المعارضة التركية تقدّم قانوناً يحمي حق المحجبات
أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلجدار أوغلو، عزم حزبه وهو أكبر أحزاب المعارضة، تقديم مشروع قانون إلى البرلمان من أجل ضمان حق الحجاب للنساء وحمايته قانونياً.
ونشر كلجدار أوغلو عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" الليلة الماضية، مقطع فيديو تحدث فيه عن حقوق المحجبات، وعرضه هذا الذي يأتي في إطار مرحلة التسامح التي أطلقها باسم حزبه تجاه كافة شرائح المجتمع.
ومن الملفت أن حملة التسامح هذه تستهدف الأوساط المحافظة في البلاد، من قبل الحزب العلماني الكمالي الذي كان له في تاريخ تركيا دور في التضييق على الأوساط المحافظة، ولكن الحزب مع اقتراب الانتخابات ونظراً لأهمية الكتلة المحافظة بدأ حملته الجديدة باستمالة هذه الكتلة.
وينتظر أن تُجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا العام المقبل، وتسعى المعارضة لتوحيد صفوفها وهزيمة الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية بعد 20 عاماً من حكم الأخير في البلاد.
وقال كلجدار أوغلو في المقطع الذي نشره: "كانت لنا أخطاء في الماضي، وتعلمنا أن نتغير والآن حان وقت الانتقال للمرحلة التالية عبر مشروع قانون يوافق المبادئ العالمية، يرى مسألة الحجاب كمجتمع بأنها بقيت خلفنا، وحل المسألة يكون وفق حقيقة الدولة على أن يتم تقديم المشروع اليوم الثلاثاء". أضاف: "من المواضيع التي تركت أثراً في المجتمع مسألة الحجاب، وكان هناك خطأ في الماضي، وسنعمل عبر القانون أن يكون هذا الحق مصوناً ويخرج بشكل كامل من النقاشات، وسنقدم على هذه الخطوة التي ستغلق هذا الموضوع إلى الأبد".
وينتظر أن يقدم الحزب المشروع بعد اجتماع كتلته في البرلمان، علماً أن حزب العدالة والتنمية كان قد شرع قوانين تسهل عمل المحجبات وتضمن تواجدهن في مؤسسات الدولة المختلفة وكافة القطاعات، في خطوات جريئة شهدت معارضة سياسية من قبل بعض الأطراف.
وكانت حكومات سابقة تابعة لحزب الشعب الجمهوري قد سنت تشريعات تمنع عمل المحجبات في مؤسسات الدولة، ومنها تلقي التعليم في الجامعات، واشتراط خلع الحجاب. وعام 2008، ذهب حزب العدالة والتنمية إلى تغييرات في التشريعات أعادت للمحجبات حق التعلم والتوظيف في المؤسسات بعد صراع قضائي.
أول ردود الفعل على إعلان كلجدار أوغلو جاء من وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة الرئيس أردوغان دريا يانق، التي قالت عبر "تويتر": "يواصل كلجدار أوغلو متابعة أجندة البلاد من الخلف، الأيام المظلمة التي ميزت بين النساء بسبب اللباس وكانت تحظى بدعم حزب الشعب الجمهوري انتهت في فترة حكم حزب العدالة والتنمية".
وكتب المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشليك، على "تويتر": "على الجميع التركيز على كلام الرئيس أردوغان غداً الأربعاء، إذ سيتناول في كلمته الكفاح التاريخي للحقوق والحريات والثمن الذي دفعه، والخطوات التاريخية التي أقدم عليها".
ورد المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فايق أوزتراك على كلام تشليك بالقول: "من المعروف النقطة التي وصل إليها الشعب في الحقوق والحريات خلال 20 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية، والشيء الوحيد الذي يمكن تقديمه بعد تهالك الحكم هذا أن يكون الأربعاء موعد الذهاب مباشرة إلى الانتخابات".
من ناحيته، قال دولت باهتشلي زعيم حزب الحركة القومية حليف الرئيس أردوغان في الحكم: "هناك استثمار لموضوع الحجاب تحت بند التسامح، وحزب الحركة القومية يقف خلف قرار البرلمان السابق المتعلق بموضوع الحجاب والمحجبات، ولا يستوجب سن قانون جديد، كلجدار أوغلو إن كان جاداً عليه أن يبدأ بحجاب نوابه في البرلمان من السيدات في حزبه".
