حوادث الغرق في سورية: الخوذ البيضاء تنتشل جثة شاب من نهر العاصي

حوادث الغرق في سورية: الخوذ البيضاء تنتشل جثة شاب من نهر العاصي بعد 72 ساعة من البحث

20 مايو 2024
من عملية إنقاذ مائي نفّذتها الخوذ البيضاء في نهر العاصي، شمالي سورية، يوليو 2023 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "الخوذ البيضاء" تستجيب لزيادة حوادث الغرق في شمال غربي سورية، مع انتشال جثة شاب غرق في نهر العاصي، وتسجيل 26 حادثة غرق منذ بداية العام حتى 12 مايو، مما يؤكد على خطورة السباحة في المسطحات المائية غير الآمنة.
- العام الماضي شهد 101 حادثة غرق أدت إلى وفاة 44 شخصًا وإنقاذ 115 آخرين، مما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لتوعية المدنيين بمخاطر السباحة في الأنهر والبحيرات والعوائق الطبيعية مثل الحشائش والطين.
- تنفذ "الخوذ البيضاء" خطة شاملة للاستجابة للإنقاذ المائي تشمل تدريبات لمتطوعين وتحديد نقاط رصد وإنقاذ، بالإضافة إلى توعية المدنيين بأهمية اتباع قواعد السلامة، رغم التحديات المتمثلة في عدم اكتراث البعض بالتعليمات.

تمكّنت فرق منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) العاملة في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، من انتشال جثة شاب توفّي غرقاً في نهر العاصي، على مقربة من قرية التلول في ريف إدلب الغربي، وذلك بعد بحث استمرّ ثلاثة أيام. يأتي ذلك مع تزايد حوادث الغرق أخيراً، ولا سيّما مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب فصل الصيف، وبالتالي إقبال السوريين على السباحة في مواقع مائية غير آمنة.

وأفاد المتطوّع في "الخوذ البيضاء" مصطفى النجار "العربي الجديد" بأنّ حوادث الغرق تتزايد في مثل هذا الوقت من العام. وأوضح أنّهم استجابوا "منذ بداية عام 2024 حتى 12 مايو/ أيار الجاري لـ26 حادثة غرق، توفي فيها 10 مدنيين"، مشيراً إلى أنّ "فرقنا تمكّنت من إنقاذ ثلاثة أطفال" في هذا السياق. أضاف النجار أنّ "فرق الدفاع المدني السوري استجابت في عام 2023 الماضي لـ101 حادثة غرق في شمال غرب سورية، توفي فيها 44 شخصاً، علماً أنّ فرقنا أنقذت 115 شخصاً قبل فقدانهم حياتهم".

من جهته، قال مهند الصطوف، وهو نازح سوري من ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "السباحة في الأنهر والمسطحات المائية خطرة جداً، وبعد غرق أحد أقاربي، لن أعاود السباحة مجدداً في نهر العاصي". وأشار إلى أنّ "الحشائش تكثر والمياه باردة جداً مقارنة بمياه المسابح، كذلك، يعيق الطين الحركة في المياه وحتى الخروج منها".

وعن الحلول الممكنة للحدّ من أعداد الوفيات في المسطحات المائية والأنهر، أفاد النجار بأنّ "الحلّ الأمثل هو في يد أهلنا المدنيين، بامتناعهم عن السباحة في المسطحات المائية لأنّها خطرة وغير قابلة لذلك، خصوصاً بحيرة ميدانكي القريبة من مدينة عفرين"، علماً أنّها في العادة "مقصد لأعداد كبيرة من السكان في فصل الصيف، بغرض الاستجمام والسباحة". وأكد أنّه في هذه البحيرة "لا تُتَّبع قواعد السلامة ولا يحضر الناس معهم مستلزمات الأمان التي من شأنها أن تقي من الغرق".

وبيّن النجار أنّ "الخوذ البيضاء تنفّذ في كلّ عام خطة شاملة للاستجابة لعمليات الإنقاذ المائي، من خلال تدريبات عملية لمتطوّعي فرق الإنقاذ المائي قبل اشتداد درجات الحرارة. كذلك، تحدّد نقاط رصد وإنقاذ دائمة عند المسطحات المائية الأكثر اجتذاباً للناس في موسم الصيف، مثل بحيرة ميدانكي في عفرين وبحيرة عين الزرقاء في ريف إدلب الغربي".

وتابع النجار: "فرقنا تواصل عملها لتوعية المدنيين بخطر السباحة وخطر التعامل مع حوادث الغرق من دون دراية كاملة بأساسيات الإنقاذ المائي. وهي تعمد إلى نشر مواد إعلامية للتوعية باستمرار، من أجل التشديد على خطر السباحة في المسطحات المائية في شمال غرب سورية من دون اتّباع قواعد السلامة". لكنّه لفت إلى أنّه "على الرغم من حملات التوعية المتنقّلة والمنشورات التعريفية التي يوفّرها الدفاع المدني، فإنّ ثمّة أشخاصاً لا يكترثون بالتعليمات المقدّمة، لعدم توفّر قوانين رادعة للسباحة في البحيرات والأنهر الخطرة".

وعند سؤال النجار عن تحضيرات الخوذ البيضاء للاستجابة لمثل هذه الحوادث، قال إنّ "الدفاع المدني السوري يضمّ فرق إنقاذ مائي متخصّصة بالاستجابة لحوادث الغرق، وهو يرفد هذه الفرق بمتطوّعين إضافيين في كلّ فترة بحسب الحاجة مع تزايد حوادث الغرق. ويُصار إلى تدريب عناصر هذه الفرق على الغطس في كلّ الظروف الجوية، لتأكيد جهوزيّتهم الدائمة للاستجابة إلى أيّ نداء من أهلنا المدنيين".

المساهمون