ثوران بركان تونغا أقوى مئات المرات من قنبلة هيروشيما

علماء ناسا: ثوران بركان تونغا أقوى مئات المرات من قنبلة هيروشيما

24 يناير 2022
في تونغا لا يزال حجم الدمار غير واضح (Getty)
+ الخط -

قال علماء وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، إنّ الثوران البركاني الذي وقع أخيراً في تونغا، أطلق العنان لقوى متفجرة قزّمت قوة قنبلة هيروشيما الذرية، إذ وصف ناجون، اليوم الإثنين، كيف أن الانفجار المدمر في المحيط الهادئ "أفسد أدمغتنا"، في إشارة إلى حجم الصدمة التي خلّفها لديهم.

وأكد مرصد الأرض التابع لوكالة "ناسا"، أنّ بركان هونغا تونغا هونغا هاباي أطلق حطاما يصل ارتفاعه إلى 40 كيلومترًا في الغلاف الجوي خلال ثوران 15 يناير/كانون الثاني الذي تسبب في حدوث موجات تسونامي ضخمة.

وأوضح عالم ناسا جيم جارفين، في بيان صحافي، أنه "نعتقد أن كمية الطاقة المنبعثة من الثوران كانت تعادل ما بين خمسة إلى 30 ميغا طن (خمسة إلى 30 مليون طن) من مادة تي إن تي الكيميائية".

وقالت "ناسا" إن الانفجار كان أقوى بمئات المرات من القنبلة الذرية الأميركية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية في أغسطس/آب 1945، والتي قُدرت بحوالي 15 كيلو طن (15 ألف طن) من مادة تي إن تي.

وأضافت الوكالة أن الانفجار البركاني "دمّر" الجزيرة البركانية على بعد 65 كيلومترا (41 ميلا) شمال العاصمة التونغية نوكوالوفا.

غطت الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف شخص طبقة من الرماد السام، ما أدى إلى تسميم مياه الشرب، وتدمير المحاصيل ومحو قريتين على الأقل تماما.

وأثّر انفجار البركان هونغا تونغا هونغا هاباي والتسونامي الذي نجم عنه على أكثر من ثمانين بالمائة من سكان هذا الأرخبيل البالغ عددهم نحو مائة ألف نسمة، وفق الأمم المتحدة.

كما أودى بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل في تونغا وأسفر عن مقتل اثنين من مرتادي الشواطئ في بيرو بعدما ضربت أمواج الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

أعلنت السلطات البيروفية عن وقوع كارثة بيئية بعدما ضربت الأمواج ناقلة نفط كانت تفرغ حمولتها بالقرب من ليما.

الصورة
كارثة بيئية بعدما ضربت الأمواج ناقلة نفط (Getty)

في تونغا، لا يزال حجم الدمار غير واضح بعد انقطاع الاتصالات بالجزر النائية.

وتفيد تقديرات بأن حوالى كيلومتر مكعب من المواد انبعثت عند ثوران البركان الذي يقول خبراء إنه قد يبقى نشيطا "لأسابيع إن لم يكن لأشهر".

وقال منسق مساعدات الأمم المتحدة في الأرخبيل سيون هوفانغا إن "شعب تونغا سيحتاج إلى دعم كبير لمعالجة كارثة بهذا الحجم"، موضحا أن السكان "ما زالوا مصدومين بحجم الأضرار".

وتونغا هي ثالث أرخبيل في العالم يعاني من الضعف في مواجهة الكوارث الطبيعية، حسب تقرير حول المخاطر العالمية. لكن على الرغم من هذه التهديدات، قالت الصحافية المقيمة في نوكوالوفا ماري لين فونوا إن السكان المحليين ما زالوا يتعاملون مع حجم الكارثة.

وأكدت لفرانس برس "إنه يفوق ما شهده أي شخص هنا على الإطلاق".

وأضافت: "صدمة الانفجار البركاني أثرت علينا بشكل كبير، لقد بدأنا في العودة إلى طبيعتنا تدريجيا".

وتابعت: "إن الرماد الذي يغطي كل شيء يثبت أنه من الصعب التعايش معه ويثير مخاوف بشأن القضايا الصحية على المدى الطويل".

بدأت قوات الدفاع اليابانية والنيوزيلندية والأسترالية في تقديم إمدادات الإغاثة العاجلة، وخاصة المياه، مع الحفاظ على بروتوكولات كوفيد 19 الصارمة للحفاظ على حالة تونغا خالية من الفيروسات.

الصورة
إمدادات إغاثة من اليابان (Getty)

ووصفت حكومة تونغا انفجار البركان والتسونامي في الأسبوع الماضي بأنهما "كارثة غير مسبوقة"، وأعلنت حالة الطوارئ لمدة شهر تقريبا.

(فرانس برس)

المساهمون