سورية: 100 إصابة بالتهاب الكبد في ريف طرطوس
سجلت مديرية الصحة التابعة لحكومة النظام السوري في محافظة طرطوس أكثر من 100 حالة إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي جراء تلوث مياه الشرب والري الزراعي واختلاطها بمياه الصرف الصحي في قرية بعمرة بناحية صافيتا.
وقالت صحيفة "الوطن"، التابعة للنظام السوري، إن عدد المصابين بالتهاب الكبد المسجلين لدى مديرية الصحة في طرطوس تجاوز الأسبوع الماضي حاجز المائة إصابة في قرية بعمرة التابعة لناحية صافيتا في ريف طرطوس، موضحة أن الإصابات سببها شرب المياه من بئر بعمرة الجديدة التي تلوثت بمياه الصرف الصحي إضافة إلى أكل المزروعات المروية بهذه المياه الملوثة.
وفي حين لم تحدد الصحيفة نوع الالتهاب المذكور ودرجته، قالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن التلوث يسبب عادة الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي من الدرجة "a" وهو الذي سجلته مديرية الصحة، وانتقال المرض يكون عن طريق العدوى بالتعرّض لسوائل ملوثة بالفيروس.
تلوث بئر بعمرة
وبحسب الصحيفة، تعمل بئر بعمرة الجديدة قرب مدرسة (بيت دقيق) وتبلغ غزارتها 70 متراً مكعباً بشكل سليم عدة أشهر من السنة وبقية الأشهر تسال مياهها على الطريق بسبب تلوثها بالصرف الصحي الذي مصدره مجرور الصرف الصحي في حي البازار في صافيتا، مشيرة إلى أن المجرور الواصل بين صافيتا ومنطقة العقبة يشكل ساقية مكشوفة تعتمد عليها عدة مشاريع لسقاية مزروعاتها، وهذا يؤدي إلى الإصابة بحالات التهاب الكبد.
ونقلت الصحيفة عن مواطنين أن بئر بعمرة القديمة وغزارتها 70 متراً مكعباً في الساعة أيضا، تخرج عن الخدمة عند بداية موسم عصر الزيتون بسبب تصريف المعاصر مخلفات عصر الزيتون (الجفت) في مجرى نهر الأبرش المؤدي إلى بحيرة سد الباسل.
وأوضح المواطنون أن "بئر الشيخ محمود" التي غزارتها 60 متراً مكعباً، هي الوحيدة الصامدة في وجه التلوث اليوم، مشيرين إلى أن "مديرية الصحة لم تتحرك كما يجب لمعالجة حالات التهاب الكبد في بعمرة رغم تسجيل أكثر من مئة حالة لديها بحجة ترك الأمر لمناعة القطيع حيث إن كل من شرب من المياه الملوثة سوف يصاب!".
التلوث يصيب سدوداً كاملة
وأكد مصدر من الشركة العامة للصرف الصحي في طرطوس، لـ"العربي الجديد"، أن مشكلة التلوث لا تنحصر في منطقة معينة بريف طرطوس وهناك الكثير من مصادر مياه الشرب والري ملوثة بمياه الصرف الصحي وذلك بسبب تعطل أجزاء كبيرة من الشبكات وعدم صيانتها على مدار السنوات الماضية.
وأضاف المصدر أن الإهمال سببه توجيه النظام كافة مقدراته إلى الملف العسكري والحرب، مضيفا أن هناك سدودا كاملة تعاني من التلوث مثل سد "الدريكيش" الواقع على نهر قيس، كذلك سد الباسل جنوب ناحية صافيتا، وذلك بسبب مياه الصرف الصحي التي تصب فيه، وعدم توجيه هذه المياه إلى محطات معالجة قبل ذلك.
وبحسب المصدر نفسه، يخدم سد الدريكيش منطقة الدريكيش وفيها سبع قرى ومدينة تعتمد بالدرجة الرئيسية في أعمال الري الزراعي على مياه السد التي تتجمع أيضا فيها مياه العديد من الينابيع.
وأكد المصدر أيضا على أن سد دريكيش مخصص أساسا لمياه الشرب وليس للري الزراعي، والتلوث فيه يهدد بانتشار الأوبئة في حال الشرب أو الري الزراعي، وخاصة في ظل انتشار أوبئة في مناطق سيطرة النظام مثل التهاب الكبد والكوليرا.
وكانت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري قد أعلنت أمس أن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة بوباء الكوليرا بلغت 1609 إصابة في عموم مناطق سيطرة النظام، من بينها 10 حالات فقط في طرطوس.
