حرائق شرقي الجزائر: يوم أسود ومخاوف من خروج الوضع عن السيطرة

18 اغسطس 2022
فرق الإطفاء تسابق الزمن لإطفاء الحرائق (Getty)
+ الخط -

أعلنت السلطات الجزائرية، مساء الأربعاء، أن 26 شخصاً على الأقل قضوا في سلسلة حرائق اندلعت في مناطق سطيف والطارف والقالة وسوق أهراس شرقي الجزائر، قرب الحدود مع تونس.

وخرجت حرائق ولاية الطارف وسوق أهراس عن السيطرة بعد عجز فرق الدفاع المدني المدعومة بوحدات من الجيش والمتطوعين، عن إخماد النيران، حيث وصلت إلى المناطق السكنية في بعض البلدات على غرار مدينة القالة.

وقال وزير الداخلية الجزائري، كمال بولجود، في تصريح للتلفزيون الحكومي، إن الحرائق المهولة التي اندلعت الأربعاء، خلفت 26 قتيلا، بينهم 24 في ولاية الطارف، وضحيتان في ولاية سطيف، إضافة الى مئات الجرحى والمصابين. كما كشف الوزير عن تسبب الحرائق في إتلاف 800 هكتار من الغابات، بسبب اندلاع 106 حرائق منذ بداية الشهر الجاري، مشيرا إلى أن عددا من هذه الحرائق مفتعل، بحسب ما توصلت إليه التحقيقات، فيما تسببت الحرارة المرتفعة المسجلة منذ بداية شهر أغسطس/آب، في اندلاع أخرى.

في المقابل، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن عدد الضحايا في ولاية الطارف بلغ 32 شخصاً وأكثر من 100 مصاب، بينهم أطفال من الكشافة تفحموا عندما حاصرت النيران حافلة كانوا على متنها.

وقال الإعلامي، أنيس ملوك، الذي يقيم في منطقة الطارف، لـ"العربي الجديد" إن "الوضع كارثي ومخيف، هناك تسعة تجمعات سكنية في الحزام الغابي حاصرتها النيران، واضطر السكان إلى إخلاء مساكنهم"، مضيفا أن رئيس الحكومة، أيمن عبد الرحمن، ووزير الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد، ينتظر أن يصلا اليوم الخميس إلى ولاية الطارف للوقوف على الوضع الكارثي.

وفي إطار الجهود لتطويق النيران، كشف وزير الداخلية أنه تم تجنيد أكثر من 700 عنصر من الدفاع المدني وعشرات مركبات الإطفاء في عمليات إخماد الحرائق، مطالباً المواطنين "بالامتثال لتعليمات السلطات لإخلاء الأماكن المهددة بالنيران". وحذر بولجود بعض المواطنين من المغامرة بمواجهة النيران لإنقاذ ممتلكاتهم.

وأقر المسؤول الجزائري أن الحرائق في ولاية الطارف هي الأكثر خطورة والنقطة السوداء المتبقية، قائلا إن "وسائل الدولة مسخرة للتحكم في الحرائق، نحن نحاول التحكم في الحرائق، وما يصعب المهمة هو ارتفاع درجات الحرارة والرياح"، وتعهد بتجنيد كافة الإمكانات البشرية والمادية لإخماد الحرائق المندلعة، مشددا على أن الدولة لن تتخلى عن المتضررين الذين سيتم تعويضهم لاحقا.

وبرر بولجود عدم إقحام الطائرة المستأجرة من روسيا في إخماد الحرائق، (تم استئجارها لمدة ثلاثة أشهر)، بتعرضها لعطب قبل 3 أيام خلال تدخلها لإخماد حريق سابق، على أن يتم إصلاحها يوم السبت المقبل.

وتسود حالة من الخوف والهلع في أوساط سكان بلدات ولاية الطارف الحدودية خاصة، بسبب اقتراب النيران من مناطق سكنية، ما دفع المئات من السكان إلى إخلاء مساكنهم، حيث أظهرت صور وفيديوهات النيران وهي تأتي على منازل، فيما يحاول بعض السكان إنقاذ ما أمكن من المواشي. كما أظهر فيديو آخر وصول النيران الى محطة وقود.

وفيما أرسلت طائرات عمودية متخصصة في الإطفاء، أعلنت السلطات غلق الطريق السيار وعدد من الطرق المؤدية إلى الطارف والقالة، كما تم غلق الطرق المؤدية الى الحدود التونسية، منعا لوقوع ضحايا. ودعت قيادة الدرك المواطنين إلى عدم التنقل على هذه المسارات حتى إشعار آخر. كما بدأ الاستنجاد بفرق الدفاع المدني من الولايات للمساعدة في إطفاء الحرائق المهولة في ولاية الطارف.

وتتزايد الدعوات في الجزائر للتضامن مع سكان الولايات المنكوبة، لإسنادهم في هذه الظروف العصيبة، أسوة بالحملات التضامنية الكبيرة التي تمت العام الماضي خلال حرائق منطقة القبائل.

المساهمون