شتاء النازحين في خيام شمال غربي سورية.. أمطار وبرد وأمراض

شتاء النازحين في خيام شمال غربي سورية.. أمطار وبرد وأمراض

09 مارس 2024
أطفال في مخيمات إدلب (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

رغم اقتراب فصل الشتاء من نهايته شمال غربي سورية وعودة الارتفاع التدريجي لدرجات الحرارة، إلا أنّ أواخر الفصل تبدو صعبة على النازحين في خيام المنطقة، لا سيما مع استمرار هطول الأمطار منذ ليل الجمعة وحتى مساء اليوم السبت، مما يجدد معاناة النازحين حتى توقف آخر قطرة مطر عن الهطول.

حليمة الصطوف (31 عاماً) لم تجد حلاً بديلاً عن مغادرة خيمتها في منتصف الليلة الماضية، موضحة خلال حديثها لـ"العربي الجديد" أن الأمطار حاصرت خيمتها الواقعة على أطراف مدينة الدانا شمالي محافظة إدلب، مما اضطرها إلى الانتقال إلى خيام أقربائها بعد أن خرقت المياه الخيمة والمفروشات وأصابت أطفالها النائمين بالبلل.

تقول حليمة إن أطفالها الثلاثة أصيبوا بالتهاب قصبات حادة ونوبات ربو بعد تعرضهم لمياه الأمطار والبرد طوال الليل، وخاصة بعد خروجهم من الخيمة وقطع مسافة ليست قصيرة تحت المطر للوصول إلى خيمة أقربائهم، واضطرت اليوم لتعطيلهم عن المدرسة وإسعافهم إلى أقرب مستشفى من أجل تقديم جلسات رذاذ لهم.

تشكو الصطوف حالها وحال الكثيرين في الخيام البالية مع كل منخفض جوي، فلا سقف يقي المطر ولا أرضية عالية تمنع تسرب المياه والحال يتجدد كل مرة، موضحة أن معاناتها ليست فقط في حالة التشرد التي تعيشها وعائلتها وإنما أيضاً من الأمراض التنفسية التي استقرت في صدور أطفالها منذ نزوحهم عن بلدتهم حيش جنوب إدلب وسكنهم في غياهب مخيمات ضاعفت من معاناتهم.

أما سمر العبدو المقيمة في مخيم للنازحين بمنطقة دير حسان، فتقول لـ"العربي الجديد": "لا يمكن القول إن فصل الشتاء انتهى حتى تزول أمراض الشتاء نهائياً، اليوم صباحاً هطلت أمطار غزيرة للغاية، أحمد الله أن الخيمة لم تتسرب المياه إليها، كون التراب شكّل حاجزاً أمام المياه، والشادر أيضاً فوقها منع التسريب. لكن ما أعانيه في الوقت الحالي، أن ابني الكبير، بعمر 7 أعوام، يعاني من السعال منذ حوالي أسبوع، لم تجد الأدوية نفعاً معه وعند اقتراب حالته من التحسن انتكس من جديد اليوم بسبب البرد عندما ذهب إلى المدرسة".

وأضافت العبدو "ذات المشاكل تتكرر مع حلول أي فصل شتاء، الأولاد يمرضون ونعاني من البرد والمطر، سئمنا الحديث عن تقصير المنظمات الإنسانية وعن الخدمات الطبية، وتعبنا من الحياة التي نعيشها هنا، نريد العودة إلى بيوتنا، الحياة في الخيمة مذلة، لا نشعر بالدفء أبداً خلال فصل الشتاء ونكاد نختنق من المدفأة والبلاستيك، هذه ليست حياة، إنها تشرد ومجرد أيام تمضي. أقله في البيت لا يمرض الأطفال عند الدوام في فصل الشتاء".

لا يختلف الحال مع برهوم الشواف السبعيني الذي يقيم في مخيمات دير حسان شمال إدلب في بقعة أرض سرعان ما تغمرها المياه مع كل منخفض جوي. ويعاني المسن الشواف المرض والزكام والأمراض التنفسية جراء البرد واستخدام وسائل تدفئة غير صحية جراء الفقر وانعدام الدخل، ويقول إن الوضع يزداد سوءاً عاماً بعد عام دون أي تحسن يطرأ على الأحوال، ويتساءل عمن يستفيد من المشاريع السكنية التي يسمع عنها هنا وهناك طالما أنه ما زال يعاني مع أمثاله المسنين والعجزة والأرامل سكن الخيام وصعوباتها، وخاصة وسط فصل الشتاء والبرد والمطر.

ويعيش أكثر من أكثر من مليونين و16 ألف نازح ضمن 1,873 مخيماً، بينهم 903,604 نساء و887,192 طفلاً، إضافة إلى 83,784 من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفق آخر إحصائيات صادرة عن فريق منسقو استجابة سورية، الذي يعنى بتقديم إحصائيات ومتابعة الأوضاع الإنسانية للنازحين وتقييم احتياجاتهم في المنطقة شمال غربي سورية.

المساهمون