تونس: تضارب أخبار وشهادات حول مركبَين مفقودَين منذ أيام في البحر

31 اغسطس 2022
من عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين (فاليريا فيرارو/ الأناضول)
+ الخط -

ما زالت الأخبار المتداولة في تونس حول مركبَين يقلّان مهاجرين غير نظاميين متضاربة، وذلك منذ أيام عدّة. وكان المركبان قد غادرا منطقة بنزرت شمالي تونس بعد منتصف ليل الجمعة-السبت، وعلى متنهما 18 و6 شباناً على التوالي. وقد عُثر، أمس الثلاثاء، على ثلاث جثث يُرجَّح أن تكون لمهاجرين من أحد المركبَين المفقودَين.

وعلى الرغم من فرحة بعض العائلات وإطلاق الزغاريد في منطقة لبراش، ليل أمس الثلاثاء، بمجرّد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً تشير إلى أنّ مهاجري أحد المراكب أحياء وأنّهم وصلوا إلى إيطاليا، فقد تبيّن لاحقاً أنّ هذا المركب ما زال مفقوداً.

لسعد هو شقيق بلال (32 عاماً) المفقود في المركب الذي يقلّ 18 شاباً، أخبر "العربي الجديد ": "تلقّيت اتصالاً من شقيقي بعد ساعتَين من الإبحار من بنزرت، أي نحو الساعة الثانية من فجر يوم السبت الماضي، وآخر ما قاله بلال لي إنّه ينوي السباحة وإنّ المركب وراءه، وقد يكون إمّا مقلوباً وإمّا انشطر إلى نصفَين. وقد أضاف أنّه كان على بعد 10 كيلومترات من جزيرة سردينيا الإيطالية".

وأوضح لسعد أنّ "شقيقي بلال طلب النجدة. كان يطلب إنقاذه. فكلّ ما يتداول من أخبار عن العثور على المركب لا أساس له من الصحة"، مشيراً إلى أنّ "جلّ الشباب نسوا هواتفهم في حقيبة في تونس، وأنّ اثنَين أو ثلاثة فقط منهم كانوا يحملون هواتفهم معهم بعد وضعها في أكياس واقية من المياه من دون أن تكون الاتصالات ممكنة".

وتابع لسعد أنّ "ثمّة أفراداً من عائلات المفقودين يعيشون في فرنسا، وقد انتقلوا إلى إيطاليا للبحث عن أيّ معلومات تتعلّق بالمركب، وأنّ التنسيق ما زال متواصلاً مع السلطات الإيطالية"، مشدّداً على أنّ "جلّ الشباب (سوف يبقون) في عداد المفقودين إلى أن تصلنا أخبار جديدة".

من جهته، قال رئيس جمعية الأرض للجميع عماد السلطاني لـ"العربي الجديد" إنّ "الجثث الثلاث التي عُثر عليها أمس تعود إلى شبّان تتراوح أعمارهم ما بين 25 و30 عاماً، وإنّ الطبيب الشرعي سوف يحدّد كم مضى على غرقها"، مشيراً إلى أنّه لا يعرف إذا كانت الجثث من المركب الأوّل أو الثاني.

أضاف السلطاني أنّ "لا معلومات عن وصول المركب الذي يضمّ 18 شاباً إلى التراب الإيطالي حتى اللحظة"، داعياً إلى "عدم المتاجرة بالعائلات وترويج أخبار عن العثور على مهاجرين أو وصول غيرهم (إلى اليابسة) من دون التأكد من صحتها".

في سياق متصل، أفاد رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عبد الرحمان الهذيلي، اليوم الأربعاء، بأنّ عدد التونسيين المفقودين بلغ منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي 450 مفقوداً، وأنّ 1400 تونسي وصلوا إلى السواحل الإيطالية في خلال نهاية الأسبوع المنقضي، بالتزامن مع القمة الأفريقية-اليابانية "تيكاد 8".

أضاف الهذيلي، في تصريح إذاعي، أنّ العدد الإجمالي للمهاجرين التونسيين بلغ منذ مطلع العام 11.400 مهاجر، من بينهم 498 امرأة و2102 قاصر.

المساهمون