باكو تواجه تحديات بيئية وجندرية خلال استضافتها قمة المناخ "كوب 29"

باكو تواجه تحديات بيئية وجندرية خلال استضافتها قمة المناخ "كوب 29"

16 يناير 2024
تستضيف باكو في نوفمبر المقبل قمة المناخ كوب 29 (Getty)
+ الخط -

لم يمر توقيع رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف على مرسوم بشأن إنشاء اللجنة التنظيمية الخاصة بالدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) أواخر العام الجاري، من دون تعليق المنظمات والمؤسسات المعنية بحقوق النساء والمناخ، إذ اعتبرت حركة "هي تغير المناخ" she changes climate بأن القرار الأخير، بتعيين 28 رجلاً في اللجنة المنظمة من دون وجود أي امرأة، قرار رجعي، وغير منصف بحق النساء.
سلطت الحركة الضوء على "الأهمية الحاسمة" للشمول والتنوع في COP29، واصفة هذه الخطوة بأنها "خطوة تراجعية في الرحلة نحو المساواة بين الجنسين في المناخ"، وجاء في البيان: "نطالب بتمثيل متساو في إدارة محادثات المناخ لهذا العام، لأن تغير المناخ يؤثر على العالم كله، وليس نصفه".


ووفق مجموعة حملة She Changes Climate، فإن تغير المناخ يؤثر على العالم كله، وليس نصفه، وفي المقابل، فإن 63% من أعضاء اللجنة المنظمة لقمة المناخ Cop28، التي عقدت في دولة الإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي، كانوا من النساء، ورغم ذلك، كانت هناك مطالب بزيادة عددهن. 
ووفق بيانات الحكومة الأذربيجانية، فإن جميع أعضاء لجنة Cop29 تقريباً هم وزراء أو مسؤولون حكوميون، بمن في ذلك رئيس جهاز أمن الدولة، ورئيس شبكة توزيع الغاز الحكومية في أذربيجان.
ووفق She Changes Climate فإن وجود هذه اللجنة، يمثل خطوة تراجعية في الرحلة نحو المساواة بين الجنسين في مجال المناخ؛ ولذا تطالب المجموعة ، بإجراء التغييرات اللازمة، من خلال الاعتماد على التمثيل المتساوي في إدارة محادثات المناخ لهذا العام.

تمثيل النساء في قمة المناخ

تاريخياً، كان تمثيل المرأة دائماً ناقصاً في قمة الأمم المتحدة للمناخ، حيث عملت خمس نساء فقط كرئيسات خلال 29 عاماً من مؤتمرات الأطراف.
وكانت الأمم المتحدة، قد لفتت في تقارير عديدة، إلى أن العمل المناخي، يتطلب مساندة من الجميع، إذ يؤثر تغير المناخ على النساء والرجال من دون استثناء، وتتفاقم قابلية التأثر بتغير المناخ بسبب عدم المساواة والتهميش المرتبط بالجنس، والانتماء العرقي، وانخفاض الدخل، وغيرها من العوامل الاجتماعية والاقتصادية.

ما هو مؤتمر المناخ كوب 29؟

تستضيف العاصمة باكو في أذربيجان، المؤتمر التاسع والعشرين الخاص بالمناخ نهاية العام الجاري، وقد سعت السلطات إلى تعيين وزير البيئة والموارد الطبيعية الأذربيجاني مختار باباييف رئيساً لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، والذي يعرف عنه القيام بالعديد من الإنجازات في مجال حماية البيئة. فقد عمل مختار باباييف لمدة ثلاث سنوات كنائب رئيس شركة SOCAR لشؤون البيئة، أشرف خلالها على الجهود المبذولة لاستعادة التربة الملوثة في أذربيجان، كما أنه وبعد تعيينه وزيراً، عقد باباييف أول مؤتمر بيئي في تاريخ أذربيجان، واصفاً حماية البيئة بأنها مهمة مشتركة وضرورة أخلاقية لجميع الأذربيجانيين.

