خلال يومين".
وبدأت موجة الفيضانات في أفغانستان منذ العاشر من مايو/أيار الماضي، حين غمرت المياه مناطق شاسعة في ولايات بغلان وتخار وبادغيس، وسجلت خسائر كبيرة في بغلان التي بلغت حصيلة القتلى الرسمية فيها 337 وفاة، فضلاً عن أكثر من 20 وفاة في ولاية تخار، وتتحدث مصادر محلية عن أرقام أكبر من الضحايا في الولايات الثلاث.

يقول ذين الله خان، من مديرية بوركه، لـ"العربي الجديد": "تحولت القرى إلى مستنقعات أوحال بسمك مترين إلى ثلاثة أمتار، وتحتها الكثير من الضحايا الذين يحاول الناس إخراجهم بجهود فردية، ووجدت جثث في الطرقات التي كان العمال يحاولون تنظيفها، والحكومات المحلية تعمل بكل ما لديها من وسائل".
ينقل التاجر نذير أحمد، المواد الغذائية إلى شمال البلاد، ولديه مكاتب في العديد من الولايات، من بينها ولاية بغلان، ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "خسائر التجار المادية كبيرة، فقد دمرت عشرات الأسواق ومئات المحال التجارية، ولا اهتمام بهذا القطاع، وهذا أمر طبيعي في بلد كأفغانستان، والأولوية كانت إنقاذ الناس ثم مساعدة المنكوبين. حسب المعلومات الأولية، دمرت الفيضانات أكثر من 2500 متجر في ولاية غور وحدها، كما دمرت الفيضانات عشرات الأسواق في مدينة فيروز كوه، ما يعني تدمير كلّ البضائع داخل المحال التجارية".

المساهمون