حرائق هاواي: مشارح متنقلة ومعاناة البحث عن الجثث والمفقودين مستمرة

حرائق هاواي: مشارح متنقلة ومعاناة البحث عن الجثث والمفقودين مستمرة

16 اغسطس 2023
لا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين بسبب حرائق هاواي (Getty)
+ الخط -

تجاوزت حصيلة ضحايا حرائق هاواي، وهي الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة، 100 قتيل، وفق ما أعلنت السلطات، الثلاثاء، التي تواصل البحث عن الضحايا وباتت تتوافر لها مشرحة متنقلة في جزيرة ماوي، في وقت لا تزال فيه معاناة البحث عن الجثث والمفقودين مستمرة.

وقال حاكم الأرخبيل جوش غرين عبر التلفزيون، مساء الثلاثاء: "قتل حتى الآن 106 أشخاص. قلوبنا محطمة بسبب هذه الخسارة" البشرية، مشيراً إلى أن عمال الإغاثة الذين يبحثون بين أنقاض بلدة لاهاينا التي أتت عليها النيران بشكل شبه كامل، بمساعدة كلاب مدرّبة، لم يغطوا إلا حوالى ربع أراضي المنطقة، وما زالت أمامهم مساحة كبيرة لمسحها.

وتخشى السلطات من ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير، حيث لا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين، رغم تمكّن بعض السكان من تحديد مواقع أقاربهم مع استعادة الاتصالات تدريجياً في ماوي، بينما دُعي أقارب المفقودين إلى الخضوع لاختبار الحمض النووي للمساعدة في التعرف إلى الجثث.

الصورة
لاهاينا تدمرت بسبب الحرائق في ماوي (Getty)
أذاب الحريق في لاهاينا المعدن (Getty)

وتعد عملية البحث عن الجثث في مدينة لاهاينا، التي كان يبلغ عدد سكانها 12 ألف نسمة قبل الكارثة، عملاً شاقاً، حيث كان الحريق هائلا لدرجة أنه أذاب المعدن، وتسبب في تدمير أكثر من ألفَي مبنى وأحرق العديد من المنازل تماما.

ووصل، الثلاثاء، إلى جزيرة ماوي موظفون من وزارة الصحة الأميركية مع مشرحة متنقلة، بحسب ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس.

 ولا يزال السكان يعيشون في صدمة تسارع الحريق، إذ تقول أنيليز كوشران (30 عاما)، وهي واحدة من عشرات سكان لاهاينا الذين اضطروا لإلقاء أنفسهم في البحر هربا من النيران: "ما حدث، في رأيي، نتيجة إهمال".

لم تتلق الشابة التي فوجئت بالدخان الأسود، على غرار العديد من جيرانها، أي تنبيه. أمضت ثماني ساعات في المحيط قبل أن تنجو بعد تشبّثها بجدار صخري.

الصورة
احتراق لاهانيا (Getty)
تسبب الحريق في تدمير أكثر من ألفَي مبنى وأحرق العديد من المنازل تماماً في لاهاينا (Getty)

وخلال اندلاع الحريق لم تجد التحذيرات التي أطلقتها السلطات عبر الإذاعة والتلفزيون نفعا بالنسبة إلى كثر من السكان المحرومين من الكهرباء وانعدام التغطية. وبقيت صفارات الإنذار صامتة، ما اضطر السلطات للتحقيق في كيفية إدارة الأزمة.

كما تأخر في لاهاينا بعض رجال الإطفاء بسبب عدم وجود مياه في الخراطيم أو انخفاض شدة تدفقها، كما قدمت شكوى بحق شركة الكهرباء هاواي إلكتريك لأنها لم تقطع التيار الكهربائي، رغم ارتفاع خطر نشوب حريق والرياح العاتية المصاحبة لإعصار مر في جنوب غرب ماوي وهددت بالتسبب في سقوط أعمدة الكهرباء.

وتأتي حرائق ماوي عقب ظواهر مناخية قصوى أخرى في أميركا الشمالية هذا الصيف، حيث لا تزال حرائق غابات مستعرة في أنحاء كندا.

في كاهولوي، على الساحل الشمالي للجزيرة، يعد الطهاة تسعة آلاف وجبة يوميا، بمساعدة فريق كبير من المتطوعين.

وقال الحاكم إن السلطات تنوي تأمين ألفي مسكن في غرف فندقية أو مساكن خاصة لإيواء الناجين. ومن المرجح أن يستمر هذا البرنامج 36 أسبوعا على الأقل.

وستستغرق إعادة الإعمار وقتاً طويلاً، وتُقدّر كلفتها بحوالى 5.52 مليارات دولار، وفقاً للسلطات الفدرالية.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون