تركيزات ثاني أكسيد الكربون تهدد مساعي حصر الاحترار بـ1.5 درجة

تركيزات ثاني أكسيد الكربون تهدد مساعي حصر الاحترار بـ1.5 درجة

19 يناير 2024
الانبعاثات التي يسببها الإنسان ستدفع الزيادة في ثاني أكسيد الكربون للحد المطلق (الأناضول)
+ الخط -

من المتوقّع أن تتخطّى الزيادة في تركيزات ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي في عام 2024 المستويات المتوافقة مع مسارات حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية، بحسب دراسة أعدّتها هيئة الأرصاد الجوية البريطانية تستند إلى قراءات من محطة مرجعية في هاواي.

وتهدف اتفاقية باريس للمناخ الموقّعة في عام 2015 إلى إبقاء الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية أقلّ بكثير من درجتَين مئويّتَين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، ومواصلة الجهود لحصر الاحترار عند 1.5 درجة مئوية. لكنّ بلوغ هذا الحدّ الأكثر طموحاً، الذي يُفهم أنّه متوسط لدرجات الحرارة على مدى 20 عاماً على أقلّ تقدير، يكتسي صعوبة متزايدة بحسب خبراء.

وقال الباحث في مكتب الأرصاد الجوية البريطانية (ميت أوفيس) ريتشارد بيتس إنّ "الزيادة المقدّرة في تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لهذا العام أعلى بكثير من السيناريوهات الثلاثة التي تتيح حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية والتي أبرزها تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ".

وقد اعتمد معدّو الدراسة، التي نُشرت نتائجها اليوم الجمعة، على ثلاثة سيناريوهات من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أي خبراء المناخ المفوّضون من الأمم المتحدة، من شأنها أن تتيح بلوغ الحدّ الأكثر طموحاً في اتفاقية باريس للمناخ.

واستندت النتائج التي توصّل إليها هؤلاء إلى توقعات بزيادة "كبيرة نسبياً" في ثاني أكسيد الكربون، في محطة مونا لوا في هاواي، التي تُعَدّ مؤشراً جيداً إلى الاتجاه العالمي.

كذلك سعى العلماء إلى النظر للمستجدّات المتوقعة هذا العام من دون الأخذ في الاعتبار ظاهرة "إل نينيو" الجوية الحالية، التي ترتبط بارتفاع درجات الحرارة العالمية وتؤدّي بالتالي إلى إضعاف مصارف الكربون مثل الغابات الاستوائية.

وأوضح بيتس أنّه "حتى لو وضعنا جانباً الآثار المؤقتة لظاهرة إل نينيو، نجد أنّ الانبعاثات التي يسبّبها الإنسان سوف تدفع الزيادة في ثاني أكسيد الكربون في عام 2024 إلى الحدّ المطلق للمسارات التي تحترم (هدف حصر الاحترار بـ) 1.5 درجة مئوية".

ويُظهر المناخ الحالي بالفعل ارتفاعاً في درجة الحرارة بنحو 1.2 درجة مئوية أو 1.3 درجة مئوية مقارنة بفترة 1850-1900.

وبمعدّل الانبعاثات الحالي، تتوقّع الهيئة الحكومية الدولية المعنيّة بتغير المناخ أنّ احتمال بلوغ عتبة 1.5 درجة مئوية في المتوسط بحلول الأعوام 2030-2035 يبلغ واحداً من اثنَين.

وحذّر بيتس من أنّه "للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة دون 1.5 درجة مئوية، يجب أن يتباطأ تراكم ثاني أكسيد الكربون بصورة كبيرة في السنوات المقبلة ويتوقّف بحلول منتصف القرن. لكنّ التوقعات لعام 2024 لا تظهر مثل هذا التباطؤ".

وأشار بيتس متحدثاً لوكالة فرانس برس، إلى أنّه "يبدو من غير المرجّح حقاً أن نكون قادرين على الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة بـ1.5 درجة مئوية. لكن من الناحية الفنية، يمكننا القيام بذلك إذا خُفّضت الانبعاثات بصورة كبيرة من الآن فصاعداً".

(فرانس برس)

المساهمون