جزائريون يناصرون أهالي غزة: "القلوب بلغت الحناجر"

جزائريون يناصرون أهالي غزة: "القلوب بلغت الحناجر"

21 أكتوبر 2023
مسيرة في الجزائر لدعم الفلسطينيين (بلال بنسالم/ Getty)
+ الخط -

استعاد جزائريون بعد عملية طوفان الأقصى الصورة نفسها لهجمات 20 أغسطس/ آب 1955 في منطقة الشمال القسنطيني، شرقي الجزائر، لفك الحصار عن منطقة الأوراس حيث كان الاستعمار الفرنسي يحاصر الثوار.
"بلغت القلوب الحناجر. أكثر من الدعاء، نملك أن نمدهم بما استطعنا من المساعدات الواجبة"، يقول الشاب محمد كبيش، وهو موظف في قطاع الشباب، كان يتبرع بمبلغ من المال لدى هيئة إغاثية تتولى جمع الأموال والتبرعات لصالح فلسطين وإغاثة غزة. لا يشغل بال الجزائريين هذه الأيام أكثر من الأحداث والتطورات ألقائمة في غزة وكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، من خلال الصحف ومحطات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي. يرصد الجزائريون التطورات في كل مكان يكونون فيه ويتحدثون عن إنجازات المقاومة والجرائم الإسرائيلية.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وعلى غرار كل الشعوب العربية، تغلي قلوب الجزائريين مما يحدث من تطورات درامية، وآخرها مجزرة المستشفى المعمداني. ويتأرجح الموقف بين فرح بكل إنجاز تحققه المقاومة، والألم من جراء القصف الإسرائيلي للمدنيين في قطاع غزة. يتابع الجزائريون التطورات القائمة، ويستعيدون خط الثورة الجزائرية في مقاومة المحتل وصد المستعمرين الذين استولوا على الأرض والخيرات.

الاستعمار الفرنسي
وتفيد منشورات النخب الجزائرية بأن التطورات الراهنة تشبه كثيراً بعض المحطات في ثورة الجزائر، سواء على صعيد الفعل المقاوم أو على صعيد الانتقام الذي كان يحصل من قبل الاستعمار الفرنسي. وثمة الكثير مما يجمع بين الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال الفرنسي، لناحية الممارسات والتنكيل والقتل الجماعي والتهجير. يذكر الجزائريون أن الاستعمار الفرنسي أدى إلى استشهاد 45 ألف شخص في يوم واحد في مجازر الثامن من مايو/ أيار 1945.
ويقول الناشط محمد قاضي إن "الوقت الآن للفعل، يجب التفكير في كيفية إمداد الشعب الفلسطيني بحاجياته الأساسية وإسناد المقاومة على كل الأصعدة". يضيف: "القلوب بلغت الحناجر. اللحظة لا تستدعي التظاهرات على أهميتها للتعبير عن دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في محنته وفي مقاومته، بل المساندة المادية".      
وفي الجامعات، تنظم وقفات طلابية تحيةً للمقاومة وإدانة لجرائم الاحتلال. ونظم الاتحاد الطلابي الحر، وهو أكبر التنظيمات الطلابية في الجزائر، سلسلة مسيرات داخل الجامعات ووقفات نصرة للشعب الفلسطيني، تخللتها هتافات وكلمات تشجب الصمت وخذلان الحكومات العربية للفلسطينيين، وزاد الغضب السياسي والمجتمعي في الشارع الجزائري على الحكومات العربية، بعد البيان المتواضع الذي أصدره مجلس وزراء الخارجية العرب، و"خصوصاً أنه يساوي في الإدانة بين المقاومة وممارسات الاحتلال".

الصورة
تنظم وقفات تحيةً للمقاومة وإدانة لجرائم الاحتلال (بلال بنسالم/ Getty)
مع غزة المقاومة (بلال بنسالم/ Getty)

أعلام فلسطينية
في بعض المدارس التربوية، بادر معلمون إلى القيام بأنشطة رمزية تتيح للتلاميذ التضامن مع نظرائهم الفلسطينيين، كرسم الأعلام الفلسطينية وإنشاد الأغاني الوطنية. وعلقت الأعلام الفلسطينية على بعض شرفات المنازل والسيارات، وسرت دعوات إلى وزارة التربية للمبادرة بالقيام بلفتة موحدة في كل المدارس الجزائرية لتحية العلم الفلسطيني في المدارس.  
وكان لافتاً أن مدرجات ملعب حملاوي بقسنطينة، شرقي الجزائر، غطتها الأعلام الفلسطينية وهتافات لفلسطين والشهداء، وهو شعار يردده الجزائريون منذ عقود كلما تعلق الأمر بفلسطين. كما ازداد فخر الجزائريين بالصورة التي ظهر عليها لاعبو المنتخب قبل بدء إحدى المباريات، ووضعوا وشاحاً فلسطينياً ورفعوا العلم الفلسطيني، فيما عقدت سبعة أحزاب سياسية اجتماعاً مشتركاً للدعوة إلى تنظيم مسيرة شعبية، وطالبت بتسيير جسر جوي من الجزائر إلى غزة عبر مطار العريش الدولي في مصر، لضمان وصول الإعانات والإمدادات إلى الفلسطينيين.  

إلى ذلك، وضعت الكثير من المحال التجارية الأعلام الفلسطينية تعبيراً عن الدعم والتضامن مع الفلسطينيين. وفي محله الصغير قرب سينما قديمة ومغلقة في حي باب الواد الشعبي في العاصمة الجزائرية، علق سليم علماً فلسطينياً على باب المحل، ويقول لـ"العربي الجديد": "هذه لفتة وأبسط ما يمكن أن نقوم به. سنفعل كل ما في مقدورنا لدعم أشقائنا في فلسطين، وسنساهم كل بحسب مقدرته في حملة التبرعات التي تنظمها الهيئات الإغاثية الجزائرية لصالح غزة. ولدينا ثقة في أن الحكومة ستقوم أيضاً بما يلزم وبما يشرف الموقف الشعب والدولة الجزائرية".

المساهمون