سورية: الألغام تسبب مزيداً من الخسائر ولا حلول واضحة من النظام

سورية: الألغام تسبب مزيداً من الخسائر ولا حلول واضحة من النظام

29 مارس 2023
حملة للكشف عن الألغام وإزالتها في حقل شمال حماة (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

أصيب 6 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة ونفقت عشرات الأغنام، مساء الثلاثاء، جراء انفجار ألغام أرضية من مخلّفات الحرب بين النظام وتنظيم "داعش" في مناطق متفرقة بالبادية السورية، كما نجا آخرون بعدما وجدوا أنفسهم ضمن حقل ألغام كشفته الرياح التي جرفت التراب.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ خمسة مدنيين كانوا يعملون في جمع فطر الكمأة في منطقة ناظرة بريف دير الزور الغربي الخاضع للنظام السوري وقعوا في حقل ألغام، إذ انفجر لغم ما أدى إلى إصابتهم جميعاً بجروح متفاوتة الخطورة. وذكرت المصادر أن المدنيين جاؤوا من قريتي الخريطة والبغيلية وهم من عشيرة البوسرايا.

وفي دير الزور أيضاً، نفق أكثر من 52 رأساً من الغنم كان راعيها يسوقها في قرية المجاودة بناحية البوكمال جراء انفجار لغم بها، وذكرت المصادر لـ"العربي الجديد" أن الراعي نجا من اللغم لأنه كان على الطريق المعبد، بينما كانت الأغنام تسير على الحافة وكان اللغم قد زرع هناك، ورجّحت المصادر أن اللغم مضاد للدروع وليس للأفراد لأن حجم انفجاره كان كبيراً وقتل أغناماً على مسافات متباعدة.

وفي غضون ذلك، أصيب شخص في الأراضي البعلية بمحيط قرية معدان شرقي الرقة أثناء عمله في جمع الكمأة نتيجة انفجار لغم، وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن الانفجار أدى إلى جروح خطيرة في قدم المصاب.

ومنذ بداية العام الجاري، قُتل وجرح قرابة مائة شخص بينهم نساء وأطفال جراء انفجار الألغام في البادية الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، فيما يبدو أن هناك الكثير من حقول الألغام التي ماتزال مجهولة وتؤدي إلى موت المدنيين.

وقال محمد الهاشم (اسم مستعار) لمواطن في دير الزور فضل عدم التصريح باسمه الحقيقي لدواع أمنية، لـ"العربي الجديد"، إن مجموعة من الشباب من أصدقائه كانوا يعملون في جمع الكمأة ببادية البشري جنوب دير الزور، وهي منطقة خطرة إذ قد يحدث هجوم مباغت من خلايا "داعش" أو من عصابات السلب والنهب، وفي تلك الأثناء وجدوا حقل ألغام قد ظهرت ألغامه فوق التراب بسبب عمل الرياح الشديد في المنطقة الذي أدى إلى جرف التربة من فوقها، مؤكدا أنه لا توجد بين اللغم والآخر مسافة متر واحد فقط، وهو ما يزيد من خطورة الوقوع في مثل هذا الحقل.

وأوضح محمد أن أصدقاءه غادروا المنطقة بشكل فوري وعند إبلاغهم الجهات المسؤولة في دير الزور كان الردّ: عليكم ألا تخرجوا مرة أخرى إلى البادية وإلا سوف تنالون العقاب.

وقال إن قوات النظام، سابقاً، أعلنت عن حملات تمشيط في البادية بهدف تدمير حقول ألغام، لكن يبدو أن هذه الحملات كانت شكلية فقط، واليوم الذاهب إلى البادية مفقود والعائد مولود، فإذا فقد فهو إما مخطوف أو مقتول برصاص مجهولين أو بألغام ومخلفات الحرب.

ولا يبدو أن هناك حلولا واضحة من قبل النظام أو خطة محكمة لحل أزمة الألغام في البادية، إذ لم تعد تطاول المدنيين فقط بل أدت إلى تكبد قواته خسائر بالأرواح والعتاد أيضاً.

وبسبب الضائقة الاقتصادية وعدم وجود فرص عمل، يلجأ سكان في البلدات والمدن المجاورة للبادية إلى العمل في جمع الكمأة وهو نبات موسمي في هذه المناطق، يؤمن لهم دخلا في ظل غلاء الأسعار، لكن العشرات من السكان فقدوا حياتهم خلال البحث عن هذا الفطر، ومع ذلك يستمر آخرون في الخروج للتنقيب عنه رغم المخاطر.

المساهمون