الكوارث المناخية المتطرفة تجتاح الدول الغنية

الكوارث المناخية المتطرفة تجتاح الدول الغنية

04 اغسطس 2021
أدت فيضانات الصين إلى سقوط ضحايا (فرانس برس)
+ الخط -

يُلاحظ عدد من خبراء المناخ أن الكوارث الطبيعية في صيف 2021 تضرب بقوة الأماكن التي نجت من غضب الاحتباس الحراري في الماضي. فبلدان غنية مثل الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وبلجيكا تنضم إلى دول أفقر وأكثر عرضة للخطر، لتشهد ظواهر مناخية متطرفة في ظل التغير المناخي.  

وتقول مؤسّسة قاعدة بيانات الكوارث الدولية في مركز أبحاث وبائيات الكوارث بجامعة لوفان الكاثوليكية ببلجيكا ديبي غوها-سابير: "لم تعد المشكلة تخص البلدان الفقيرة. من الواضح جداً حالياً أنها تخص البلاد الغنية أيضاً".

وشهدت الصين فيضانات قوية، وغرق مئات الأشخاص في كل من ألمانيا وبلجيكا، وذلك في مناطق لم تعهد كوارث مماثلة. وعانت كل من كندا ومناطق شمال غرب الولايات المتحدة مما وصفه عالم المناخ زيك هاوسفاذر بموجات حر "مرعبة"، بعدما تخطت درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية، محطمة أعلى الدرجات المسجلة في أوقات سابقة، وقد تسببت في حرائق غير اعتيادية. وتعاني مناطق جنوبي أوروبا من حرارة غير مسبوقة وحرائق.

كما بدأت ذروة أعاصير المحيط الأطلسي ومواسم حرائق الغابات في الولايات المتحدة. حطّم إعصار "إلسا" في الأول من يوليو/ تموز الماضي، أرقاماً قياسية سجلت العام الماضي، ورفعت جامعة ولاية كولورادو توقعاتها لعدد العواصف الأطلسية المسماة، على أن تقوم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بتحديث توقعاتها.

 

ويقول أحد خبراء المناخ والحرائق، يدعى بارك ويليامز، إن الغرب الأميركي يشهد أكثر المواسم جفافاً منذ عام 1580، ما يهدد بحرائق شديدة. ما يحدث في مواسم الأعاصير والحرائق في الولايات المتحدة يؤثر على إحصائيات آخر العام التي تتضمن الكلفة الإجمالية للدمار الذي تحدثه الكوارث الطبيعية، وفق إرنست راوتش، كبير علماء المناخ والجيولوجيا في شركة "ميونيخ ري". أضاف أن البلدان الغنية كانت الأكثر تضرراً اقتصادياً حتى هذا الوقت من العام.

لكن عندما تتضرر البلاد الفقيرة، فإنّها تكون أقل استعداداً ولا يستطيع مواطنوها استخدام التكييفات أو مغادرة مناطقهم، فيتعرضون لضرر أكبر، وفق هاوسفاذر. فبينما قتل الكثيرون في شمال غرب الولايات المتحدة في موجة الحر، فإن الرقم كان ليتضاعف في بلد آخر فقير.

(أسوشييتد برس)

المساهمون