تلوث الوقود الأحفوري دمّر صحة وبيئة "زقاق السرطان" في لويزيانا

تلوث الوقود الأحفوري دمّر صحة وبيئة سكان "زقاق السرطان" في لويزيانا

25 يناير 2024
تحذيرات من أزمة صحية وبيئية خطيرة في لويزيانا جراء التلوث (Getty)
+ الخط -

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الخميس، إن قطاع الوقود الأحفوري والبتروكيماويات في منطقة بولاية لويزيانا التي أصبحت تُعرف باسم "زقاق السرطان" دمّر صحة السكان وحياتهم وبيئتهم.

"زقاق السرطان" (Cancer Alley) يشير إلى منطقة تقطنها مجتمعات على امتداد 140 كيلومترا تقريبا على ضفاف نهر المسيسيبي بين نيو أورليانز وباتون روج، حيث تعيش المجتمعات بجوار حوالي 200 موقع لعمليات للوقود الأحفوري والبتروكيميائيات.

"نحن نحتضر"

وثق التقرير الصادر بعنوان "نحن نحتضر: الكفاح من أجل البقاء في ظل التضحية بحياة الناس لأجل الوقود الأحفوري في لويزيانا"، كيف يعاني سكان منطقة زقاق السرطان من آثار التلوث الشديد الناجم عن صناعة الوقود الأحفوري والبتروكيميائيات، ويواجهون معدلات ومخاطر مرتفعة على صعيد التعرض لأضرار متعلقة بالصحة الإنجابية وصحة الأمهات والمواليد، وكذلك أمراض السرطان والجهاز التنفسي.

ووفقاً للمصدر نفسه، فإن بعض المناطق من "الزقاق" تُسجّل فيها أعلى نسبة مخاطر الإصابة بالسرطان بسبب التلوث الصناعي للهواء في الولايات المتحدة.

قالت أنتونيا يوهاس، باحثة أولى في الوقود الأحفوري بالمنظمة: "قطاع الوقود الأحفوري والبتروكيميائيات خلق "منطقة للتضحية بحياة الناس" في لويزيانا. تقاعُس سلطات الولاية والسلطات الفيدرالية عن تنظيم هذا القطاع كما يجب له عواقب وخيمة على سكان زقاق السرطان".

وأضافت: "حان وقت إيفاء الحكومات بالتزاماتها الحقوقية وإنهاء التضحية بالناس".

أوضحت المنظمة أنها قابلت من سبتمبر/أيلول 2022 إلى يناير/كانون الثاني 2024،  70 شخصا، بينهم 37 من سكان المنطقة، وتنقلت في جميع أنحاء المنطقة لتوثيق الآثار الحقوقية لعمليات الوقود الأحفوري والبتروكيميائيات على السكان المحليين.

ذكر سكان المنطقة مدى التأثير على صحتهم، بما في ذلك إسقاط الأجنّة، والحمل عالي الخطورة، والعقم، وسوء صحة الأطفال حديثي الولادة، وأمراض الجهاز التنفسي، والسرطان. وصف عديدون اجتياح مجتمعات بأكملها بالسرطان، ووفيات في صفوف العائلة والأصدقاء، والتغيّب لأيام عن العمل والمدرسة نتيجة المرض، وإدخال الأطفال إلى الطوارئ جرّاء نوبات الربو.

تأثير تلوث الهواء على الصحة الإنجابية

أكدت المنظمة أن التقرير تضمن بحثا جديدا يكشف عن تأثير تلوث الهواء على الصحة الإنجابية وصحة الأمهات والمواليد في زقاق السرطان أجراه باحثون في "جامعة تولين" في نيو أورليانز في ورقة تخضع للتحكيم حاليا وستنشر في مجلة "البحوث البيئية: الصحة" .

وجد الباحثون معدلات مرتفعة بشكل استثنائي لانخفاض الوزن عند حديثي الولادة والولادات المبكرة بنسب تزيد عن ثلاثة أضعاف المعدل الوطني. الأجزاء من لويزيانا التي لديها المعدلات الأعلى للعواقب الضارة على الولادات كان فيها أيضا أسوأ تلوث للهواء، بما يشمل المناطق داخل زقاق السرطان.

تقول المنظمة "على مدى عقود، تقاعست السلطات التنظيمية في لويزيانا، لا سيما "إدارة جودة البيئة" في الولاية، عن معالجة الضرر الشديد الناجم عن عمليات الوقود الأحفوري والبتروكيميائيات، وتطبيق الحد الأدنى من المعايير التي وضعتها الحكومة الفيدرالية، وحماية صحة السكان المحليين".

وتضيف "لم تضمن "وكالة حماية البيئة" الفيدرالية تنفيذ القوانين والصلاحيات الفيدرالية في لويزيانا، وبالتالي، لم تحمِ السكان من الضرر الناجم عن قطاع الوقود الأحفوري والبتروكيميائيات".

وطالبت المنظمة الدولية إدارة جودة البيئة في لويزيانا بالعمل على دعم الدعوات المحلية إلى وقف عمليات الوقود الأحفوري والبتروكيميائيات الجديدة أو الموسعة.

كما دعت وكالة حماية البيئة الفيدرالية إلى إصدار أمر لمنشآت الوقود الأحفوري والبتروكيميائيات التي تشكل خطرا وشيكا وكبيرا على صحة الإنسان والبيئة بوقف جميع عملياتها فورا. بالإضافة إلى الاعتراض على التصاريح في المجتمعات المثقلة بالأعباء أصلا، ودعم الوقف الاختياري لمشاريع الوقود الأحفوري والبتروكيميائيات الجديدة أو الموسعة، وتنفيذ خطط التعويض وإعادة التوطين.

يذكر أنه في ديسمبر/كانون الأول 2023، وللمرة الأولى في مؤتمرات المناخ العالمية بموجب "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ"، دعت "الوثيقة الختامية" التي تم الاتفاق عليها في "مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ" (كوب 28) الحكومات إلى بدء "التخلي عن الوقود الأحفوري". 

المساهمون