الفلسطينيون يحتفلون بذكرى المولد النبوي في القدس والضفة الغربية
الفلسطينيون يحتفلون بذكرى المولد النبوي في القدس والضفة الغربية
احتفل آلاف الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، بذكرى المولد النبوي في مدينة القدس المحتلة وفي المسجد الأقصى، وفي مناطق عدّة من الضفة الغربية، لا سيّما مدينة نابلس ومدينة الخليل في الحرم الإبراهيمي.
وأتت الاحتفالات في القدس والمسجد الأقصى وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة من القدس وعند بوابات الأقصى، في وقت ازدحمت فيه أسواق البلدة القديمة بآلاف المحتفلين والمصلين الذين قدموا إليها من مدن وبلدات الداخل الفلسطيني المحتل في عام 1948 ومن كلّ الأحياء المحيطة بالمدينة.
وألغت المجموعات الكشفية مسيرتها لهذا العام، بعد أن حاولت شرطة الاحتلال تغيير مسارها المعتاد من شارع الزهراء مروراً بشارع صلاح الدين وصولاً إلى منطقة باب العامود إلى مسار آخر نحو باب الأسباط.
وأقامت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، قبل ظهر اليوم، احتفالاً دينياً حاشداً في المسجد الأقصى بهذه المناسبة، بمشاركة كبار رجال الدين من أعضاء الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف وجموع كبيرة من المحتفلين من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948، إلى جانب وفود عربية من الأردن ومصر وبلدان إسلامية، خصوصاً إندونيسيا.
وتخلّل الاحتفال إلقاء عظات دينية دعت إلى التمثّل بحياة النبي والاقتداء بسنّته، إلى جانب موشّحات دينية في مدحه والإشادة بصفاته ومناقبه.
واكتظت ساحات المسجد الأقصى بآلاف من المقدسيين وفلسطينيي الأراضي المحتلة في عام 1948، وقد نُظمت فيها فعاليات ثقافية وفنية بمشاركة مهرّجين تخلّلها رسم على وجوه الأطفال.
وانتعشت أسواق البلدة القديمة من القدس بالوافدين إليها، فهؤلاء قصدوا محلات الحلويات لشراء ما يحتاجونه من حلوى "المشبّك" المقدسي المعروف، في حين ازدحمت المطاعم الشعبية بمرتاديها.
في الضفة الغربية، كانت مدينة نابلس الواقعة في شمالها الأبرز احتفاءً بذكرى المولد النبوي. وقد بدت البهجة واضحة في المدينة، خصوصاً في البلدة القديمة منها منذ صباح اليوم، وسط الزينة، فيما علت أصوات المدائح النبوية والأناشيد الدينية من المحال التجارية. وقد راح أصحاب تلك المحال يقدّمون حلويات وقهوة على المارة، احتفاءً بالمناسبة، وذلك من ضمن تقليد سنوي تتميّز به المدينة.
ولعلّ التعديل الذي طرأ على العطلة الرسمية الخاصة بهذه المناسبة مثّل فرصة لتمديد الاحتفالات بالذكرى ليومَين، اليوم الأربعاء وغداً الخميس. ومن المفترض أن تقام فعاليات دينية ومسيرات لفرق إنشادية تجوب شوارع مدينة نابلس، انطلاقاً من بلدتها القديمة.
أمّا في المسجد الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، فسوف تُقام الفعاليات والاحتفالات الدينية بهذه المناسبة على مدى يومَين. ويأتي ذلك لإتاحة المجال أمام المصلين للوصول إليه والاحتفال بالذكرى، في ظلّ تضييق الاحتلال، بحسب ما قال مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي لـ"العربي الجديد".
وأشار الرجبي إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تشدّد من إجراءاتها العسكرية في محيط المسجد، على الرغم من فتح أبواب المسجد. وأوضح أنّ المسجد الإبراهيمي فُتح بكلّ أروقته وساحاته الداخلية والخارجية أمام المصلين، وقد وُزّعت الفعاليات الدينية والترفيهية للأطفال والمواعظ والأناشيد في أوقات الصلوات على مدى يومَين.
وتهدف هذه الفعاليات في المسجد الإبراهيمي إلى مواجهة محاولات الاحتلال تهويد المسجد والسيطرة عليه، منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في عام 1994 التي استشهد فيها عشرات المصلين على يد مستوطن متطرّف يُدعى باروخ غولدشتاين.
