أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، أمس الإثنين، وصول الموجة الخامسة من جائحة كورونا، وضرورة التحسّب من تفشيها خلال الأسابيع المقبلة، لكنه فشل، حتى الآن، في إقناع مواطنيه بالاستجابة لدعوات تكثيف تلقي اللقاح، وعدم السفر إلى الخارج، في ظل تخبط واضح للحكومة بشأن الخطوات اللازم اتخاذها.
ويأتي هذا التخبط في ظل ضعف مصداقية رئيس الحكومة، وعدم حسم ملف الجائحة بعد أن تبين قبل ثلاثة أسابيع أنه في الوقت الذي نصح فيه الإسرائيليين بعدم السفر للخارج فإنه لم يلتزم بهذه التوصية، إذ سافرت زوجته غليت بينت، بعد أيام معدودة مصطحبة معها أبناءها.
ومع تحذير بينت من خطر الجائحة، إلا أنه لم يفلح في إقناع وزراء الحكومة باتخاذ قرار حاسم حول الخطوات اللازمة للمواجهة، مثل اتباع سياسة "المسار الأخضر" في المجمعات التجارية، والذي يقضي بمنع من لم يتلقوا جرعة اللقاح الثالثة من دخول المجمعات.
وكشفت مستوطنة "معاليه أدوميم"؛ الواقعة شرقي القدس المحتلة، عن تسجيل أكثر من 183 إصابة في مدارس المستوطنة، وقالت وزارة الصحة إنها سجّلت، أمس الإثنين، 1013 إصابة جديدة، وارتفع عامل الإصابة من 1.08 في الأسبوع الماضي إلى 1.22 أمس، وبلغ عدد المصابين بالمتحور "أوميكرون" 1159 شخصاً، من أصل 7230 مصاباً بفيروس كورونا.
في غضون ذلك، لم تستطع الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماع "كابينت كورونا" التوصل إلى اتفاق حول الخطوات الواجب اتخاذها، باستثناء الإعلان عن إضافة دول جديدة يحظر السفر إليها، من بينها الولايات المتحدة، وتركيا، وبلجيكيا، وألمانيا، والمغرب، وكندا، وسويسرا، والبرتغال، وإيطاليا، في إشارة إلى أن العائدين من الخارج هم السبب الرئيسي في انتشار المتحور الجديد، واستمرار تفشي الجائحة.
ويواجه نفتالي بينت صعوبات في إقناع منظمة أولياء الأمور بإبقاء التلاميذ الذين لم يتلقوا اللقاح في البيت، وأن يتلقوا التعليم عن بعد، كما رفضت وزارة التربية والتعليم اقتراحه بإعلان يوم إجازة لتطعيم التلاميذ بالجرعة الثالثة، أو منح من يتلقى اللقاح يوم إجازة قبل العودة إلى المدرسة.
إلى ذلك، يعارض أعضاء في الحكومة مقترحات العودة لسياسة الإغلاق، أو تحديد الدخول للمجمعات التجارية الكبيرة المغلقة، كما لم تلق دعوة المشغلين من القطاع الخاص إلى تحويل قسم من الموظفين للعمل من البيت تجاوباً، مثلها مثل دعوة الأهالي لإعطاء أبنائهم الجرعة الثالثة، وما زالت نسبة الإقبال على تلقي الجرعة الثالثة محدودة خلافاً لما كان عليه الحال في الجرعتين السابقتين.