طالبان تخفّض رواتب النساء

20 يونيو 2024
تتولى نساء إعالة أسرهن (واكيل كوهسار/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زعيم طالبان أصدر مرسومًا يخفض رواتب النساء العاملات في القطاع الحكومي بأفغانستان إلى 5000 أفغانية، مما أثار خيبة أمل وقلق بينهن، خصوصًا اللواتي يعولن أسرهن.
- بعض النساء أفدن بتلقيهن الراتب المخفض بالفعل، رغم تأكيدات الحكومة بأن المرسوم لم يطبق بعد، مما يزيد من مخاوف تخفيض الرواتب لجميع النساء العاملات قريبًا.
- قصص مثل قصة هوسي سعيد تبرز الأثر المالي والشخصي العميق للمرسوم، حيث تواجه النساء صعوبات مالية جمة، مما قد يضطرهن لاتخاذ قرارات صعبة لتأمين الحياة الأساسية.

من بين التطورات الجديدة التي شهدتها أفغانستان والتي تشغل بال النساء، هو مرسوم زعيم طالبان الملا هيبت الله أخوند زاده الذي يتضمن تخفيض رواتب النساء العاملات في الحكومة إلى خمسة آلاف أفغانية فقط (70 دولاراً فقط)، بغض النظر عن مراتبهن الوظيفية وعملهن. قرار خيّب آمال النساء العاملات في الحكومة، وخصوصاً أن الكثيرات يتولين إعالة أسرهن، وكن يتقاضين رواتبهن رغم منع طالبان عملهن.
وطالب زعيم طالبان الحكومة الأفغانية بتخفيض رواتب النساء اللواتي تم توظيفهن من الحكومة السابقة إلى خمسة آلاف أفغانية، على أن تأخذ جميع النساء بغض النظر عن أعمالهن ووظائفهن هذا الراتب، كما طلب من الحكومة إجراء تعديلات في الميزانية من أجل تطبيق المرسوم الجديد له.
وعلى الرغم من أن المصادر الحكومية تؤكد أن المرسوم لم يطبق بعد، وأنها تعمل على وضع آلية للتطبيق، إلا أن بعض النساء العاملات سابقاً في الحكومة واللواتي كانت طالبان تدفع لهن الرواتب، يقلن إنهن لم يستلمن الراتب كاملاً خلال الشهر الجاري، ولم يتجاوز خمسة آلاف أفغانية، ما يشير إلى أن المرسوم طبق بحق هؤلاء. أما أولئك اللواتي يعملن، وهن قلة، فقد حصلن على رواتبهن كاملة الشهر الماضي، إلا أن الحديث حول تخفيض رواتبهن يجري في أروقة طالبان، وبالتالي هناك خشية من تقليص رواتبهن أيضاً.
كانت هوسي سعيد تعمل في وزارة الحج والإرشاد والأوقاف سابقاً، قبل أن تضطر إلى المكوث في المنزل منذ سيطرة طالبان على الحكم، وكانت تتقاضى راتبها كاملا منذ ذلك الحين وهي جالسة في المنزل، ولكن هذا الشهر حصلت على خمسة آلاف أفغانية فقط، ما وضعها في حالة قلق كبير.

تقول هوسي لـ"العربي الجديد"، إن المشكلة الأساسية "هي أن زوجي مريض وعاجز عن العمل، وكنت أعمل منذ سنوات طويلة في وزارة الحج والإرشاد والأوقاف. راتبي كان جيداً لكن طالبان عمدت إلى إيقافنا عن العمل. لم أعد أذهب إلى الوزارة. لكن من حسن حظي أنني كنت أتقاضى راتبي وأنا في المنزل. وفي الوقت نفسه، كنت أحيك الملابس وأكسب من الحياكة بعض المال لأتمكن من تأمين حاجيات المنزل. في الوقت الحالي، فإن قرار زعيم طالبان تخفيض رواتب الموظفات في الحكومة سيدمر حياتي. لدي زوج مريض يحتاج إلى الدواء والغذاء والكثير من الرعاية الصحية. من أين سأجد كل ذلك؟".
تضيف هوسي أنها لم تكن تتوقع أن تقدم طالبان على وقف أو تقليص راتبها، بل كانت تنتظر أن تدعوها في يوم من الأيام إلى العمل بعدما قضت سنوات في التعليم. ثم عملت سنوات عدة في الوزارة ولديها خبرة كافية في العمل. لديها أولاد يحتاجون إلى من يعيلهم ويصرف عليهم، وتقول: "كنت الوحيدة التي تتقاضى راتباً وتصرف على الأطفال وعلى زوجي أيضاً".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتؤكد أنه في حال استمرار طالبان في سياستها الحالية وأوقفت راتبها أو قلصته، فستكون مضطرة لأن تبيع منزلها الوحيد الذي اشتراه زوجها بصعوبة كبيرة. حينها سوف تضطر لأن تستأجر منزلاً لنفسها، وهي تدفع بدل إيجار المنزل، ويمكن أن تستمر بالاستدانة. 
وهذا حال عاكفة طيب، التي تخرجت قبل خمس سنوات من إحدى الجامعات الخاصة، وحصلت على عمل في وزارة الحج والإرشاد والأوقاف. لم تتزوج بعد، إلا أنها تتحمل مسؤولية والدتها وأشقائها. كان راتبها جيداً ويساعدها على إعالة أسرتها. كانت قد أرجأت فكرة الزواج بانتظار أن يصبح أشقاؤها قادرين على تدبر أمور المنزل وإعالة الأسرة. لكن بعد مجيء طالبان وسيطرتها على البلاد، منعت من العمل والذهاب إلى الوزارة، لكن حكومة طالبان كانت تدفع لها الراتب كل شهر، إلا أنها كانت تخشى ألا تستمر الحركة في دفع الرواتب طويلاً، إلا إذا سمحت لها بالعمل والذهاب إلى الوزارة، وما كانت تخشاه حصل فعلاً.
تقول عاكفة لـ"العربي الجديد": "أمي كبيرة في السن وأشقائي صغار لا يزالون يتعلمون في المدرسة، أكبرهم يدرس في الثانوية. من هنا، من الصعب علينا جداً متابعة أمور المنزل. أحتاج إلى عمل، لكن أين؟ أريد الذهاب إلى عملي نفسه الذي كنت أعمل فيه قبل مجيء طالبان. أحب عملي، وعلى طالبان أن تسمح لنا بذلك، أو أن تدفع الراتب على الأقل حتى يكبر أشقائي ويبدأوا العمل". 

المساهمون