الصورة
وزير البيئة والموارد الطبيعية الأذربيجاني مختار باباييف (على اليمين) (توفيق باباييف/فرانس برس)
وزير البيئة والموارد الطبيعية الأذربيجاني مختار باباييف (على اليمين) (توفيق باباييف/فرانس برس)

يواجه باباييف مهمة غير اعتيادية بحسب وصف المحللين والخبراء، فعلى الرغم من أنه قضى أكثر من 24 عاماً في العمل في شركة النفط الحكومية الأذربيجانية سوكار في مجموعة متنوعة من الأدوار حتى إبريل/نيسان 2018، وفقاً لملفه الشخصي على موقع  "لينكد إن" لكنّ تعيينه في هذا المركز، قد يثير علامات استفهام عن إمكانية أن يقوم بدور مزدوج، ما بين إدارته السابقة لشركة نفطية، وما بين دوره الحالي كرئيس لمؤتمر المناخ.
يسلط المؤتمر المقبل، على ضرورة حث الدول النفطية تحديداً على الابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري، باعتبار أن ذلك، لم يعد يهدد اتفاقية باريس المناخية وحسب، بل لأنّ العالم يشهد منعطفاً يظهر من خلال ارتفاع درجات الحرارة، بعدما أعلنت أكثر من مؤسسة علمية، أن العام 2023، كان الأعلى من حيث ارتفاع درجات الحرارة.
ورحب مسؤول المناخ التابع للأمم المتحدة سيمون ستيل بتعيين باباييف، قائلاً في رسالة إنه يأمل أن يعقد الرئيس المعين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) ونائب وزير الخارجية الأذربيجاني يالتشين رافييف، المفاوض الرئيسي في المحادثات، قمة مناخية "ناجحة"، تسعى إلى تعزيز الموارد الطبيعية لإنقاذ البشرية من التلوث المناخي.

هل تواجه القمة المقبلة تحديات؟

تواجه قمة المناخ كوب 29، جملة من التحديات بحسب تقرير لشبكة بلومبيرغ الأميركية، إذ إن باكو قد تواجه تحديات لوجستية عديدة، بالأرقام، ومن خلال مقارنة استضافتها لفاعليات المؤتمر مع إمارة دبي، أو حتى شرم الشيخ المصرية. دبي على سبيل المثال، كانت قادرة على استيعاب أكثر من 85 ألف شخص زاروا المؤتمر، من خلال بنيتها التحتية المتطورة، وعدد الفنادق والغرف، والشقق السكنية. في المقابل، فإن أذربيجان، وبحسب البيانات، لا تمتلك أكثر من 50 ألف غرفة فندقية، وهو ما يعني أنها قد تواجه مشاكل لاستضافة عدد كبير من النشطاء والخبراء، ناهيك عن أن البنى التحتية من شبكات طرق وغيرها، قد تشكل تحدياً.
بعيداً عن الأمور اللوجتسية، و تغييب المرأة، تواجه البلاد سيلاً من الانتقادات، فقد ركزت جمعيات على أن استضافة أذربيجان باعتبارها دولة نفطية يعد أيضاً نموذجاً غير واضح، حول كيفية إدارة الدولة لمؤتمر المناخ.
بحسب تقرير لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية، تخطط أذربيجان، لزيادة إنتاجها من الوقود الأحفوري بمقدار الثلث خلال العقد المقبل.

تشير التوقعات إلى أن مضيف Cop29 سيزيد إنتاجه السنوي من الغاز بنحو 12 مليار متر مكعب على مدى السنوات العشر المقبلة، وهي فترة حاسمة يجب فيها على قادة العالم خفض إنتاج الوقود الأحفوري إذا كانوا يأملون في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
تمتلك أذربيجان أحد أكبر حقول الغاز في العالم، وهو حقل شاه دنيز في بحر قزوين، ومن المتوقع أن تستخرج البلاد 411 مليار متر مكعب من الغاز على مدى السنوات العشر المقبلة.
من جهته، رد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على الانتقادات، من خلال الإشارة إلى أن من المهم أن تستضيف الدول المصدرة للنفط والغاز الطبيعي محادثات المناخ العالمية، لا سيما أنها تسعى أيضاً إلى تطوير مصادر الطاقة النظيفة.

المساهمون