عائلة الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد تطالب بنقله إلى مستشفى مدني

07 ديسمبر 2022
مظاهرة تطالب بالإفراج عن الأسير ناصر في رام الله (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -

أطلقت عائلة الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد، المصاب بالسّرطان، نداءً تطالب فيه الصليب الأحمر الدولي بأخذ دوره، والتدخل لنقله من سجن "الرملة" إلى مستشفى "مدني" وإبقائه فيه، ليتسنى لهم زيارته ووداعه، بعدما أصبح من غير الممكن طبياً إحضاره إلى غرفة الزيارة.

وقال ناجي أبو حميد، شقيق ناصر، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد": "لم نعد نطالب بالإفراج عن ناصر، كبقية الأسرى، لكن نريده أن يموت وأمه بجانبه، تواصلت شخصياً مع الصليب الأحمر، ووعدوا بمتابعة الأمر، لكنني أعتقد أن ذلك من باب رفع العتب، ونحن لا نعوّل عليهم كثيراً".

وأشار أبو حميد إلى أن العائلة حاولت الضغط باتجاه أن يُنقَل ناصر إلى مستشفى مدني، و"تواصلت مع منظمة أطباء لحقوق الإنسان، ووزارة الخارجية والمغتربين، ومع المندوب السامي لحقوق الإنسان، ولكن حتى الآن لا يوجد أي تجاوب في قضية ناصر".

من جانبه، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، إن "زيارة عائلة أبو حميد الماضية لناصر لم تدم أكثر من عشر دقائق، رغم أنه كان موصولاً بالأوكسجين، وعلى كرسي متحرك، ثم سحبته إدارة سجون الاحتلال من غرفة الزيارة، لتدهور حالته الصحيّة".

وتابع النادي: "إن ناصر أقرب إلى كونه يعيش في غيبوبة بسبب مضاعفة المسكنات، وأيضاً تجري تغذيته من طريق الوريد، والحركة لديه انعدمت بنسبة تزيد على 90%"، فيما أشار النادي إلى أن زيارة ناصر القادمة ستكون في الـ15 من الشهر الجاري.

بدوره، نقل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية كريم عجوة، وفق بيان للهيئة، صباح الأربعاء، تفاصيل الوضع الصحي للأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد، الذي بات يُصارع المرض بجسد منهك داخل ما يسمى "عيادة سجن الرملة".

وأوضح عجوة، نقلاً عن لسان الأسير محمد أبو حميد، شقيق الأسير ناصر، الموجود إلى جانب أخيه لرعايته، أن "الحالة الصحية للأسير ناصر دخلت منحنى خطيراً جداً، وتتفاقم بسرعة، فهناك انتشار واسع للخلايا السرطانية في أنحاء جسده كافة، التي سبّبت له تلفاً كاملاً بالرئة اليسرى، وبالتالي أفقدها القدرة على القيام بوظائفها الطبيعية".

وبات ناصر، وفق شقيقه، يعاني أخيراً من خروج سوائل خطرة على كلتا رئتيه، وفقد الحركة بنحو شبه كامل في أطرافه، ويلازم السرير، مع الدخول في نوبات نوم عميقة، كذلك فإنه يشتكي من تسارع في نبضات القلب وانخفاض حاد بنسبة الدم والوزن، وفقدان للشهية، وفقد القدرة على تمييز ما يدور حوله، وتلازمه أنبوبة الأكسجين دائماً.

وأكد شقيق الأسير ناصر لمحامي الهيئة عجوة، أن الورم الموجود في الجهة اليسرى من جسد أخيه، وبالتحديد في منطقة الصدر، بارز وواضح، لافتاً إلى أنه مع دخول شقيقه هذه المرحلة الحرجة من المرض، أصبح من الصعب علاجه، حتى المسكنات التي يتلقاها باتت بلا جدوى.

وناشد الأسير محمد أبو حميد مجدداً، بشكل عاجل، المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية والعربية، ضرورة التدخل السريع للضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن شقيقه ناصر قبل خسارته، فمع مرور الوقت، وبالتزامن مع سياسة القتل الطبي المقصود التي تعرض لها خلال السنوات الماضية، وما زال ضحية لها، فهو يقترب بذلك من عتبة الشهادة.

والأسير ناصر أبو حميد واحد من 24 حالة يعاني أصحابها مرض السرطان والأورام بدرجات متفاوتة، بل يُعتبر من أصعب الحالات المحتجزة داخل سجون الاحتلال. ويوجد في سجون الاحتلال أكثر من 600 أسير مريض يعانون أمراضاً مختلفة، في ظل حالة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال.

ونهاية الشهر الماضي، أكد نادي الأسير الفلسطيني أنّ تدهوراً إضافيّاً طرأ على الوضع الصحيّ للأسير أبو حميد، حيث بات يُعاني من وضع صحيّ حرج، بعدما بينت الفحوص الطبيّة الأخيرة أنّ جسده امتلأ بالماء، ووصل إلى الرئة، وذلك عدا عن أنّه يُعاني أخيراً صعوبة بالغة في النطق، فإنّ المدة التي يمكّنه أن يبقى دون الاستعانة بأنبوبة الأكسجين لا تتجاوز الدقيقتين، وذلك جرّاء الصعوبة البالغة في التّنفس، التي تفاقمت مع وصول الماء إلى الرّئة.

وأوضح نادي الأسير أنّ التدهور المستمر على وضعه الصحيّ يتسارع بنحو كبير مقارنة بالفترة الماضية، واليوم يعيش فقط على المسكنات ومهدئات الآلام، بعد أن قرر الأطباء إيقاف العلاج الكيميائيّ.

يذكر أن الأسير أبو حميد تعرض ولا يزال لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) على مدار سنوات اعتقاله، وبدأ وضعه الصحيّ يتراجع بشكل واضح في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي، وفي حينه جرى الكشف المتأخر عن إصابته بسرطان في الرئة جرّاء مماطلة إدارة السّجون في إجراء الفحوص الطبية  اللازمة له، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم من مرحلة صحية حرجة للغاية، وأشارت تقارير طبية إلى أنه في أيامه الأخيرة.

يُشار إلى أنّ الأسير أبو حميد (50 عاماً) من مخيم الأمعري في جنوب مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية محكوم بالسّجن المؤبد 7 مرات و50 عاماً، واعتقل عدة مرات قبلها، وله أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد، ثلاثة منهم اعتقلوا معه إبان انتفاضة الأقصى، وهم نصر، ومحمد، وشريف، ولهم شقيق خامس اعتقل عام 2018، وهو إسلام، الذي يواجه كذلك حُكماً بالسّجن المؤبد، و8 سنوات، وشقيق آخر شهيد، وهو الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي ارتقى عام 1994.

تعرضت والدتهم مرات عديدة للحرمان من زيارتهم، عدا عن التنكيل الذي لحق بالعائلة على مدار عقود مضت، كذلك فإنهم فقدوا والدهم خلال سنوات أسرهم، وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.

المساهمون