حرب أفغانستان أهدرت تعليم طلاب أميركا

حرب أفغانستان أهدرت تعليم طلاب أميركا

29 ديسمبر 2021
عقدان ضائعان لأميركا في أفغانستان (كريستينا كويكلر/ فرانس برس)
+ الخط -

يتناول معالجون نفسيون، في تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي"، بسخرية عقدين من الاستثمار الأميركي في العنف الأفغاني، ويسألون ماذا يمكن أن تشتري 20 تريليون دولار بخلاف الحرب في أفغانستان؟
وانطلاقاً من رؤيتهم العميقة لضرر العنف على الناس والذي يتعاملون معه يومياً، يعتبر هؤلاء المعالجون النفسيون أن "كل حجج تحقيق السلام المطلق فارغة"، لذا يربطون العنف بالدرجة الأولى "باللامبالاة التي تسمح بازدهاره، فواضح أن عملية صنع القرار في إدارات الولايات المتحدة في ما يتعلق بالحرب استندت إلى أهداف غير واقعية، ومغالطات على صعيد التكاليف الباهظة، وتضليل للقيّم".
ويشير التقرير إلى أنه "إلى جانب تكاليف الخسائر البشرية التي تحددها تقديرات بـ2500 جندي و4000 متعاقد أميركي، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 2 تريليون دولار على العمليات المباشرة للحرب في أفغانستان، وتجاوزت قروضها لتمويل هذه العمليات 6.5 تريليونات دولار، إضافة إلى 2 تريليون دولار لتوفير الرعاية المستقبلية للمحاربين القدامى، و 6 تريليونات أخرى شملت جوانب أخرى من الحرب على الإرهاب". 
ويتابع: "في نتائج القفزات الأميركية إلى العنف التي لم تجلب أي ثمار، عانى الأفغان من تمويل واشنطن المجاهدين للمرة الأولى في بلادهم عام 1979 من أجل خوض الحرب الباردة مع دولة الاتحاد السوفييتي البائدة، وقُتل حوالى مليونين منهم وبات 1.5 مليون معاقين".

في المقابل، يتحدث التقرير عن أن "تسديد تكاليف إرسال كل طالب أميركي إلى الدراسة الجامعية والدراسات العليا خلال عقدين كان سيتطلب 1.8 تريليون دولار، في حين أن الموازنات السنوية لتمويل الصحة النفسية لا تتجاوز 225 مليار دولار، أي نحو واحد في المائة مما أنفقته الإدارات على جهود الحرب الأفغانية".
وفيما لم يكن حصاد نتائج هذه الحرب أكثر فائدة من إرسال كل طالب أميركي إلى الكلية، وإنشاء بنية تحتية وطنية شاملة لعلاج الصحة النفسية، ومواكبة جهود القضاء على السرطان والفقر والتشرد والتفاوتات العرقية والطبقية، يرى التقرير أنه "في المرة القادمة التي تواجه فيها الولايات المتحدة قرار نثر الموارد في حرب خارجية لا نهاية لها أو استثمارها في الشعب، ربما الأفضل أن تجمع الأخلاق والمصالح لتوجيه الناخبين بعيداً عن العنف ونحو المستقبل".
ويذكّر التقرير بقول الرئيس السابق دوايت دي أيزنهاور: "كل بندقية تصنع، وكل سفينة حربية تشيّد، وكل صاروخ يطلق يعني السرقة من جياع لا يأكلون ويعانون من البرد ولا يرتدون ملابس، وكلفة قاذفة ثقيلة حديثة هي مدرسة في أكثر من 30 مدينة".

المساهمون