الفلسطيني كايد الفسفوس... مضرب عن الطعام وأشقاؤه أسرى ومطاردون

الأسير الفلسطيني كايد الفسفوس... مضرب عن الطعام وأشقاؤه بين أسير ومطارد

25 سبتمبر 2023
يبلغ الأسير كايد الفسفوس من العمر 34 عاماً (فيسبوك)
+ الخط -

لم يعد الأسير الفلسطيني كايد الفسفوس من مدينة دورا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، قادرًا على الحركة أو الكلام، بسبب إضرابه عن الطعام لليوم الرابع والخمسين، رفضًا لاعتقاله الإداري في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتتخوف والدة الأسير كايد، فوزية الفسفوس من أن ينتهي المطاف باستشهاد نجلها، في مشهد يحاكي ما حصل مع الشهيد خضر عدنان الذي ارتقى في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي، وإهمال مطالبه، خلال إضرابه عن الطعام في الثاني من شهر مايو/أيار من العام الجاري.

الحزن يحاصر منزل الفسفوس

وسط حالة من الأسى، تروي والدة الأسير كايد لـ"العربي الجديد"، حكاية المعاناة اليومية في منزلهم بأنها صارت أشبه بالجحيم؛ إثر غياب كل أبنائها عنها وعن أسرهم، حيث يعتقل الاحتلال خمسة من أبنائها، يتجرعون كلهم مرارة الاعتقال الإداري، وبينهم كايد المضرب عن الطعام للمرة الثانية، وسادسهم محمود المصاب برصاص الاحتلال خلال مطاردته منذ نحو عام.

يعاني كايد الفسفوس من رعشة مؤلمة في الجسد، وإرهاق شديد أثر على ذاكرته وقدرته على الوقوف وقضاء حاجته

الأسير كايد الفسفوس أب لطفلة اسمها جوان، تقول جدّتها إنها تحمل يوميًا صورته وهي تبكي، فقد حرمها الاحتلال من زيارتها له منذ اعتقاله في الثاني من أيار/ مايو الماضي، مضيفة: "أمور حياتنا صارت سيئة، نحن صابرون ومتوكلون، ولكن الحزن يحاصر منزلنا".

تدهور حالة الأسير الصحية

لا يستطيع الأسير كايد الفسفوس النوم أو أن يفتح عينيه، ولم يعد يشعر بشيء من حوله، وهو يعاني تدهورًا في حالته الصحية يومًا بعد يوم، كما تقول والدته، إذ أصبح يعاني من رعشة مؤلمة في الجسد، وإرهاق شديد أثر على ذاكرته وقدرته على الوقوف وقضاء حاجته، خصوصًا أن الاحتلال يحرمه من اقتناء أدوات شخصية مثل الأغطية والملابس.

وتتساءل والدة الأسير كايد في حديثها مع "العربي الجديد" عن دور الجهات الرسمية، قائلة: "لماذا لدينا حكومة! حتى ترعى أولادنا (...)، وأنا أناشد كل إنسان عنده ضمير بدءًا من الرئيس محمود عباس لمدير جهاز المخابرات الفلسطينية، لرئيس هيئة الشؤون المدنية أن يعملوا على الإفراج عن ابني، لأن وضعه الصحي سيئ جدًا".

وكانت سلطات الاحتلال قد نقلت الأسير كايد، الخميس الماضي، من زنازين سجن النقب، إلى زنازين سجن عسقلان، بشكل متعمد في نهاية الأسبوع؛ حتى لا يتمكن محاميه من زيارته، ما يزيد الشعور بالخطر على حياته جراء تكتيم إدارة السجون على وضعه الصحي، كما يقول الناطق باسم نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار لـ"العربي الجديد".

محاولات كسر الإضراب

تسعى قوات الاحتلال إلى كسر إضراب الأسير الفسفوس بعدة طرق، أخطرها أن إدارة السجون في سابقة من نوعها، لم تبلغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن إضرابه رغم أن المعايير الدولية لاتفاقية جنيف الثالثة تنص على أن "أيّ أسير مضرب لأكثر من 14 يومًا، على إدارة السجون أن تبلغ الصليب الأحمر ليزوره للتأكد من سلامة المعاملة الإنسانية"، وذلك أدى لعدم اتخاذ الصليب الأحمر أي موقفٍ أو بيان حول قضية الأسير المضرب كايد الفسفوس، بحسب ما أكده أمجد النجار.

يهدف الاحتلال إلى ابتزاز أبناء عائلة الفسفوس في السجون؛ كي يضغط على شقيقهم المطارد محمود حتى يسلّم نفسه

كما تتعمد إدارة السجون عدم تحويله إلى مستشفى مدني كما حصل في الإضرابات الفردية السابقة، وإبقائه في زنازين عزلٍ مع أسرى غير مضربين معاقبين من إدارة السجون أو مع أسرى مصابين بأمراض نفسية، إضافة إلى التعامل معه كأسير غير مضرب ويمتنع عن الطعام فقط، وذلك للضغط عليه نفسيًا ومعنويًا، وفق ما قاله أمجد النجار، الذي أكد أن ملف الأسير كايد فارغ من أي تهمة تستوجب الاعتقال.

وتواجه الحركة الفلسطينية الأسيرة في السنوات الأخيرة، ارتفاعًا في عدد الأسرى الإداريين، حيث تشير بيانات نادي الأسير الفلسطيني إلى أن عدد المعتقلين الإداريين بلغ حتى نهاية شهر أغسطس/آب من العام الجاري، 1264 أسيرًا، ما دفع عددًا منهم لخوض الإضراب الفردي عن الطعام.

ابتزاز عائلة الفسفوس

يهدف الاحتلال إلى ابتزاز أبناء عائلة الفسفوس في السجون؛ كي يضغط على شقيقهم المطارد محمود حتى يسلّم نفسه، علمًا أنه سلّم نفسه لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في وقت سابق، ويتواجد في مقراتهم بمدينة دورا جنوب الخليل.

وكانت المحكمة الإسرائيلية العسكرية في عوفر، قد رفضت مرتين استئناف الأسير كايد الفسفوس، علمًا أن إدارة السجون نكثت اتفاقًا كان يقضي بعدم تمديد اعتقاله مطلع حزيران/ يونيو الماضي، بعد أن خاض إضرابًا عن الطعام استمر 9 أيام.

والأسير كايد الفسفوس (34 عامًا) أسير سابق أمضى نحو (7) سنوات في سجون الاحتلال، وقد بدأت مواجهته للاعتقال منذ عام 2007، وخاض إضرابًا عن الطعام في نهاية شهر مايو\ أيار وبداية شهر يونيو/حزيران المنصرم، استمر لمدة 9 أيام، كما أنه خاض سابقًا عام 2021، إضراباً ضد اعتقاله الإداريّ، واستمر لمدة (131) يومًا.

والمعتقل الفسفوس متزوج وأب لطفلة، علمًا أن كافة أشقائه تعرضوا للاعتقال، واليوم إلى جانبه أربعة أشقاء آخرون معتقلون إدارياً وهم: حسن (37 عامًا)، وخالد (35 عامًا)، وأكرم (39 عامًا)، وحافظ (40 عامًا)، فيما تعرضت عائلته لعمليات تنكيل متكررة على مدار سنوات طويلة.

المساهمون