حادثة اختطاف في درعا تثير حراكاً غير مسبوق ضد الجناة

حادثة اختطاف في درعا تثير حراكاً غير مسبوق ضد الجناة

18 فبراير 2024
اختطاف رامي عبد الستار المفعلاني (فيسبوك)
+ الخط -

تعرض رامي عبد الستار المفعلاني (16عاما) المنحدر من قرية ناحتة بمحافظة درعا لعملية اختطاف في 11 فبراير/شباط الجاري، أثناء ذهابه للعمل برفقة والده، بالقرب من بلدة جدل الواقعة في منطقة اللجاة شرقي محافظة درعا والتي يقطنها عدد من عشائر البدو

وقال والد المفعلاني لمواقع إخبارية محلية؛ إن ثلاثة مسلحين مجهولين اعترضوا طريقهما وسلبوهما ما بحوزتهما من نقود وجوالات ثم اختطفوا ابنه رامي.

وظهر والد الشاب في فيديو مصور يطالب فيه الخاطفين بالإفراج عن ولده، كما دعا أهالي حوران لمساندته لكشف مصير ولده  والإفراج عنه، وذكر أن الخاطفين تواصلوا معه وطالبوه بفدية قدرها 75 ألف دولار. 

وبالرغم من تكرر حالات الخطف ودفع الفدية في محافظة درعا وفي الجنوب السوري عموما، إلا أن هذه الحادثة لاقت تعاطفاً كبيراً وتضامناً غير مسبوق من أهالي درعا. إذ توجه عدد من الوفود إلى بلدة ناحتة، وأصدر آل المفعلاني بيانا عبر فيديو مصور طالبوا فيه الخاطفين بالإفراج عن ولدهم فورا ودون شروط، كما دعوا عشائر اللجاة إلى الوقوف عند مسؤولياتهم والمساعدة في إطلاق سراحه. 

اختطاف للوقيعة بين العشائر؟

من جهتهم، أصدر أبناء العشائر في منطقة اللجاة بيانا أدانوا فيه عملية الخطف، وأعلنوا عن تشكيل قوة للبحث عن المخطوف مؤكدين تضامنهم ولفتوا إلى  ضرورة عدم الانجرار إلى أية فتنة بين الجانبين، مشيرين إلى أن بين أهالي حوران واللجاة علاقات متينة. 

وقال مفلح النزال، وهو من عشائر البدو في منطقة اللجاة لـ"العربي الجديد"؛ إن وراء عملية الخطف هذه أيادي مخابراتية، فمعظم بلدات اللجاة تحكمها مليشيات إيرانية وفصائل تتبع لحزب الله والأجهزة الأمنية السورية، وهذه الحادثة هي مقدمة لزرع الفتنة بين عشائر البدو القاطنين في المنطقة وأهالي بلدات حوران.

 

وأضاف نزال أن محاولات الوقيعة بين العشائر ليست جديدة على أجهزة الدولة، فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية نزاعات محلية بين أبناء عشائر البدو من جهة وعائلات من أهالي درعا من جهة أخرى، وشهدت عدة بلدات في محافظة درعا مثل بلدتي داعل وبصرى الشام وغيرهما، عمليات مداهمات لخيم يقطنها البدو وترحيل جماعي لبعضهم وكذلك ملاحقة عدد من المطلوبين منهم لأعمال سرقة وخطف أو قضايا جنائية، ومعظم هذا يتم بتخطيط وإشراف من الأجهزة الأمنية. 

اختطاف 14 شخصاً من أبناء العشائر

"الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا أرسل مندوبا إلى عائلة المفعلاني يعرض لهم خدمات الفيلق وكل ما يلزم لتحرير ولدهم ولو تطلب الأمر تدخلا عسكريا وتحريره بالقوة.

وردا على عملية الاختطاف، اختطف أفراد من عائلة المفعلاني أكثر من 14 رجلاً من أبناء العشائر، وذلك بعدما أرسل الخاطفون للعائلة صورا ومقاطع مصورة تظهر المخطوف يناشد عائلته لدفع الفدية وتخليصه من التعذيب الذي يتعرض له. 


وعُقد مساء أمس السبت اجتماع في بلدة ناحتة في درعا للوقوف على مجريات قضية اختطاف الشاب رامي عبد الستار المفعلاني، وضم الاجتماع وفوداً من وجهاء وأهال من عدة مدن وبلدات من محافظة درعا وبمشاركة اللواء الثامن واللجنة المركزية. وبحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فقد تم الاتفاق على منح مُهلة 24 ساعة للخاطفين في منطقة اللجاة للإفراج عن المخطوف رامي.

مطالب بالتهدئة في درعا

دعا أحرار عشائر الجنوب أهالي حوران إلى التهدئة والتريث وعدم الاعتداء على المدنيين، وأكد أحرار العشائر في بيان لهم أن أهالي اللجاة وعشائر البدو بريئون من أفعال الخونة والمأجورين، وأن دماء الخاطفين مهدورة عند كل أبناء العشائر، مطالبين أهالي ناحتة وآل المفعلاني بألا يتركوا المجال لمن يسعى إلى الفتنة، مؤكدين وقوفهم الكامل مع أهالي ناحتة لحين الإفراج عن رامي المفعلاني.

وصرح الإعلامي ركان مجيدل، ابن منطقة اللجاة، لـ"العربي الجديد"، بأن عمليات الخطف والخطف المضاد ستزيد من التصعيد بين الأهالي، ومن الممكن أن تشكل خطراً على حياة الشاب رامي، وأن المستفيد الأكبر هو الأجهزة الأمنية حيث سيقوم المتعاملون معها، والذين يحملون بطاقات أمنية، باستغلال الحدث ليصل إلى حد اللاعودة. 

من جهتها، رصدت عدة جهات حقوقية في تقارير لها اختطاف أكثر من 487 مدنياً في محافظة درعا منذ سيطرة السلطات السورية على المحافظة في شهر يوليو/تموز 2017، أُفرج عن 201 مختطف مقابل دفع فدية أو عمليات خطف مضاد وتبادل للمخطوفين، ولاقى حوالى 120 مدنياً حتفهم بعد الخطف، في حين يظل مصير أكثر من 180 آخرين مجهولا حتى الآن.

المساهمون