انقطاع مادة الطحين يفاقم معاناة قاطني مخيم الركبان

انقطاع مادة الطحين يفاقم معاناة قاطني مخيم الركبان

23 فبراير 2022
انعدام استجابة المنظمات الإنسانية والدولية لقاطني المخيم (Getty)
+ الخط -

يعيش قاطنو مُخيّم الركبان الواقع ضمن منطقة الـ "55" كم شرق محافظة حمص، ضمن الأراضي السورية، على الحدود مع العراق والأردن، أوضاعاً مأساوية للغاية من جراء شحّ المواد والمستلزمات الطبية، والغذائية، ومواد التدفئة، وانعدام استجابة المنظمات الإنسانية والدولية لقاطني المخيم.

وتُضاف إلى تلك المعاناة أزمة جديدة لسكان المخيم، وهي انقطاع مادة الطحين عن الأهالي لليوم السادس على التوالي، الأمر الذي قد يدفع بخروج عشرات العوائل من المخيم إلى مناطق سيطرة النظام السوري، دون وجود أي ضمانات أمنية لحفظ سلامتهم، مما يعرضهم للاعتقال من قبل أجهزة النظام الأمنية.

وقال مسؤول المكتب الإعلامي لفصيل "جيش مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية، وهو شريك لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في قاعدة "التنف" الأميركية، عبد الرزاق الخضر، إنه "منذ أكثر من ستة أيام ومخيم الركبان يعاني من قلة المواد الغذائية، وخصوصاً مادة الطحين التي فُقدت من المخيم بشكلٍ كامل"، مُشيراً إلى أن "فقدان مادة الطحين أدى إلى ارتفاع سعر ربطة الخبز بشكلٍ كبير".

وأكد الخضر، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنّ "سعر ربطة الخبز قبل ستة أيام كان بـ 1000 ليرة سورية، والثلاثاء أصبح سعرها 1500، ومن الممكن أن يصبح سعرها 2000 ليرة سورية اليوم"، مضيفاً أنّ "كيس الطحين كان سعره يتراوح ما بين الـ 70 و80 ألف ليرة سورية، واليوم بلغ سعره أكثر من 125 ألف ليرة سورية (35 دولارا أميركيا)".

وأشار إلى أنّ "مادة الطحين كانت تدخل إلى مخيم الركبان ومنطقة الـ 55، من مناطق سيطرة النظام السوري عبر طرق التهريب"، مُوضحاً أنّ "هناك أسباباً عديدة لقطع هذه المادة، أبرزها الضغط على قاطني المخيم وسكان منطقة الـ 55 كم، للمغادرة".

وكان رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية"، ماهر العلي، قد أكد، في الثامن من شباط/ فبراير الحالي، لـ "العربي الجديد"، أنّ أكثر من 18 عائلة غادرت مخيم الركبان إلى مناطق سيطرة النظام السوري و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية داخل المخيم ونقص الرعاية الطبية، وعدم استجابة المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لمساعدة قاطني المخيم وتقديم الغذاء والدواء والتعليم، في ظل ظروف صعبة يعيشها هؤلاء.

وكان مسؤولو "لجنة الاعتصام في مخيم الركبان" قد اجتمعوا، في العاشر من فبراير/شباط الحالي مع وفد من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، المتمركزة ضمن قاعدة "التنف" العسكرية، وقدموا من خلاله خمسة مطالب ورقية إلى قوات التحالف الدولي، وهي: فتح ممرّ إنساني للمخيم من إحدى دول الجوار، سواء من الأردن أو العراق، من أجل إدخال المساعدات، وتأمين الغذاء، ودعم الطبابة وتحسينها، ودعم التعليم، وإيجاد فرص عمل لشبان المخيم وقاطنيه".

ووعدت حينها قوات التحالف بدراسة المطالب خلال فترة قصيرة، في حين لم يتلق مسؤولو لجنة الاعتصام أي رد على المطاب حتى الآن، حسبما أكد مصدر من داخل اللجنة لـ "العربي الجديد".

المساهمون