تحذير أممي بعد تزايد الظواهر المناخية المتطرفة: الآتي أسوأ

تحذير أممي بعد تزايد الظواهر المناخية المتطرفة: الآتي أسوأ

10 سبتمبر 2023
كبير مسؤولي المناخ في القمّة الأفريقية الافتتاحية في نيروبي (لويس تاتو/ فرانس برس)
+ الخط -

حذّر كبير مسؤولي المناخ في الأمم المتحدة من أنّ الظواهر المناخية المتطرّفة التي يشهدها العالم تُعدّ دلالة على "أمور سيّئة آتية".

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ سيمون ستيل لوكالة الأناضول، من العاصمة الكينية نيروبي، إنّ "كلّ الظواهر المناخية، من الجفاف إلى حرائق الغابات والفيضانات، تُعَدّ بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحّة إلى اتّخاذ إجراءات سريعة".

وشرح ستيل أنّ "ما نشهده هو أنّ تأثيرات تغيّر المناخ وآثاره تتسارع الآن، ومن المدهش أنّنا شهدنا في السنوات القليلة الماضية وفي الآونة الأخيرة أرقاماً قياسية تتحطّم مراراً وتكراراً، وهذه مجرّد إشارة إلى أمور لا بدّ من تداركها".

وكان ستيل، الذي زار نيروبي لحضور قمّة المناخ الأفريقية الافتتاحية، يشير إلى الظواهر المناخية القاسية، بما في ذلك الجفاف الحالي في شرق أفريقيا، والذي يؤثّر خصوصاً على كينيا حيث انعقدت القمّة.

وقد أدّى الجفاف، وهو الأسوأ في المنطقة منذ 40 عاماً على الأقلّ، إلى نزوح ملايين الأشخاص ودفع ملايين آخرين إلى حافة المجاعة.

وفي العام الماضي، سُجّل غزو للجراد في شرق أفريقيا، وقد صنّفه الخبراء بأنّه "الأسوأ" بالنسبة إلى كينيا منذ 70 عاماً، ومنذ ما لا يقلّ عن 25 عاماً بالنسبة إلى إثيوبيا والصومال.

قمّة المناخ

وحول قمّة المناخ الأفريقية التي عُقدت في الفترة الممتدة ما بين الرابع والسادس من سبتمبر/ أيلول الجاري في نيروبي، قال المسؤول الأممي إنّ هذه القمة "جمعت القادة وصنّاع القرار من أنحاء أفريقيا لمواجهة أزمة المناخ بشكل مباشر، الأمر الذي يوفّر فرصة ليس فقط لتحديد أولويات أفريقيا، إنّما كذلك للتقدّم بحلول".

وأوضح ستيل أنّ "التعاون عبر الحدود ضروري جداً في مفاوضات المناخ الأوسع، إذ تُكون أصوات إقليمية موحّدة، والتي ستبلغ ذروتها في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28) في أواخر عام 2023"، في إشارة إلى المؤتمر الأممي الذي تستضيفه الإمارات ما بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و12 ديسمبر/ كانون الأول 2023.

تعهدات القمّة

وقال ستيل إنّ عدداً من الجهات، من بينها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمارات، قدّمت تعهّدات كبيرة في خلال القمة، محذّراً من أنّ "التحدّي الحقيقي يكمن في التنفيذ".

أضاف المسؤول الأممي أنّ "التعهدات المهمّة التي اتُّفق عليها خلال هذا الحدث عزّزت الآمال ببذل جهود ملموسة، إلا أنّ التحدّي يكمن في تنفيذها الفعلي".

وفي معرض وصفه للتعهّدات، قال ستيل إنّها "تُعَدّ إشارات إيجابية لكنّها لا تلامس سوى سطح ما هو مطلوب عالمياً، لا سيّما في دعم الدول الضعيفة والنامية". وبيّن أنّ المهمّ يتمثل في كيفية ترجمة هذه التعهّدات "إلى عمل حقيقي على الأرض".

وخلال المقابلة، تطرّق ستيل إلى مبادرات الطاقة شارحاً أنّ "الجهود، مثل استراتيجية الهيدروجين الأخضر، وخريطة الطريق للاتحاد الأوروبي، وتعهّد دولة الإمارات بتقديم دعم مالي بقيمة 4.5 مليارات دولار أميركي لتحوّل الطاقة، هي خطوات في الاتّجاه الصحيح".

وتابع ستيل: "نعلم كذلك أنّ المطلوب يذهب إلى ما هو أبعد بكثير من تلك المبادرات التي تنتج عن ظواهر مثل هذه، إلا أنّه بالتأكيد يرسل إشارة قوية جداً".

مكافحة تغيّر المناخ

وفي ما يتعلق بدور اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في مكافحة هذا التغير، أكّد ستيل مجدداً التزامها بدعم الجهود العالمية للحدّ من الانبعاثات والحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأفاد ستيل بأنّ ولاية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ تشمل "تقديم الدعم إلى الدول النامية، مع التركيز على المجتمعات المحلية". أضاف أنّ "الوكالة تعمل على توفير الدعم والمساحة للتمثيل، سواء أكان من السكان الأصليين أو من المجتمعات أو المدن على المستويات دون الوطنية".

وأكّد ستيل: "نحن نعلم أنّه في ما يتعلق بالعمل الحقيقي والتقدّم، فإنّ ذلك يحدث على أرض الواقع في داخل المجتمعات المحلية".

تجدر الإشارة إلى أنّه في ختام قمّة المناخ الأفريقية، تبنّى المشاركون "إعلان نيروبي" الذي دعا إلى الدعم العالمي لأفريقيا.

واقترحت القمّة "إنشاء بنية تمويل جديدة تستجيب لاحتياجات أفريقيا، بما في ذلك إعادة هيكلة الديون وتخفيفها، وتطوير ميثاق عالمي جديد لتمويل المناخ من خلال عمليات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤتمر الأطراف بحلول عام 2025".

وركّز الإعلان على الحاجة إلى الدعم المالي من البلدان المتطوّرة، لتمكينها من الوفاء بالتزاماتها بتقديم 100 مليار دولار من التمويل السنوي للمناخ.

(الأناضول)

المساهمون